والدي تزوج بثانية .. وأهملنا !!

 

السؤال

السلام عليكم أولاً : عددنا 4 ولاد و 4 بنات ، وأمي وابي . قبل ثلاث سنوات ابي تزوج زوجه ثانيه ، ومن بعد زواجه تغير كثيراً ، بسبب أن زوجته متطلبه ماديا وأغراض البيت ، وأبي شخص غير مبذر أو مسرف ولايهمه الملبس او الكمليات أهم شي عنده الأكل يوفره والباقي لا ! أصبحت تضغط عليه زوجته وتهجره شهور وجابت له ولد ، ومن بعدها أبي أصبح مقصر علينا ماديا وأسلوبه تغيّر . يريدنا أن نستقبل ابناءه ونحضنهم ونهديهم هدايا ، حاول بكل مره ولكننا رفضنا ومن بعدها أبي أصبح يعاملنا باستحقار .. لايريدنا أن نخرج من البيت ولا أن نطبخ أو نطلب منه ، ولا يريدنا أن نشغل المكيفات ، ولايلبي لنا احتياجاتنا.. عندما نشتكي من الطفش يقول أنتم لاتريدون الناس وهو الذي مانعنا بكل شيء يعاملنا بشكل سيئ حتى عندما نمرض لايذهب بنا للمستشفى أو يشتري دواء . علما بأنه يذهب بأطفاله الآخرين وأمهم لمستشفى خاص.. ويلبي جميع احتياجاتهم حتى السفر.. وهي لاتجلس معه إلاّ يوم واحد فقط .. يومها بس أمّا اليوم الذي يكون فيه أبي عندنا تذهب لأهلها ، وتطلب منه أغراض يركض لتلبيتها وتوصيلها لبيت أهلها . اما نحن يأجلها وإذا ألحينا رفض أن يلبيها.. كرهناه جداً ولانريده.. كيف أتعامل معاه؟؟؟ علما بأنه يعرف إنه ظالمنا وإنه مقصر لكن متبلد ، وأهم شي عنده الأكل إذا لم تطبخ أمي زعل..ومشاكله كلها عن الأكل . أنا لا أحترمه لأني أراه مثل الحيوان مع زوجته يحمل الأبناء عنها ويمشي خلفها ويحمل الأغراض . علما بأنه عندنا لا يفعل شي غير الانسداح والجلوس..ونحن نخدمه بكل شي حتى انعاله احضرها عند رجله ، وتقليم اظافره وكل شي.. انقهرنا كثيرا لاننا نعامله بدلع ورفاهيه ورقي حتى أمام الناس ..والناس تمدح بنا وبأخلاقنا ، ولكن أصبح يسبّنا أمامهم . تغير كثيرا ولانعلم لماذا ..أريد أن أواجهه بأن يلتزم بنا أو يتخلّى عن ولايته لنا ويتحملنا أخي !! أريد حلاًّ لأني أفكّر بأشياء سلبيه سواء لنا أو له .

15-09-2014

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يهدي قلوبكم ، ويصلح شأن والدكم ، ويرزقكم حسن البرّ 
 
بنيّتي ...
 سعادتنا في حياتنا  لا تكون ولن تكون بتغيّر الظروف من حولنا .
 إنما تكمن سعادتنا في طريقة تفكيرنا وتعايشنا مع كل ظرف يكون في حياتنا ..
 لأننا بالفعل لا نملك أن نصنع الظروف أو نمنع حدوثها ..
 أو تغيير الأشخاص من حولنا - سيما الأبوين - لكننا بالتأميد نستطيع أن نغيّر في أنفسنا وفي طريقة إدارتنا لحياتنا ..
 فالسعادة في الحياة على مقدار قدرتنا وجودتنا في إدارة تفكيرنا ومشاعرنا تجاه الأشياء من حولنا .
 
 بنيّتي ..
 هناك شيء يمكن أننسميه : 
 واجب لك ..
 وواجب عليك ..
 الواجب الذي لك أفضل طريقة للتعامل مع هذا الجانب أن يكون بروح التسامح والتغاضي .. 
 فالذي يطلب  الحقوق التي له كاملة  وبنوع من التدقيق فلن يستطيع أن يعيش بهدوء نفس .. لأن البشر مجبولون على التقصير . فشيء طبيعي أن يدث منهم تقصير في القيام بحقوق الآخرين .
 
 الواجب الذي لك من والدك أن يحسن تربيتكم ، ويقوم على شأنكم وحاجاتكم  في حدود العدل أو الحق الواجب .
 حين يقع خلل هنا .. ينبغي أن تكون روحك روح التغاضي والتسامح .
 على قاعدة ( نحنندير مشاعرنا ولا ندير سلوكيات الآحرين ) .
 
 الجانب الآخر : هو الواجب الذي عليك تجاه الآخرين ..
 هنا ينبغي أن يكون تعاملك مع هذاالجانب بنوع من الحرص والاتقان .
 ولا تربطي بين الجانبين ..
 فمثلا ..حين يقصر الطرف الآخر في الجانب الذي لي .. فذلك لا يبرر لي أن أقصّر في الواجب الذي علي تجاهه ..
 
 واجبك تجاه والدك حسن البر ، والرعاية والاهتمام والصبر والاستمتاع بكل عمل برّ تقومين به تجاه والدك ، لأنك بهذا إنما تتعاملين مع الله .. والتقرّب من الله .
 فمن غير المعقول أن تربطي حسن تعاملك مع الله على قدر تعامل والدك معك !
 أنت مسؤولة عن عملك .. وهو مسؤول عن عمله .
 
 لذلك أهم خطوة في الحل : 
 أن يكون هذا الأمر على وعي منك وإدراك .
 
 الأمر الآخر ..
 والدكم الآن ( تزوّج ) وأنجب .. وهذا يعني أنه ينبغي عليكم أن تفككوا ( مشاعر الغضب ) ضد زواجه على أمكم .. 
 لماذا ؟!
 لأن الأمر قد حصل ، وحصل له أبناء فليس من الحكمة أن تعيشوا بهمّكم في ظل وجود مساحة من تطييب النفوس والتعايش مع الواقع .
 
 أنتم تحاولون التغيير في والدكم ..
 تحاولون أن يكون لكم كما كان من قبل ..
 محاولاتكم كانت باتجاه واحد .. وهو الاتجاه  باتجاه والدكم .
 لكن جرّبوا أن تكون المحاولة بتغيير الاتجاه !
 كيف ؟!
 من جهة أنفسكم ..
 غيّروا في طريقة تفكيركم ومشاعركم وتعاملكم أنتم مع والدكم ..
 اقبلوا (  إخوانكم ) منه ..
 أشعروه باهتمامكم بإخوانكم منه ..
 هنا يكمن مفتاح ( قلب والدكم ) .. أن تحسنوا إليه منجهة زوجته وأولاده .
جرّبوا ..
 أن تطلبوا منه أن يأتي بإخوانكم ..
 أن تحتووا اخوانكم بالهدية ..
 وحتى زوجته  حسّنوا من علاقتكم معها بالسلام والسؤال ..
 
 مع الوقت ستجدون أن والدكم يكون أفضل معكم ..
 واجبكم كأبناء أن لا تزيدوا من الضغط النفسي على والدكم بقدر ما تساعدوه على همومه ومسؤولياته .. لأنه كلما أحس بالضغط النفسي .. كلما هرب منكم إلى بيته الثاني !
 لذلك خفّفوا من الضغط النفسي عليه ..
 
 تكلّموا مع والدتكم بلغة العقل لا بلغة العاطفة ..
 وأفهموها أن المجال الآن ليس مجال ( تباغض ) بل مجال ( اجتذاب ) .
 وهذاالأمر ايضا لابد أن تفهموه أنتم ..
 
 لا تراقبوا والدكم ماذا يفعل في بيته الثاني أو مع زوجته وأطفاله ..
 بل اهتموا في أن تفكّروا بالمهارة المناسبة التي تجتذبون بها والدكم تتقربون بها إلى الله  وتساهمون ف تطييب خاطر أنفسكم وخاطر أمكم .
 
 دائما تذكّري ..
 السعادة في طريقة إدارة تفكيرنا ومشاعرنا تجاه الأحداث .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

15-09-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني