خفت من الوحدة فقررت الزواج فتعبت !

 

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة على قدر من الجمال والتدين أنهيت تعليمي الجامعي بتفوق ..تعرفت في الجامعة على زميل ، أُعجب بي لكنه من اليوم الأول كان يعترض على تصرفاتي ، حيث أنني كنت محط أنظار العديد من الشباب ، وكان الأمر يعجبني وقتها..لكنني كنت دوما أبحث عن الاستقرار مع شخص يحبني ويخاف الله فبرغم بعض سلوكياتي الخاطئة كنت أسعى دوما لتحسين علاقتي بالله والتقرب منه. كنّا في الجامعة على علاقة وكان يعاملني بالحسنى ويقف معي في العديد من الأمور ولكنه كثيراً ما كان يسيء لي ويجرحني بالكلام بحجة أنه يخاف علي ، وكنت دائماً أسامحه وأرجع له خوفا منّي بأن أبقى وحيدة . ففي بيت أهلي لا أشعر دائماً بالاستقرار لكثرة المشاكل بين أمي وأبي. تركني لفترة طويلة وكنت وقتها بحاجة لأن أركز على نفسي أكثر فالتزمت والحمد لله وارتديت الحجاب الشرعي ، لكن بقيت أحنّ اليه دائماً وعندما رجعنا للدراسة رجعت العلاقة بيننا ، ولكن رأيت أن تعامله معي تغير أكثر فأكثر حيث كان لا يقبل أبداً راياً غير رأيه ، وكان لا يهتم بما أريد أبدا وبدأ يمنعني من كل شيء من الخروج مع أهلي كأمي وأخواتي ، من الخروج مع صديقاتي ومن زيارتي العائلية ؛ وكنت دائما أرضخ برغم أنني لا أقتنع داخليا إلاّ أن الخوف من الوحدة أكثر... بعدما تخرجنا تقدم لخطبتي وازدادت المشاكل أكثر فأكثر حيث أنه بات يمنعني من كل شيء ووجدت نفسي حبيسة في البيت ولا أملك شيء ، لا حياة لا طموح ولا شيء . ازدادت خلافاتنا أكثر ومع كل خلاف أصبح يقول بأنه ندم على هذه الخطبة وأنه لولا كلمته التي أعطاها لوالدي لكان تراجع ، وأصبح يهددني دائما بالترك وكأنه يعلم بأنني سأعود اليه دائما ، والذي جعلني أرضخ أنني بحاجة للاستقرار وأخاف ألاّ أجد شخصا يحبني بعده! فبرغم حسناتي إلاّ ان ثقتي بنفسي اهتزت جدا ، وكنت أخاف أن أتبطّر على نعمة الله فهو شخص يحافظ على الصلوات جميعا ، ويبرّ أهله وليس له علاقة بالبنات. اليوم هو تركني لشجار تافه جداً ولم يعد يريد الرد على مكالماتي ولم يعد على اتصال بي منذ أشهر ومع هذا لم يتصل بأبي لينهي الخطبة. أصبحت أحس نفسي معلقة من جهة أحس بأنني تحررت من ساديته وأن الحياة أمامي وبإمكاني السعي لتحقيق طموحي ، ومن جهة أخرى أخاف أن أندم عليه مستقبلا.!! أفيدوني أفادكم الله : ماذا أفعل لقد أصبحت دائمة المرض محطمة نفسيا ومرهقة جسديا وأعاني من اكتئاب دائم مع أني ملتزمة بحفظ القران وذكر الله . ولكن لا أعلم ماذا أريد حقا !!

15-03-2014

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يُذهب عنك ما تجدين ، وأن يملأ قلبك أنساً وسروراً به سبحانه وتعالى .
 
 بنيّتي ..
 ماذا لو سألتك سؤالاً مباشراً ..
 ما تجدينه الآن من الهمّ والغمّ والاكتئاب والشعور بالمرض والألم وانشغال التفكير ..
 هل كنت تجدين مثل هذا في ظل علاقة والديك التي وصفتها بغير المستقرة ؟!
 إذن .. هل اختلف عليك الوضع للأحسن أو للأسوأ ؟!
 هنا لابد أن تقفي مع نفسك وقفة صادقة جريئة شجاعة .
 
 لأننا أحياناً نضجر من ظرف ما في حياتنا ونتوقع اننا في أسوأ  حال . حتى إذا صرنا في ظرف آخر اسوأ منه تبيّن لنا أنه كان يمكننا أن نتعايش مع الظرف الأول  بطريقة أفضل من الضجر والهروب منه .
 
 الزواج يا ابنتي ..
 ليس علاقة ليلة أو شهر أو فستان أبيض أو بيت مستقل عن العائلة .
 الزواج مسؤوليّة ..
 لذلك ينبغي أن يكون قرار الزواج قراراً  ( مسؤولاً ) وليس قراراً هروبيّاً  ..
 بعض الفتيات لأنها تعيش  وضع اجتماعي معين في بيت أهلها ، أو انها تخاف من الوحدة .. تهرب إلى الزواج وتوافق على أول طارق للباب دون اعتبار لمعطيات معيّنة وأساسيّات في القبول والاختيار .
 وهذا الأمر هو الذي ينشأ عنه عدم الاستقرار في الحياة مستقبلاً .
 
  لقد علّمك النبي صلى الله عليه وسلم الخط العريض في صناعة قرار الزواج بقوله ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) .
 لاحظي أنها قال ( ترضون ) ..
 - دينه .
 - وخلقه .
 لا يكفي أن يكون من  المصلّين البارّين بأهله .. حتى يجمع مع حسن تديّنه حسن الخلق .
 والسؤال لك الآن : أنت كما وصفت تديّنه من أنه محافظ على الصلاة وبار بوالديه فهذا يعني أن عندك رضا عن ( تديّنه ) .
 يبقى السؤال : هل أنت راضية عن اخلاقه وطريقة تعامله ؟!
 إذا كانت أخلاقه التي يعاملك بها ترين أنها ترضيك ومناسبة لك .. فأعتقد أنه لا مشكلة إذن !
 وإن كنت غير راضية عن أخلاقه وطريقة تعامله .. فلماذا تكابرين نفسك وتلجئينها بالقوة على الارتباط برجل  أنت غير مقتنعه بأخلاقه !
 ولو سألتك :  أي الأمرين أهون عليك : 
 أن تعيشي الوحدة وفي ظل أبوين غير متفاهمين ..
 أو ان تعيشي في ظل  رجل يتعامل معك بهذه الطريقة من  التضييق والحصار والتسلّط !
 
 قدرك من الزواج مكتوب ..
 لذلك لا تخافي من الوحدة ..
 لكن ابذلي الأسباب المناسبة والمشروعة لحسن الاختيار ، حتى تبني حياتك ليس فقط لنفسك بل تبني حياتك المستقبلية حتى لأبنائك إن كتب الله لك ذريّة .
 
 أنت الآن بعدما هجرك أكثر من شهر .. تجدين أنك أفضل ، واقدر على التعايش مع الواقع ، وتشعرين بأنك تحررت من قيود وهميّة .. 
 لذلك ما دام أنك لا زلت في مرحلة ( الخطبة )  فالقرار الآن قرارك وليس قراره ..
 أنت الان من تقولين : هل ترغبين المواصلة أم لا !
 إن رغبت المواصلة .. فتأكّدي أن لهذه الموافقة تبعات .
 وإن رغبت عدم المواصلة فايضا لهذا الرفض  تبعات ..
 وهنا وازني بين ما يمكنك تحمّله من التبعات ..
 تبعات الرفض أو تبعات القبول ..!
 
 أعتقد أن  الفرصة أمامك لتستفيدي من تجربة من حياتك .. فالتجارب مهما كانت قاسية لكنها تمنحنا خبرة .
 
 أكثري لنفسك من الدعاء ..
 والله يرعاك ؛؛ ؛ 
 

15-03-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني