فتاة طموحة .. تعرفت عليه فصدمني !

 

السؤال

أنا فتاة عمري30 خريجة علوم وطموحة ، مستقيمة ولله الحمد ومثقفة معطاءة حساسة والكل يحبني ويثق بي ولكني أخاف الزواج والفشل . مشكلتي بدأت في نهاية2012اقترحت أختي فتح حساب تويتر لعلمها بحبي للقراءة والكتابة ، دخلت باسم مستعار بناءً على نصحها وليتني لم أدخل ؛ جا شاب بنفس عمري مبتعث يتحدث معي باستمرار - وللعلم أنا لا أعرف الايميل ولا الشات ولا أي منها بتاتاً وأقسم بالله - كل حديثه ينم عن احترام وأخلاق . اعتدت عليه صارحني بحبه خفت وطلبت أن نفترق لأن علاقتنا غير صحيحة ولا طائل منها، حزن وطلب مني البقاء و وعدني بأنه لن يتخلى عني ولن يؤذي مشاعري . سلمته قلبي ومنحته كل عاطفة وحنان ادخرتهم لشريك حياتي ولا أبالغ بقولي إن عمق حبي له أشعرني بالأمومة وأنه قطعة مني ، لم نقف عند تويتر علمني تطبيق مراسلة وبعث بصورة له ولم يغضب حين لم أرسل صورتي وأمام حبه وتوسلاته بدأت أضعف وأتنازل عن مبادئي وأرضخ ؛ سمع صوتي ورآني(بحجابي) وكل هذا بتطبيقات لم أعرفها قبله ، واعترف أنّي مخطئة ومتهورة ومندفعة بمشاعري، وبدأ يكتب عن رغباته نحوي( أخجل من سردها) ويلح في اللقاء أو الصورة ! صعقت من جرأته استنكرتها ويقول هذه حرية وشيء طبيعي جائز . اختلفنا يريد أن يراني ونلتقي دائماً ، أخبرته برفضي الخطوبة مرتين لأجله ، غضب وقال : أنه لن يتزوج الان ، أبديت استعدادي بالتضحية ذكرته بوعوده وتمسكه بي! قال : حبه لي فترة وانتهت والله لم يرد لنا البقاء وقال سنضع حد لعلاقتنا وسأسأل عنكِ من فترة لأخرى وذهب بدون نقاش.. أخبرته برقمي وأهلي ولم اخفي عنه شيء ، أردته أن يعلم باني واضحة ومن عائلة محافظة ومحترمة ويطمئن بينما هو متحفظ وحذر ولا أعرف سوى اسمه الأول فقط ، وكل البرامج له فيها اسم مغاير ولا يظهر بها رقم هاتف ، ذهب في طريقه والخوف والألم يفتكان بي ، صبرت وتحملت تدهورت صحتي وبصري من البكاء ولا يمر شهر إلاّ أزور الطبيب ويصف لي مسكنات وفيتامينات . قضيت الأيام أراقبه يسافر من بلد لآخر واكتشفت أنه محترف ويملك حسابات أخرى بأسماء أخرى بل بعد فراقنا مباشرة أحبّ فتاة وحين يعود يلتقي بها وحساباته الأخرى تحوي محادثات مع فتيات . انتهى2013 وبدأ 2014 وأنا رهن مزاجه و وقت فراغه لا يمضي يوم إلاّ ودعوت له بكل صلاة وأخصص له من مالي الخاص مبلغ وأتصدق به عنه وأذهب لأخذ عمرة عنه بشكل دوري، أردت ان يكون حباً ناصعاً ينفعه ولا يضره وإن كان في الخفاء . فشلت في العودة لسابق عهدي من تعلم اللغة وحب الاطلاع والنشاط والاستقرار ، وأواخر2014 ترك رسميته معي واعترف بحبه مجدداً أسعدني 5 أشهر وظننت أنه سيخطبني وعاد لحديث الشهوات ! تلاعب بي شعرت بأنّي مهانة ورخيصة وتمزقت بين حرية أريدها من حب يأسرني وبقاء ينال مني ويهينني !! كل ما هنالك أنني أحبّه جداً وأخشى خسارته قبل زواجه وانفصالنا للأبد، وفجأة اختفى وأغلق كل وسيلة بيننا، بينما تويتر كان دائم الحضور فيه يتفاعل ويغرد بمثالية مطلقة وذهبت تويتر اسأله أذاقني الذل والهوان بتجاهله وبعد إصرار مني رد ببرود شديد ويسال باستخفاف عما إن وجدت وظيفة أو حالفني الحظ في قبول الدراسات العليا، اخطات حين أخبرته بفشلي وتكرار محاولاتي لإكمال تعليمي وتحقيق حلمي التي لن أتوقف عنها ما حييت ثقةً مني بعوض الله . كرهت تفكيره ونظرته نحوي وكرهت ضعفي وقررت أن أفعل شيئا لنفسي المسكينة التي دمرتها معي وفي رمضان استجمعت شجاعتي واستعنت بالله وكتبت له بأنّي سأذهب بلا عودة لم يهتم بالمرة وكأني لا شيء وكأني نكرة اغلقت كل شيء يربطني به وتخلصت من رسائله ،، بعدالله لا أحد لي سواكم لا أجرؤ على إخبار اهلي شكوت لقريبتي وندمت صارت تشك بي وباخلاقي وتعايرني بما فعله وإني استحق كل ما فعل ! اكتب وقلبي مفطور حزنا وحسرة على كل ما قدمت له كيف استوعب أن كلامه ومشاعره غير حقيقية وقالها لفتاة غيري ؟! حزينة لأن من أحببته غدر بي و رفضني ولا يثق بي وأكثر ما يؤلمني شعوري بالدونية واحتقار الذات كلما حاولت التقدم في حياتي اتذكر مافعله واشعر باني سيئة بالفعل ولن أكون يوما فتاة لها قيمة ! وأصبحت أقيم نفسي من خلال نظرته لي وتعامله معي أيامي ضاعت وفقدت معناها لا اثق بنفسي ولا بأحد ، أريد ان اخرجه من تفكيري . ليس سهلا ان يتركني ولا يتقدم لي رغم حبي واخلاصي له . ما يؤلمني أنه يعيش حياته سعيدا الجميع يظنه رحال مثقف ومتعلم يكتب عن الرجولة والدين والحب وهو ليس كذلك يؤلمني احترام الناس له ومحبتهم يؤلمني انه لازال قادرًا على التخفي ، أخذ لقب دكتور ويتعامل مع شخصيات هامة وحقيقته غير ذلك انا أتعذب بحق كيف هنت لديه لهذه الدرجة ؟! ماذا فعلت حتى يبتعد عني بملء ارادته ولأول مرة لا اقدر المسامحة ، لا تطلبوا مني ذلك لن أسامحه وكل ليلة تغرق بها وسادتي بالدموع وتوجعني نغزات قلبي أقوم واصلي وأدعو عليه بفتاة مخادعة لعوبة تذيقه ما اذاقني ،، تمنيت أن يحترمني ويخطبني واعيش معه الحياة ليس لمجرد الزواج فقط لأجل ان أبقى بجانبه بما يرضي الله واهتم به واحاول اسعاده ، ابعث إليكم حتى ترشدوني وتطبطبوا على جرحي وتصدقوني القول هل انا حقاً بلا قيمة وسيئة وغير جديرة بالحب والاحترام هل انا مثيرة للشك ولا استحق الثقة؟ هل اخطات حين منحته الثقة واحببته بصدق وخفت الله فيه وخفت عليه من نفسي؟ هل طيب نيتي واستقامتي ذنب أعاقب عليه؟ لا تقسوا علي أرجوكم ،، اشتقت لحياتي الهادئة البسيطة وقلبي المطمئن وكتبي ودفاتري اشتقت لنوم مريح اشتقت لملامحي دون حزن قرأت عن الإيجابية ودفع الحزن استنفذت الحلول وأصبحت اخجل من الله بسبب يأسي وهمي لا تحذروني منه او من غيره اقسم بجلال الله انه اول رجل وآخر رجل اعرفه في حياتي وأقسم بالله اني لم اعود له ولن اعود ، وطوال عمري مستقيمة أحب الله واحرص على علاقتي به أحب اهلي واحترمهم وأقدر تربيتهم وما حدث لي كان قضاء وقدر وصدفة لم أخطط لوقوعها وليس لدي تجارب تعلمني وحتى الان ملتزمة بأخلاقي ولم أفكر يوما بالانتقام منه او إلحاق الضرر به وان كنت أستطيع لكني لن افعل وحسبي فيه الله ونعم الوكيل . أعتذر على الإطالة ادعو لي وجزاكم الله الف خير .

15-08-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حباً لله ، وأنساً به ، وقرّة عين بما وهبك وأعطاك .
 
 أخيّة ..
 وحقيقة ..  كلما قرأت رسالتك أعدت قراءتها مرة أخرى ..
 إنّي أقرأ في سطورها  .. قلبا أبيض ينبض  بالشفافية والصدق .
 إنّي أقرأ بين سطورها .. روحاً طيبة .. ترفرف في السماء ..
 أقرأ بين سطورها .. طموحاً وكفاحاً ..
 وشفافية نفس ..
 
 حق لك يا أخيّتي .. 
 أن تفخري بنفسك ..
 تفخري بأخلاقك وطيب معدنك ، وأصلك الطيب .
 
 ليس عيباً أن يخطئ الإنسان !
 لأنه وبكل بساطة ما دمنا بشراً فلابد أن نخطئ ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قرّر وأكّد على هذه الحقيقة بقوله : ( كل ابن آدم خطّاء )  لاحظي قوله ( خطّاء ) بصيغة المبالغة التي تدل على الثبوت ..
 فالإنسان بطبعه كبشر هو معرّض للخطأ .. لكن ليس معنى ذلك أن يفتح الإنسان على نفسه الأبواب ليخطئ !
 إنما عليه أن يحترز .. فإن وقع في الخطأ .. فليتذكّر ( بشريّته ) وأن هذا شيء طبيعي !
 غير الطبيعي هو : أن لا يتوب الإنسان من خطأه .. 
 أو أن لا يصحّح خطأه أو يحسّن مساره !
 
 الذي حصل لك ..
 مهما بالغت فيه بالندم والحسرة والألم فإن ذلك أبداً لن يغيّر من الماضي شيء .
 وهذه النقطة يستغلّها الشيطان ..
 يُشغل الإنسان بالماضي ألماً وحسرة ، ويصوّر له أن المه وحسرته ( توبة ) !
 وهو في الواقع يُشغله عن الحاضر .. وما يجب عليه أن يفعل .
 يشغله عن أن يتخذ القرار الصحيح  بالانشغال بالهمّ والألم .
 
 لذلك أخيّة ..
 لومك لنفسك ..
 جلدك لذاتك ..
 لن تغيّر في الماضي شيء ..
 لكنها حتماً ستغيّر في حاضرك ( ابتسامتك وطموحك وهدوء نفسك ) .
 فالخسارة في الحاضر أعظم مما خسرتيه في الماضي .
 
 أخيّة ..
 دعيني أخبرك ..
 أنك لم تخطئي حين كنتِ صادقة معه في مشاعرك ..
 لأنك تعاملت معه بصدق وأخلاق وشرف .
 هو الذي ينبغي أن يأسف على نفسه وعلى أخلاقه  ومراوغته .
 أنتِ ينبغي أن تفتخري بصدقك وأدبك ، ومشاعرك الصادقة  حينها ..
 كون أنه استغل ذلك ..
 فهذا  قُبح فيه وليس فيك !
 هذا ذمّ عليه وليس عليك ..
 الصّأدق ينبغي أن يفتخر أنه صادق ، حتى لو جالت للكذب جولة .
 
 نعم ..
 خبرتك في الحياة ، لم تسعفك .
 وقد تعجّلت في بعض الطريق ..
 لكن هذا لم يوقعك في الفشل بقدر ما زادك خبرة وفهماً ووعياً ونضجاً .
 بعض المهارات في الحياة لايمكن أن نتعلمها إلاّ بالتجربة ..
 والله تعالى قد يعرّض عبه أو أمته لتجربة قاسية ليتعلّم منها .
 تماماً كما ابتلى أحب الخلق إليه محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته يوم أحد بالهزيمة وهو قادر على نصرهم .. 
 وإنما ليتعلّموا من هذه التجربة وهذا الحدث ..
 مع أن ما فقدوه كان قاسياً فقد فقدوا خيرة القرّاء وأحب أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه .
 ومع ذلك ..
 تعلّموا .. كيف يصحّحون خطأهم ولم يقفوا  يبكون على اللبن المسكوب !
 
 أخيّة . . 
 كل ما عليك الآن ..
 أن لا تقفي كثيراً على عتبةالماضي إلاّ وقوف من يستفيد من أخطائه .
 أن تثقي بأخلاقك وأدبك .
 أن تحمدي ربك أنه لم يكن زوجاً لك ، وان الله صرفه عنك عن أن يكون زوجاً لك وهو بهذه المراوغة وهذا الخلق الدنيئ .
 أن تلتفتي لحاضرك وطموحك ..
 وابتسمي لن الله لا يزال يرعاك ويحميك ويعلّمك ..
 مما ينبغي أن تتعلميه : أن لا تبوحي بسرّك لأي أحد ، فقد يستغل سرّك ضدك . إلاّ من تثقين به ثقة  صحيحة وتثقين بنصحه وأمانته .
 لا تشغلي بالك أبداً لا بالدعاء له ولا بالدعاء عليه ..
 تأكّدي تماماً ما دام لك حق عنده فإن الله لا يُظلم عنده أحد .
 لذلك تفرّغي لنفسك الآن ..
 تخلّصي من كل شيء يمكن أن يربطك بالماضي ..
 تويتر أو ايميل أو صور أو رسائل أو اي شيء يمكن أن يربطك بالماضي .
 
 دائماً تذكّري ..
 أن القلق والهم من الماضي لن يجرّد الماضي مما كان فيه ، لكنه حتماً سيجرّد الواقع من أفراحه .
 
 أكثري من التسبيح مع الاستغفار ..
 وابتسمي لأن الله كفاك شرّاً أعظم .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 
 

15-08-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني