ما الحل حتى يأتينا الفرج

 

السؤال

ان مشكلتي تكمن في أن زوجي منذ تزوجنا لا يصمد في عمل أكثر من سنتين والآن أصبح لنا في زواجنا 16 سنة وهي والحمد لله مستقرة فأنا أحبه وهو كذلك ولكن موضوع عدم انتظامه في عمل مستقر يضفي نوع من الحزن والكآبة على حياتنا.. انه والحمد لله مؤمن بقضاء الله وخاصة انه لا يوجد أسباب مقنعة لفصله من عمله ففي كل مرة يكون أولاد الحرام له بالمرصاد ولكونه لا يقبل بالغش ولا يعرف الكلام المنمق فله أعداء كثيرون،، وفي كل مرة يجلس شهر في البيت ويجد عملا آخر مع العلم أنه مهندس ولكن للان لم يجد عملا وصار له حوالي 5 شهور.. وأحس أن إيمانه بدأ يتزعزع وبدأ الضيق يتسرب لنفسه وأنا دائما أحاول التخفيف عنه ولكن اليأس بدأ يتسرب لنفسي أيضا فكما تعلم الحياة صعبة والمعيشة أصعب وطلبات الأولاد لا ترحم،،، أفدني أفادك الله ما الطريق التي أسلكها مع زوجي حتى يأتينا فرج الله فلقد اشتدت المحنة علينا كثيرا. في انتظار الرد من سيادتكم ولكم جزيل الشكر.

09-05-2010

الإجابة

 

 

الأخت الفاضلة / أم أحمد.

أسأل الله الكريم أن يغنيكم من فضله وأن يكفيكم بحلاله عن حرامه..
ستة عشر عاماً من حياة الحب والاستقرار والألفة والمحبة والمودة عمر مديد مبارك إن شاء الله.
إن الأهم في حياة الزوجين هو أن تسود بينهما روح التفاهم والألفة والمودة والرحمة، وهذه الروح لا تصنعها الأموال ولا الذهب ولا الفضة إنما يصنعها حسن التعلّق بالله والإخلاص والصدق في هذه الحياة من أجل حياة أسعد وأهنئ في الدنيا والآخرة.
أختي الفاضلة..
إن قضية الرزق قضيّة محسومة من رب السماوات والأرض، فالأرزاق مكتوبة للعباد من يوم أن كانوا في بطون أمهاتهم، وهي قضيّة أكدّها الله تعالى وأقسم عليها بقوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (الذاريات:22-23)، وهي القضية التي أقسم على تأكيدها النبي صلى الله عليه وسلم أيضا بقوله: "والذي نفسي بيده لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها"  فقضيّة أقسم عليها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لهي أصدق وآكد في التصديق والإيمان.
وواجب المؤمن أن يسعى ويجتهد ويتسبب ويحسن الظن بالله جل وتعالى ويلتزم أدب الإسلام في صدق التعامل والأمانة في عمله والله تعالى يعطي عبده على القدر الذي يصلحه، وله الحكمة جل وتعالى في منعه وعطائه، فإنه جل وتعالى من أسمائه (المانع والمعطي والقابض والباسط).
فإن من الناس من لا يُصلحه إلا الغنى.
ومن الناس من لا يُصلحه إلا الفقر!!
ومن الناس من لا يُصلحه إلا المرض! وغير ذلك.
المقصود أختي الفاضلة..
إن الإنسان ينبغي عليه في قضية الرزق والعمل أن يتنبه إلى ثلاثة أمور مهمّة:
الأول: أن يسعى ويجتهد ولا ييأس ويحسن الظن بالله.
الثاني: أن يحرص على المكسب الحلال وأن يبتعد عن الحرام.
لأن التكسّب من الحرام أو بالحرام مما يمحق البركة في المال والأهل والولد، وقد جاء في الحديث: "أيّما جسد نبت من السّحت فالنار أولى به" والكسب الحرام مانع من موانع إجابة الدعاء.
الثالث: أداء حق الله تعالى في هذا المال بالنفقة الواجبة والنفقة المستحبة إن استطاع العبد.
فإن إخراج زكاة المال وإنفاقه في وجوهه المشروعة مما يزيد بركة المال وإنمائه.
وإن من أعظم نعم الله على العبد في ماله أن يبارك له فيه, والبركة لا تعني الزيادة الحسّية في المال بالضرورة، إنما من البركة في المال حصوله من حلال، وإنفاقه في وجوهه المشروعة والقناعة والرضا، فكم من الناس من لا يملك ما يملكه الأثرياء لكنه يشعر بالسعادة والاطمئنان والرضا ويحسّ بالكفاية ما يجعله يشعر بأنه أسعد الناس في دنياه، وغيره ممن  تدثّر بالمال يقضي ليله ونهاره في شقاء التعب والنكد والألم والخوف والقلق.!
ولهذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "من أصبح معافىً في جسده عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها" فالعافية في البدن والكفاف في الرزق هي السعادة والغنى!
  ولذلك أخيتي الفاضلة أوصيك بأمور:
- شدّي على يد زوجك بأن يستمر على أمانته وصدقه في عمله وأن يتخيّر المكسب الحلال.
- لا تكثري على زوجك من الطلبات وعوّدي نفسك وأبنائك على القناعة والرضا فإن القناعة كنز لا يفنى.
- لا يكن عندك وزوجك تطلّع إلى الآخرين, فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى ما يحمي جنوح التطلّع عندنا بقوله: "انظروا في أمور دنياكم إلى من هو دونكم فإن ذلك أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
- لا تجعلي من قضية الرزق همّاً يسيطر عليك وعلى زوجك، لأن الهمّ إذا سيطر عليكما أورث العجز واليأس والإحباط والشعور بالفشل وتلك نتيجة حتميّة لمن صرف همّه وفكره وكل تخطيطه للدنيا والكسب منها وفيها، قال صلى الله عليه وسلم: "من أصبح والدنيا همّه فرّق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه، ومن أصبح والآخرة همّه جمع الله شمله وجعل غناه بين عينيه".
- تعاوني وزوجك وأبنائك على حسن الصلة بالله عز وجل بإقامة الفرائض والاستزادة من النوافل والذكر وقراءة والقرآن والدعاء، فإن الأسرة حين يسودها روح الإيمان والطاعة تتنزّل عليها الرّحمات وتغشاها البركة.
- أحرصي وزوجك على أن يكون حجم مخرجات الأسرة متوافقاً مع المدخلات، ولذلك لابد أن تتخفّفا من المخرجات غير اللازمة كمخرجات الخدم مثلاً أو مخرجات الفواتير غير اللازمة ونحو ذلك.
- لا يشغلكم طلب الرزق عن أن تستمرا في صناعة الحب بينكما والتجديد والتغيير في التعبير عن الحب واستغلال كل فرصة في الحياة للتعبير عن الحب بينك وبين أسرتك من زوج وأولاد.
ولقد كان صلى الله عليه وسلم يمرّ عليه الشهر والشهران ولا توقد في بيته نار، لكنه كان أشدّ حباً لزوجاته وهنّ أشدّ حباً له!!

أسأل الله العظيم أن يهبنا وإياكم غنى لا يطغينا وصحة لا تلهينا وأن يكفينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه وأن يديم علينا حياة الحب والاستقرار والسعادة في ظل طاعة الرحمن.

 

09-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني