هل فعلا يفكر الارتباط بي

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكر لك رحابة صدرك لسماع من يحتاج واسأل الله أن يسعدك ويوفقك دائما. عمري 24 عاما جامعية خلوقة موظفة جذابة ادرس منذ فترة في ما يشبه مركز الِتدريب، معلمي هو سر قلقي. منذ أول وهلة تمنيته زوج لي لما يحمل من صفات مميزة وعيوب أيضا ولكن بعد معرفتي وشهادة من يعملون ويعيشون معه أنه إنسان مميز وطيب كنت ألاحظ اهتمامه بي وترديده دائما أنني مميزة ويتمنى لي السعادة والنجاح ويهتم بي. بطريقة ما سمعت انه متعلق بفتاة معينة انصدمت مع أني كنت متأكدة من خلو حياته من الحب سألته بطريقة ذكيه ولكنه كان أذكى مني وطلب أن يكلمني بصراحة وقال أنت إنسانه رائعة ومن يتمنوك كثير وأنا منهم ولكن حاليا أتعرض لضغوط مادية كبيرة أنا وأخي الوحيد ولا استطيع أن أقول لك انتظري لمدة قد تطول عن سنة أو قد تزيد وأتمنى أن يسعفني الوقت وآتي لك ولا تكوني مرتبطة بأحد والآن تأكدت انك تملكين مشاعر جميلة لأنك حرصتي أن تتأكدي من موضوع الفتاة وأنا أقول لك هذا الكلام فارغ ولكن تعرفين عندما يتعامل الأستاذ.. مع طالبة بشكل خاص ينسجون حكايات وثقي بي دائما المهم قلت له أنا على استعداد أن انتظر وان أساعد قال لا أنا ارفض أريد أن أوفر لمن ستكون رفيقة عمري حياة كريمة و تعرفين كم الحياة صعبة وموضوع الزواج مصيري ومسؤولية. قال اتركي الموضوع وبعد ما تنهين الدراسة في الصيف سنرى ما سيقدره الله لنا فرحت نوعا ما بكلامه ولكن أحيانا اعتبر أن كلامه ليس وعدا ولأنه قال أنا لا أريد الخروج ولا الحديث في الهاتف ولتكن علاقتنا كطالبة وأستاذ وأنا لم اطلب منه شي، ولكن تنتابني الهواجس انه ربما قد لا يريدني لأنني دائما أقول أن الرجل لو أراد شيئا لا يؤخره شيء. أنا حاليا لا يتقدم لي الكثير وأمي تعرف وتبارك الموضوع وهو يعلم أن أمي تعرف ولم يغضب كما يفعل الشاب اللعوب ويتهرب وأنا تعمدت أن اخبره أن أمي تعلم حتى لا يعتقد أنني تافهة أو ما اشعر به عار والحمد لله لم يحصل ولن يحصل شي معيب فلقاءنا يتم أمام الطلاب وفي الاستراحة علنا ونتبادل أحاديث جماعية ولكنه يعلم أنني أريده وانتظره ولكن دائما يقول لي لا تشغلي نفسك. لو كان يردني حقا ولا يريد خسارتي لأنني لقطة مثل ما يقول كان ممكن له أن يبحث عن أي حل ولا يتركني للظروف وممكن أن ارتبط بغيره أنا أريده ولا أريد أن اخسره وأحبه ولا أريد أن يأخذه احد ولكن لا ادري اشعر كأنني في حرب أعصاب. هل فعلا يفكر الارتباط بي؟ لا ادري الوسواس تكاد تنهشني حينما أكون في عملي أو خارج نطاق المركز أحاول أشغل نفسي وانجح وأعيش بصورة طبيعية ولكن ما أن أراه أمامي حتى ترجع لي كل الأفكار؟!! الغريب أيضا انه يقطّع في الصلاة يعني غير ملتزم بها كاملة ولكن حسب ما عرفت من خلال دوامه الطويل وقد يكون كسل وإهمال ليس من باب الجحود أمي تقول لي ممكن تعوديه على الصلاة بكل حب أهم شي انه غير جاحد والأغرب انه خلوق ومعاملته راقية وطيب وحنون ولكن هل ممكن أن يكون الإنسان يحمل كل تلك الصفات ومقصّر في الصلاة مع انه عنيد ولكن بشكل عام عيوبه إلى الآن ممكن احتمالها لأنني أنا عصبية وهو هادئ وهذا أهم شيء.. هولا يكذب وليس بخيل ولا يلاحق النساء ولطيف وحنون وعبقري في مجال عمله انتظر منك نصيحتك وسأعمل بها... إن شاء الله.. كيف أتقبل فكرة انه ممكن لا يرتبط بي لأي سبب كان؟ هل ممكن أن أعيش من بعده في حال فراقنا بسلام وان أتزوج وأنساه؟ هل لو تقدم لي احد هل أؤجل وانتظره؟ لو واجهته ادري سيقول لي فكري بعقلك وأنا أخبرتك بظروفي وأنا واضح وصريح؟!! تحياتي وأتمنى من كل قلبي أن أتلقى النصيحة في اقرب وقت حتى لا أتهور واعمل شيء ممكن ينهي العلاقة أنا آسفة اعلم أن هناك العديد من الرسائل والتي قد تكون أهم مني ولكن أتمنى أن اسمع رأيك قريبا تحياتي ويومك سعيد..

15-06-2010

الإجابة

الأخت الفاضلة / وردة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك وأن يكفيك شرّ نفسك وشرّ الشيطان وشركه..
أختي الكريمة..
دائماً يطاردنا الفشل والإحباط واليأس وذلك حينما نبني طموحاتنا ونصنع آمالنا من خلال الأمنيات لا الواقع!!
وقديماً كان الشاعر الفطن يقول:
وما نيل المطالب بالتمنّي: : : ولكن تؤخذ الدنيا غلابا!!
حين ننظر إلى الأمنيات على أنها هي الواقع هنا نعيش الوهم والخوف والقلق والاضطراب!!
قلبك يا أختي الفاضلة هو أغلى ما تمليكن.. بصلاحه تكون سعادتك وبفساده تكون شقوتك. فهل من أجل أماني (زائفة) ووهم لا تدري أيكون أو لا يكون تبيعين أغلى ما تملكين بثمن بخس من الوهم والأماني!!
وحتى تتخلين من هذا القلق اسألي نفسك: قلبي لمن؟!
إن أسعد حياة يعيشها القلب حين يتعلّق بالله عز وجل ويعظم قدر الله تعالى فيه، حين يؤمن ويصدّق هذا القلب أن ليس شيء في الوجود يمكن أن يكون بغير قضاء الله وقدره، فلا يندم على شيء فاته لمَ فاته ولا يحرص على شيء حرصاً يتلفه أو يحزنه وهو يعلم أنه مهما اشتد حرصه واشتد تعلّقه فإنه لن يتحقق له إلاّ ما أراده الله تعالى له، قال تعالى مقرراً هذه الحقيقة: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ.." لاحظي قوله: عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ.. لا ما يشاء هو!!
إذن أختي الفاضلة.. لا تمنحي قلبك لأحد.. ولا تعلّقيه إلا بالله هو الذي خلقه وهو أعلم بما يصلحك وما هو خيرٌ لك.
جعل الله لك في حياتك درساً لتستفيدي منه في ما تبقى من أيام عمرك.. عشت (4) سنوات في حياة (ضبابية) يسيّطر عليها وهم الحب وزيف العاطفة - ولا تنسي أن الشيطان حريص على ما يحزن ابن آدم - ثم انقضت هذه السنوات الأربع بهمومها وغمومها (وظلاميتها - لأنها كانت في الظلام -).. ثم أنتِ الآن ينصب لك الشيطان نفس الفخّ الأول لكن مع شخص آخر، وهذا الآخر ليس فيه مقوّمات حقيقية تستحق الإعجاب بقدر ما هي أمور شكلية ومظاهر (من ضرورة العمل وطبيعته)!!
بقدر ما تكون علاقة الإنسان بغيره لطيفة وجميلة فإنها لم تدوم إذا كان هذا الآخر لا يحسّ، علاقته بالله!!
رجل لا يهتم بصلاته وعلاقته بربّه وصلته به جل وتعالى.. كيف يستحق إعجاباً أو تقديراً؟! مهما أظهر من لطيف خُلقه مع الناس فإن هذا أمر شكلي إذ الجوهر في حسن العلاقة بالله!!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف حال المؤمن الحصيف بقوله: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" فاستفيدي من دروس الحياة!!
العلاقات العاطفية التي تنشأ بين الشاب والفتاة من غير طريق شرعي لن تدوم إلا كما يدوم الدخان في جوّ السماء، لأن النهايات دائماً لها تعلّق بالبدايات، فإن كانت البداية صحيحة كانت النهاية في الغالب صحيحة، وإن كانت البداية خاطئة فالنهاية مآلها إلى الفشل!!
ثم تأمّلي أختي الفاضلة ما أحدثه لك هذا التعلّق من الهم والغم والخوف والقلق بل وربما ولّد فيك بعض الصفات السيئة كالحقد وبغض الآخرين والشك والريبة واتهام الناس!!
كل هذا بسبب التعلّق على أمر موهوم ليس له من حظّ إلاّ الأمنيات فقط!!
مباركة والدتك لهذه العلاقة ليست حقيقية ما هي إلاّ تزيين ترضين به ضميرك، لأنك صرت تشعرين بمحاصرة الضمير لك فخففت هذه المحاصرة بمصارحة والدتك ومباركتها لهذه العلاقة..!!
والله سبحانه وتعالى إنما أمرنا بأن نأتي البيوت من أبوابها فقال: "وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" فتأملي كيف علّق الفلاح بأمرين:
الأول: إتيان الشيء من بابه الصحيح.
الثاني: التقوى التي معناها مراقبة القلب لله في كل حركاته وسكناته.

وصيتي لك أختي الفاضلة:
1 - أن تهتمي بقلبك وأن تحيي قلبك بتعظيم الله عز وجل واعلمي أن القلب إذا تعلّق بالله فإنه لن يبقَ فيه مكانٌ للتعلّق بالبشر، وإذا علم الله منك صدق التعلّق به أعانك ويسّر لك أمرك. ثم اعلمي أن من علّق قلبه بغير الله وكله الله تعالى إلى ما تعلّق به وعذّبه به بالهمّ والغمّ والحزن والخوف، وحين يتعلّق القلب بالبشر فإنه إنما يتعلّق بالضعف والنقص والوهن وفي الحديث: "من تعلّق بشيء وُكل إليه"!!

2 - اقطعي علاقتك بهذا المعلّم وتخلصي من كل وسيلة تذكّرك به من رسالة أو رقم أو أي شيء يذكّرك به، وغضي البصر عن إدامة النظر إليه، ولا تحاولي أن تتكلمي معه إلاّ للضرورة وكلما حرصت على البعد منه كلما كان ذلك أهدأ لقلبك وفكرك، وكلما كنت أقدر على أن تتخذي قرارك في حال من الهدوء والتعقّل.

3 - لا تيأسي أخيتي من تأخّر أو عدم تقدّم الخطّاب لك، وثقي تماماً أن الزواج إنما هو (رزق) من الأرزاق التي يقسّمها الله تعالى على عباده كيف يشاء، واعلمي أن رزقك قد كُتب لك من يوم أن كنت في بطن أمك، وأن مسألة الرزق أمر محسوم من السماء، فلا تيأسي من تأخّر رزقك بـ (الزواج) وكوني أكثر ثباتاً ورضاً بحكم الله وقضائه، وما دورك إلا الإيمان والرضا والسعي إلى تيسير أمر حصول الرزق من عدم التشرّط والتطلّع في اشتراطات الزواج.
ولعلك تستفيدين من مضمون هذا الرابط:

للفتيات . . كيف تخططين لاختيار شريك العمر ؟!

4 - ألزمي نفسك أخيتي بالحجاب الشرعي الذي يحفظك (درّة مصونة) لا سلعة رخيصة لكل من هبّ ودبّ فأنت بدينك وقيمك ومبادئك أعزّ واشرف طاهرة نقيّة حصان رزان، وحجابك يكون بأمرين:
أ - بلزوم البيت وعدم الخروج منه إلا لضرورة وحاجة.
ب - بلباس الحجاب الساتر إذا خرجت من بيتك لغرض دراسة أو حاجة.
حجابك وسيلة مهمّة لصفاء قلبك وبعدك عن التعلّق بمثل هذه الأمور.

5 - لا تفوتي فرصة الاقتران بخاطب جاء ليخطبك وكان صاحب خلق ودين، بأمل انتظار هذا المعلم أن يتقدم لك، فإن تفويت مثل هذه الفرصة يوقعك في الحرج والفتنة كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" وانتظارك إنما هو تعلق بالوهم والأمنيات.

6 - استعيني بالله عز وجل وأكثري أخيتي من الاستغفار والدعاء فإن الله يقول: "ادعوني استجب لكم" وفي الاستغفار طمأنينة للنفس وراحة للقلب "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

اسأل الله العظيم أن يشرح صدرك للهدى وان يزيّن الإيمان في قلبك وأن يجعلك من القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله.

15-06-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني