أم زوجي تغار مني وتضايقني !

 
  • المستشير : حيرتي مع اهل وام زوجي
  • الرقم : 4732
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 9291

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله : انا سيدة متزوجة منذ 05 سنوات من شخص طيب ومحترم ، أحبني من بعيد ، طلب مني التعارف لكنني رفضت أن تربطني معه علاقة غير مبررة وما كان عليه بعد طول انتظار الا ان يرسل اهله لخطبتي رسميا وتمت الموافقة والزواج والحمد لله وانا الان بمسكن مستقل عن اهله ، ومنذ الوهلة الاولى للخطبة والزواج أحسست بأن أم زوجي غير مرحبة بي ولا اعلم السبب !! علما أني أعمل جاهدة على كسب ودها من يوم العرس الى يومنا هادا بالهدايا والعزومات والرحلات ....لكن لاحياة لمن تنادي ، ومازاد شكوكي يقينا اني ربطت صداقة مع ابنة خالة زوجي التي تزور بيت اهله كثيرا وقد اخبرتني بأن أم زوجي لم ترغب في ودائما ماتنتقدني امام ابنها وتوبخه على امور تافهة متصنعة ومتظاهرة البكاء ، فيرجع زوجي الى البيت شاحب الوجه وكئيبا ولا اعرف سببه خاصة في الفترة التي لم احمل فيها والتي كانت مدة 04 سنوات من التعب والجري وراء التحاليل والاطباء من كل ناحية . في هذه الفترة عشت كل انواع العذاب النفسي في صمت كلام مفخخ وجارح ،تهميشي في المناسبات السعيدة كحمل بناتها خوفا من أن أصيبهم بالعين الأمر الذي كان يحز في نفسي كثبرا وابكي بحرقة ، أمرض لأشهر فلا زيارة ولا سؤال والحجة انك انت الصغيرة التي دائما مطالبة بأن تسألي عن الكبير ، حتى بناتها نفس الشئ ، والغريب انهم اذا احتاجو منك شئ بكل وقاحه يتصلون لاجله وكانك ملزم بتنفيذه ، والان وبعد ان رزقني الله بطفل من دون حول مني ولا قوة والحمد لله على فضله تغيرت الطريقة الى حسد وغيرة ! فام زوجي تطلب من زوجي ان يشتري لها اي شئ راته ووجدته في منزلي والغالب انا التي اشتري للبيت من لوازم الديكور والاجهزة للانني موظفة واذا لم يفعل بحكم ديونه الكثيرة تزعل وتقيم الدنيا بالبكاء وتخاصمنا ، الان هي مخاصمة لنا لأنني أنا وزوجي قمنا برحلة للبحر مدة 05 ايام ولم اخذها معي او احد بناتها على العلم انني انا التي تحملت التكاليف وليس ابنها ، لكن هذا ليس السبب الذي منعني من أخذها معي بل لاني كنت قد خرجت لتوي من عملية استئصال المرارة وكنت أرغب أن أسافر أنا وزوجي لوحدنا كي أعوضه عن فترة المرض والمشفى ، فهو زوجي وله مني حق التبعل والتزين .... ولو ذهبو معي لكان حيائي مانعا لذلك فيكون هدف الرحلة باطل ، فاقامت الدنيا ولم تقعدها وخاصمتنا وذهبت الرحلة سدى فزوجي لحبه لامه اكتئب ولم يستمتع مطلقا وبرجوعنا أخبرتني ابنة خالته التي تكلمت عنها انها دعت الله ان ينتقم لها في وان وان........... صراحة أصبت بالذهول وبكيت على حالي وتذكرت معاملتي لها وكيف تتحدث في غيابي فلم أذهب لزيارتها مدة 20 يوما . أمس جائت لبيتي تعاتبني بشتى العبارات وموجهة كل غضبها لي وتركت ابنها ووكلت الله عني في حضوري وطلبت مني أن أخبرها اذا سمعت اي شئ قيل ضدي من طرفها لكنني لم اخبرها وقلت لها بالحرف الواحد لو تكلمت بكل ما في القلب لقطعت شعرة الرحم التي بيننا ولم اجبها على كلامها وهي متاكدة من انها تكلمت في ، انا الان والله في حيرة شديدة من امري .. كيف لا وانا اناديها ماما ،اتوبخ الام ابنتها هكذا أو تكره الام الراحة والسعادة لبنتها وابنها .....امامي كل شئ مصطنع وأنا أعلم ما ورائي !فما الحل لاني دخلت في دائرة حزن وكآبة مع نفسي ومع زوجي . أرجو الرد سريعا

20-08-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكم ويهدي قلب خالتك ويديم بينك وبين زوجك حياةالودّ والرحمة .
 
 أخيّة ..
 في إدارةالعلاقات ( الأسرية ) في محيط العائلة الكبيرة - أعني أهل الزوج - نحتاج إلى نوع إلى ( الواقعية ) ونوع من ( المثاليّة ) ...
 
 أمّا الواقعية فينبغي أن نتعامل مع الواقع على أن الآخرين ليسوا مثلنا تماماً ولا ينبغي أن نفكّر أنه يجب أن يكونوا مثلنا ..
 فإذا كنت كريما ينبغي أن يكون كل من حولي كرماء ..
 وإذا كنت أحسن إليهم ينبغي أن يكونوا هم أيضا محسنين إليّ !
 هذه الفكرة غير صحيحة ..
 فإن كل إنسان خلقه الله عزّوجل  وركّب فيه من الطبع والشخصية  وطريقة التفكير والتعاطي مع الأمور بطريقة تختلف عن الآخر .
 تماماً كما يشترك النّاس كلهم في ( أصابع اليد ) لكنهم يختلفون في البصمة !
 
 وأمّا المثالية فأحتاجها في موقفي من الآخر ..
 وأن أكون أقرب للمثالية في موقفي منه ايّاً كان موقفه هو منّي ..
 ردّ’ فعلي تجاه تصرفات الآخرين ينبغي أن تقترب من المثالية أكثر .
 
 لذلك حين تعاملي أم زوجك وأهله بطريقة حسنة .. 
 فلا تعامليها بذلك وأنتِ تنتظرين منها ردّة الفعل المناسبة ..
 بل عامليها بذلك لأنك أنت تستمتعين بالمعاملة الحسنة ..
 تستمتعين بأنك تهدي لها هدية ..
 أنك تعزميها عزومة ..
 حين تفعلي هذه الأمور  بروح الانتظار  فهذا يعني أنك تؤجّلين متعتك بهذاالجهد الذي بذلتيه إلى وقت لا تدرين هل يكون أو لا يكون !
 إذن لماذا تؤجلين متعتك ..؟!
 استمتعي بكل شيء تقومين به تجاه والدة زوجك .. ولا تربطي ذلك بردّة فعلها .
 
 الأمر الآخر في سياسة وإدارةالعلاقات  ..
لا تديري علاقاتك من خلال ( مشاعرك ) فقط .. إنما من خلال ( فكرتك ) !
 المشاعر هي نتيجة ( الفكرة ) ..
 حين تمنعك والدة زوجك أن تحملي طفلها أو طفل ابنتها ..
 كيف سيكون شعورك ؟!
 شعورك .. ارتباطه ليس بالموقف !
 إنما بطريقة تفكيرك وتفسيرك أنت للموقف ..
 فإذا فسّرت تصرفها على أنه نوع من الحسد والإهانة ..
 بالطبع هنا ستكون مشاعرك سلبية ..
 وإذا فسّرت تصرفها بأن هذا شيء يخصها ومن حقها دون أن تفسري موقفها بأي دوافع سلبية ..
 بالطبع سينعكس ذلك على شعورك بالهدوء وعدم التوتّر ..
 
 مثال : 
 يُذكر في التاريخ  أن  الخليفة عمر بن عبد العزيز كان يمشي ومعه بعض جنوده وكان في الطريق رجلٌ نائم .. فمن غير قصد  وطئ الخليفة بقدمه على يد الرجل النائم ، فصرخ النائم : أمجنون أنت ؟!
 لاحظي الآن !
 قال النائم : امجنون أنت ؟!
 هنا ماذا ستكونمشاعر الخليفة تجاه رجل من رعيته يسبه ويصفه بالجنون ؟!
 مباشرة قال له عمر بن عبد العزيز : لا . ومشى !
 فقال له الجند يا أمير المؤمنين : نحبسه ؟!
 فقال لك لا . هو فقط سألني وأجبته !
 
 لاحظي كيف أدار مشاعره بطريقة هادئة من خلال الفكرة الهادئة .
 
 لذلك عوّدي نفسك ..
 مع زوجك مع والدة زوجك مع صديقاتك مع كل أحد ..
 أن لا تديري ردّ’ فعلك تجاه تصرفاتهم من خلال  مشاعرك أو من خلال تفسيرات خاطئة أوسلبية لمواقفهم ..
 فسّري مواقفهم بطريقة هادئة .. لأجل مشاعر نفسك .
 
 أخيّة ..
 نصيحتي لك ..
 لا تسمحي لابنة خالته أن تنقل إليك الكلام .
 فإن هذا ليس من أخلاق المؤمن ولا المؤمنة . فلا تجعلي أذنك محلاًّ للأذى !
 تزاورا وتكلما وتباسطا .. لكن بهدوء اطلبي منها أن لا تنقل لك شيئا  عن والدة زوجك .
 فذلك أريح لقلبك واتقى لربك .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

20-08-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني