معاناة  مقرفة ( جداً ) !!

 

 يقول :  لم أجرؤ على إخبارها، ولكنّي اشتريت لها مزيلاً للعرق ولم تستعمله إلاّ مرتين ثم عادة إلى عادتها في إهمال ذلك!

 وقالت :  كلماطلبني زوجي للفراش تشاغلت عنه بأي شيء حتى ينام .. لأني أقرف من رائحة فمه!

قد يمنع الحياء أحد الزوجين من تذكير الطرف الآخر بالنظافة الشخصية حتى يحافظ على كبريائه . وقد تكون النصيحة للطرف الثاني مخجلة وتتسبب في اتهام الناصح بأنه يبحث عن السلبيات ليذكرها .
وهذا ما يجعل قضية ( النظافة الشخصية ) بين الزوجين قضية ( محوّرية ) تترتّب عليها آثاراً  سواء بالسلب أو الإيجاب .

 إن دين الإسلام هو دين ( الجمال ) . .
 دين ( الحب الجميل ) . .
 
كانت عائشة رضي الله عنها شديدة العناية بأسنانها، ففي صحيح البخاري عن مجاهد عن عروة رضي الله عنه قال : " ... وسمعنا استنان عائشة أُم المؤمنين في الحجرة) - رواه البخاري - ؛ في صحيح مسلم عن عطاء عن عروة رضي الله عنه: " وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن " .
وهذا الأدب والجمال بين الزوجين كان جمالاً متبادلاً فقد سُئلت عائشة رضي الله عنها : بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟
قالت: بالسواك . - رواه مسلم - .

ولأهميّة ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل القادم من سفر أن يأتي بيته حتى يخبر أهله ولا يفاجئهم . فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخلتم ليلا ، فلا تدخل على أهلك ، حتى تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة " - رواه البخاري - .

 وحتى يكون ( الحب جميلاً )  . .

 1 - اعتنيا بسنن الفطرة .
 فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " - رواه البخاري - .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهنّ " قال:  ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد ‘ في الرأس : قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس ‘ وفي الجسد : تقليم الأظافر وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء .

 2 - التخلّص من كل عادة سلبيّة لها اثر على النظافة الشخصيّة . من مثل :
 - التدخين والمعسل و ( الشيشة ) والخمور ونحو ذلك . والتي تجعل للفم وللملابس وحتى للبدن رائحة كريهة ( جداً ) لا يقبلها الشخص من نفسه فكيف يقبلها غيره منه ؟!
 بعض المدخنين أخلاقهم طيبة وجميلة مع زوجاتهم . . ولأن زوجاتهم يحترمون فيهم حسن المعاملة ينحرجن من أن يصارحن أزواجهنّ بما يشعرن به من الألم النفسي والحسّي من ( رائحة التدخين ) !

 - تطويل الأظافر .
 إذا إطالته مظنّ’ لتجمّع الوساخ والميكروبات من حيث نرى أو لا نرى . .
 ولذلك يقول أنس رضي الله عنه : وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب ، وتقليم الأظافر ، وحلق العانة ، ونتف الإبط أن لا نترك أكثر من أربعين يوما .

3 - التعوّد على الاستحمام واستخدام مزيلأت العرق سواء ( المستحضرات المصنوعة ) أو الأعشاب الطبيعيّة كالشبّه والليمون .

 4 - الغُسل والاغتسال والتطهّر من الجنابة والمحيض  .
  فعن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض . فأمرها كيف تغتسل ، قال : "  خذي فرصة من مسك فتطهري بها " . قالت : كيف أتطهر ؟ قال : " تطهري بها " قالت : كيف ؟ قال : " سبحان الله ، تطهري ". فاجتبذتها إلي ، فقلت : تتبعي بها أثر الدم .

أيها الكرام . .
 طيّبوا أفواهكم . .
 وطهّرواابدانكم . .
 فـ
( إن الله جميل يحب الجمال ) .

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح