لماذا يعجز بعض الازواج عن قول (انا أحبك أو انا آسف) ؟!!

لماذا يعجز بعض الازواج عن قول (انا أحبك أو انا آسف) ؟!!

 

يتلعثم  بعض الازواج عندما يقول لزوجته ( أحبك) ، ويجد غضاضة في نفسه ,وغصة في حلقه عندما يقول _ عند خطئه _انا آسف ..والقليل من يؤثر به الهوى فينطلق لسانه عن حبه معبراً ،وعن شوقه لعروسه مخبراً ،على الرغم من حبه لها وشوقه اليها وتعلقه بها .!!!

حدثني (ناصح) بعد ان أقسم بالله على سعادته  في حياته الزوجية فقال :

لقد تعودنا انا وزوجتي عند الخطأ ان يبدأ أي منا الاعتذار ثم يتبعه الآخر ، وغالباً ما كنت أنا الذي يبدأ الاعتذار _حتى لو لم أكن مخطئاً في تصوري _ وكان لهذا السبق فعل السحر في نفسها فسرعان ما تعود زوجتي للاعتذار مني ويصفو الجو من الاكدار وتعود السعادة  بيننا وتتحول المشاحنات الى قبلات ..ومن جرب عرف ومن ذاق اغترف .

قلت : اذن  لماذا يعجز بعض الازواج عن قول (أنا آسف) و (انا أُحبك ) لزوجاتهم ؟؟ لقد كتبت الكثير من الزوجات يشكين التصحر والجفاف في حياتهم الزوجية  حتى ان بعضهن لم تسمع تلك العبارات الجميلة منذ سنوات .ابى الزوج الا ان يكون صخراً جلمداً وديننا يثيب من أظهر اعتذراً وتودداً ..فما الاسباب وراء ذلك الجفاف ؟!  لقد قمت باستطلاع وعرضت سؤالي هذا على عدة ازواج وقد تبين لي اسباباً عدة منها :

 

 

***ان الكثير من هؤلاء يشعرون بان قدراً كبيراً من هيبتهم سيضيع اذا قدموا اعتذاراً او اعترفوا بخطأ ، كما ان بعضهم عندما يريد التعبير عن حبه يتغشاه خجل تموت معه الكلمات وتختفي عنده العبارات و ليس هذا من الحياء في شيء وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه عندمتا سأله : من أحب الناس اليك ؟ فقال  صلى الله عليه وسلم : عائشة !! فاشد الناس حياءً صلى الله عليه وسلم يعبر عن حبه في مجمع من الرجال  ويذكر اسم محبوبته انها زوجه ..!!ويسمع من زهير مطلع قصيدته (بانت سعاد ) فلا ينكر عليه ذلك ..!!

***وقد يكون بعض الازواج لم يألف هذا القول منذ صغره ،ومن شب على شيءٍ شاب عليه .

***وبعضهم ذكر تكبر الزوجة وغرورها ،وربما استغلت اعتذاره أو سخرت بمشاعره! و قد يكون من  الطرف الاخر ايضاً( اي من الزوج) فيحمله تكبره على عدم اعترافه بخطئه واعتذاره عن اساءته.و قد يظن ان اعتذاره او اعترافه بحبه لها وتعلقه بها يضعف شخصيته ويقلل من قيمته ويشرخ هيبته ،والحق الذي لا مرية فيه ان قوة الشخصية وكمال الهيبة لا تكون ابداً بغمط الناس حقهم ولا ببخسهم اشياءهم بل القوة قي الرجوع الى الحق والزام النفس به والاعترف به قبل ذلك ..

ان الحياة ستكون اعظم سعادة يوم يسودها الاعتراف بالحب كما ان فترات الخصام  لن يمتد لهيبها ويطول هجيرها  مع قول كلا الزوجين لصاحبه انا آسف ..

الكاتب : د. مازن الفريح