حكم الشات مع غير الزوج

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشات عبر النت ومحادثة غير الزوج وقراءة الكلام الجميل الذي لا أسمعه من زوجي ما حكم ذلك. أرجو الاهتمام مع الشكر وزوجي مسافر ومقصر كثيرا في حقوق المعاشرة والكلام وده غصب عنى احتاج إلى سماعة لكي لا أفعل شيء آخر أنا في أمس الحاجة إليه وزوجي مسافر مضطرة ومش عارفة اعمل أية هل هو أخف الضررين؟

28-02-2010

الإجابة





الأخت الفاضلة / ........
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك ويدفع عنك كيد الشيطان..
لا أدري بداية ماذا تعنين بـ(الضررين) وما هو الضرر الأخفّ وما هو الأشد؟!
ولعلك تريدين بالضرر الأخف هو المحادثة في الشات وإشباع الرغبة عن طريق هذه المحادثة، والضرر الأشد لعلك أشرتِ إليه بعبارتك (احتاج إلى سماعة لكي لا افعل شيء آخر)!!
لكن اسمحي لي أختي الكريمة أن أطرح عليك بعض التساؤلات حتى تتصوري الواقع بصورة حقيقة لا بصورة وهمية..

1 - أيّهما أعظم واشد ضرراً في نظرك كبت الإشباع الغريزي عن طريق الشات أو الخيانة؟!

2 - هل بذلتي الأسباب المشروعة التي تدفع عنك كلا الضررين (الأخف والأشد - في نظرك)؟!

3 - هل تعتقدين أن هذه الطريقة في الإشباع (عن طريق الشات) حلّ جذري لمشكلتك أو هو حل جزئي - إن كان يسمى حلاًّ -؟!

4 - تُرى يا أختي الكريمة ما يكون موقفك لو علم زوجك أو اكتشف هذا الفعل منك؟! هل تعتقدين أنك ستكسبين أم تخسرين؟!

5 - هل تعتقدين أيتها الفاضلة أن هذا الأسلوب في الإشباع لن يتطوّر إلى أمور أعظم وأكبر من هذا؟!!

هذه تساؤلات خمس لعلك لو فكرتِ فيها قليلاً لظهرت لك صورة الواقع على الحقيقة.
ويكفيك أخيتي شعورك بتأنيب الضمير دلالة على أن هذا الفعل الذي تقومين به إنما هو سراب ووهم ولا يدفع عنك في الحقيقة (ضرراً)!!

اعلم أيتها الكريمة أن ألم الحرمان وشدّة الرغبة ربما حجبت عنك مثل هذه الأمور التي قد تجعلك تفكرين بطريقة صحيحة، سيما وانه مع دافع الحرمان والرغبة يقوى داعي الشيطان في النفس يؤزّها إلى المعصية أزّاً بل ويزين المعصية بالبرهان والحجّة الشرعية تلبيساً وتزييناً!!

أختي الكريمة..
لقد أخبرنا الله تعالى أن للشيطان خطوات، وأن إتباع هذه الخطوات يعدّ وقوعاً في الفاحشة والرذيلة لأنه في النهاية ستكون المصيبة، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(21)"..
ولك أخيتي أن تتأملي سرّ ختم هذه الآية بصفتي (السميع العليم)!!

ثم يا أختي الفاضلة اسألي نفسك: هل فعلاً وصلت مرحلة الضرورة؟!
بمعنى هل أنك فعلاً سلكت السبيل الصحيح وحاولت مع زوجك وحاورتيه بهدوء بحاجتك إلى هذا الكلام الجميل؟! أم أنك تكتمين هذه المشاعر داخل نفسك ولا تصارحينه بها ولم تسعي إلى إصلاحه وإصلاح نفسك من هذه الجهة ثم تقولين أنك بلغت حدّ الضرورة؟!

أضف - يا أختي الفاضلة - لو فكرتِ قليلاً: إلى متى سيكون هذا حلّ (أخف الضررين)؟!
وهل الأنسب في حل أي مشكلة أن أعمل لها مسكّنات أم أن أعمل لها علاج دوائي يقضي على الألم؟!

ولذلك أخيتي إنّي لك ناصح:

- اعتصمي بالله جل وتعالى.
فإن الله  يقول: "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" واعتصامك بالله يعني فزعك إليه عند كل مصيبة أو مشكلة بالصلاة والدعاء لا أن تفزعي إلى (شات) أو غيره من المادّيات التي لا تزيدنا إلا وهناً وعلى وهن!!

- لابد أن تدركي إدراكاً حقيقياً أن ما تقومين به يعدّ خيانة للأمانة.
والله تعالى قد حذّر المؤمنين والمؤمنات من خيانة الأمانات فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27)"
فهل يرضيك من نفسك أن تكوني خائنة لله وللرسول ثم خائنة لزوجك؟!
لا أعتقد أن هذا يرضيك بل إنه يؤذيك.. وهكذا قلب المؤمنة الطاهرة!

- صارحي زوجك.
ابدئي أنتِ أولاً بمصارحته بهذه الكلمات الدافئة الحانية وتلك القبلات الحارة وحاولي أن تجددي في حياتك وأن تبتكري وتغيري في التعبير عن حبك له سواء بالهدية أو البسمة أو التغيير في الزينة والتجمّل أو تغيير أثاث البيت أو تغيير الترتيب فيه..
المقصود أن توجدي شيئا يثير في زوجك الكلام ويلفت وجدانه وشعوره للتعبير والمصارحة، وثقي بان زوجك سيتفاعل معك ولو على أقل تقدير إلى حدّ أفضل من ذي قبل.
ثم إن لم تجدي تغيرا ملموساً..
صارحيه برغبتك أن تسمعي منه لأن ذلك يُشبع فيك رغبة ملحّة، وأن سكوته أو عدم مصارحته لك بالكلام الجميل يؤثر على حياتكما سلباً.
ولتكن مصارحتك له ابتداء بطريقة غير مباشرة:
أ / إمّا بإهدائه بعض الأشرطة الزوجية التي تؤكّد على هذه القضية.
ب / أو إهدائه بعض المكتوبات في الانترنت حول هذه المصارحة.
أو غير ذلك من الطرق غير المباشرة كأن تقولي إذا سمعتِ منه كلمة جميلة: كم أحب هذا الثناء منك.. كم يسعدني.. وهكذا..
فإن لم يكن إلا المصارحة المباشرة فصارحيه بهدوء وبيني له أن هذه المصارحة هي روح للحياة الزوجية بينكما.

- تذكّري دائما أن الدفع أسهل من الرفع.
مدافعتك للشيء أسهل من الوقوع فيه ثم محاولة رفعه!!
ولذلك أقول لك اقطعي عنك سبيل الشيطان ولا تفتحي مثل هذا الشات ولا أي شيء ربما يثيرك أو يثير غريزتك، خاصّة في غياب زوجك أو في حال خلوة منك، لأن الله تعالى قد وصف الصالحات المؤمنات بقوله: "فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ"
فاحفظي غيبة زوجك واحفظي الغيب مع الله فإنه شاهد عليك. وبقدر حفظك لغيبته يصونك الله ويحفظك. وبقدر ما تخونين – ولو كان بأمر بسيط - بقدر ما يعظّم الشيطان هذا في نفسك ويخفي عنك جمال زوجك وحسناته وكلماته الطيبة لك.
ولذلك أقول لك الدفع أسهل من الرفع.

- في حال سفر زوجك.
اطلبي منه أن يصحبك معه أو أن يذهب بك إلى بيت أهلك المقصود أن لا تجلسي وحيدة في بيتك.

- اشغلي وقتك بما يفيدك.
فإن الانشغال يصرف عنك الأفكار والخواطر السيئة، وبقدر ما تكونين فارغة بقدر ما يتسلّط عليك الشيطان بالأفكار والخواطر السيئة.
والخواطر إن لم تدافعيها بالانشغال فيما هو خير صارت أفكارا ثم صارت إرادة ثم صارت عزيمة وعملاً ثم صارت عادة فصعب التخلّص منها.
حاولي أن تلتحقي بدور للتحفيظ أو مركز نسائي لتتعلمي بعض الدورات ونحوها أو شاركي مع بعض الجمعيات بأعمال البر والدعوة والخير.

- تذكّري أن قلبك لابد أن يكون عامراً بحب الله وبحب ما يحبه الله.
وأن القلب بقدر ما يضعف فيه حب الله بقدر ما يتجرأ على المعاصي والآثام.
وكلّما راودتك نفسك بمثل هذا فافزعي إلى الصلاة والدعاء..

- لك أن تتفكري في العواقب والمآلآت أختي الفاضلة.
فتأملي عاقبة الصبر على إصلاح زوجك وكسبه وتطوير العلاقة معه، وعاقبة العجلة في تحقيق لذّة عابرة (وهمية)!!
تأملي كيف لو أن زوجك اكتشف خيانتك له فكيف تكون العاقبة؟! هل سيعوضك صاحب الشات ما فقدتيه؟!
ربما تخسرين كل شيء وتقعين في أعظم الضرر وليس في (أخفّ الضررين)!!

فكّري ثم فكّري يا أخيتي.. واعلمي أن الحل ليس هو (المسكّنات والمهدّئات) بل الحل في السعي إلى العلاج والصبر على ذلك.
ولا تتعجّلي النتائج. وثقي بالله عز وجل فإن الفرج مع الشدة والنصر مع الصبر.

وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم!!

اسأل الله العظيم أن يحميك ويحفظك ويبعد عنك السوء وأهله..



28-02-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني