حب الردود لدى الشباب

 

السؤال

فضيلة الشيخ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد: ينتشر بين الناس و خاصة الشباب حب (الردود), فتجدهم يحرصون على شراء كتاب يرد فيه الشيخ (فلان) على الشيخ (علان) في قضية من القضايا, وهم لايدرون من هذا (الفلان) و من هذا (العلان), بل قد يكون للشيخ (فلان) هذا كثير من الكتب في الأخلاق و الوعظ والمعاملات وغيرها, ولكن هؤلاء الشباب لا يشترون و لا يسمعون إلا هذه الردود, بل قد يكون للشيخ (علان) كثير من الحسنات و الباع في الدعوة و العلم لكن هؤلاء الشباب لا يعرفون عنه إلا ماورد في الردود, فيحكمون عليه حكماً عاماًَ و مستعجلاً, ولأقرّب لك الصورة يافضيلة الشيخ أضرب لك مثلاً بنفسي, فأذكر أنني في المرحلة الثانوية اشتريت كتاباً يرد فيه المؤلف على أبي حامد الغزالي بسبب كتابه (إحياء علوم الدين), والنكتة ياشيخ أنني لم أكن أعرف جيداً أباحامد الغزالي رحمه الله في ذلك الوقت و لم أقرأ كتابه هذا أصلاً, لذا كان قراءة ذاك الكتاب (الذي فيه الرد) عديمة الجدوى بالنسبة لي، وأسوأ من هذا يافضيلة الشيخ, أنني انغمست في المرحلة المتوسطة في قراءة الردود على أهل البدع كـ(الشيعة) و(الصوفية) و(القاديانية) و(البريلوية) و(البهائية) و(البابية), على الرغم من أنني للأسف لم أقرأ كتاباً واحداً في السيرة النبوية في ذلك الوقت أو صحيح البخاري أو أشراط الساعة أو كتباً متخصصةً في عقيدة أهل السنة فقط ولم أقرأ كتباً في الأخلاق الإسلامية أو السنن النبوية في تلك المرحلة من عمري لذا لم تتهذب أخلاقي ولم تعتدل طريقتي في وقت مبكر, وأحمد الله أنني غيرت منهجي و طريقتي في القراءة منذ أربع سنوات, فعزفت عن قراءة الردود و عكفت على قراءة الكتب التي تعالج الموضوعات التي أهملتها في صغري والتي أرى أنها تفيدني في ديني و دنياي, وأذكر يا فضيلة الشيخ كلمة لأحد مشايخنا الكرام (مامعناه):- أن الشاب أو الطفل هو صفحة بيضاء فأملؤها بالحق و القرآن و البخاري بدلاً من تعليمه ماقاله (الجهم بن صفوان)و (بشر المريسي) وكيفية الردود عليهم, فإذا تعلم الشخص في صغره الحق عرف بنفسه الخطأ و تجنبه- وللشيخ الألباني كلام في نفس المعنى حيث قال لأحد الشباب المتحمسين للردود (مامعناه):- لماذا تتعب ذاكرتك بحفظ الباطل؟! احفظ الحق وهو يدلك على الطريق. ولكن أرى حولي بعض الشباب قد وقعوا في نفس الخطأ, في قراآتهم و في أحاديثهم وفي مواقع الانترنت... ثم ينفض المجلس لم يستفيدوا شيئاً فهل لكم توجيه لهؤلاء الشباب و بيان أو تصحيح لمَ سردته لكم.

16-01-2010

الإجابة

الأخ الفاضل...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مع الأسف شاع في عصرنا الحالي اشتغال الكثير من الشباب بتتبع الردود بين العلماء والحرص على اقتنائها وقراءتها في الوقت الذي يحتاج فيه الكثير منهم إلى قراءة ما هو أنفع وأهم وأولى من تلك الردود.
وأعتقد أن من أكبر أسباب هذه "الظاهرة" فقدان الموجه المربي القدوة الذي يوجه الشاب في بداية التزامه إلى المهمات في أمور دينه ويغرس فيه فقه الأولويات والاهتمام بالعلم مع العمل ونحوها من الأساسيات في بناء الشخصية المسلمة المتكاملة في علمها وإيمانها، وسلوكها وأدبها. ولهذا نشأ البعض على حب تتبع عورات الآخرين والمجازفة في ذكر عيوب الدعاة العاملين من خلال قراءته لتلك الردود وتكرارها في المجالس وشغل الوقت بها.
أسأل الله أن يستعملنا في طاعته ويجنبنا معصيته.

16-01-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني