ذنوب الماضي تطاردني !!

 

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بارك الله بكم على هذا الموقع المبارك وجعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم بصراحه لديه مشكله أودّ أن أشرحها بشي من التفصيل لكي تساعدوني بحلها أنا شاب من العراق أعيش خارج بلدي ، واعمل أستاذ جامعي ومتزوج والحمد لله أصوم وأقيم الصلاه منذ صغري , أعاني من مشكله ترهقني وتعكر حياتي وباختصار في بعض الأحيان تنغص حياتي وهي الوسواس القهري ( إن لم أكن مخطئاً ) باستمرار أتذكّر اشياء أو ذنوب قد اقترفتها . ومثال على ذلك, أيام المراهقه وقبل حوالي 14 سنه قمت مزاحا بتقبيل أحد الأصدقاء من فمه ولمده بسيطه ( لا أتذكّر بالظبط المده ممكن أن تكون ثواني أو دقائق معدوده ) وبعد ذلك تبت إلى الله واستغفرته ولم أعد لمثل هذا ابداً . ومع العلم أنّي طبيعي الميول وأتقزز من مثل هذه المواضيع لكني حينما اتذكر هذا الموضوع اشعر بأشياء عديده منها: 1 - أنني شخص سيء للغايه ولا استحق أن أكون مسلم ، وأحياناً افكر أني لا أستحق الحياة ، وأن انتحر كيف وأنا اعتبر قدوه لأهلي وأصدقائي وقد قمت بهذا العمل الشنيع 2 - أنني شاذ أو لوطي والعياذ بالله, وأنني عار على أهلي وعلى زوجتي وكيف لي أن أستمتع بالحياه وقد فعلت ذلك . 3 - كيف أقوم بذلك العمل من إنسان رافضي (الصديق كان جاري من الرافضه ) وهذا يجعل الأمر أسوء بالنسبه إليّ لأنني على خلاف كبير معهم . وهنا بالتحديد أسأل : هل ما قمت به يعتبر لواطا !! ,وكيف أكفّر عن ذنبي هذا مع العلم أنّي تبت إلى الله توبه نصوحا وكيف أتخلّص من هذه الوساوس أو الأفكار ؟ وهل تنطبق علي النقاط الثلاثه التي ذكرتها (بكل حياديه وموضوعية ) ولا يسعني أن أشكركم شكرا جزيلا وبارك الله بكم

19-09-2013

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن ينفع بك ، ويبارك فيك .
 
 أخي الكريم ..
 ما تشعر به هو نوع من الشعور بعقدة ( الذنب ) .. ليس وسوساً قهريّاً . بقدر ما هو  الاتكاء على جلد الذات وتأنيب الضمير .
 
 أخي ..
 اختر لي أي إنسان في حياتك غير رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقع في معصية أو ذنب ؟!
 حتى بعض الصحابة الكبار كانوا في يومٍ من اليام على الكفر والشرك  فتابوا وأنابوا إلى الله وأسلموا .
 كل إنسان  ما دام أنه بشر معرّض إلى أن يقع في الذنب ..
 والشيطان لا يكتفي بأن يغوي العبد حتى يوقعه في الذنب بل يزيد على ذلك حتى يجرّه إلى اليأس والقنوط من رحمة الله .. وهذه المرحلة هي أعظم واشد ذنبا من الذنب الذي يقع فيه الإنسان ابتداءً .
 
 أخي الكريم ..
 ما وقعت فيه لا يسمّى لواطاً . فإن اللواط معلوم .
 وما دمت تبت إلى الله واستغفرت ..
 لماذا تشعر بمثل هذهالمشاعر السلبيّة ؟!
 هل لأنك لا تثق أن الله يغفر ذنبك ؟!
 لو كان كذلك فهذا الشعور أعظم من القبلة التي قبّلتها  قبل ( 14 ) عاما !
 أو لأنك تتعاظم علىالله أن يغفر هذاالذنب ؟!
 لو كان ذلك ..  فهذا ايضا أعظم جرما وإثما في حق نفسك ان تتعاظم على الله شيء فإن الله لا يتعاظمه شيء ..
 فقط فسّر لي  ماهي دواعي هذه ( المشاعر السلبية ) إذا كنت تقول أنك ( تبت واستغفرت )  والله تعالى يقول ( إن الله يحب التوّابين ويحب المستغفرين ) ويقول ( إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) ..
 فأين محل هذهالوعود الربّأنية من قلبك وإحساسك ومشاعرك ؟!
 
 أخي الكريم ..
 التفكير في الماضي لن يغيّر من الماضي شيء .. لكنه يغيّر عليك حاضرك 
 يغيّر عليك الشعور بحسن الظن بالله .. وقد قال الله في الحدث القدسي ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء ) .. فما هو ظنك بربّك ؟!
 
 النصيحة لك ..
 أن لا تسترسل مع  اي فكرة في الماضي  نهائيا .
 اقطع اي فكرة بالانشغال والتشاغل عنها ..
 فكّر بحاضرك ..
 الماضي اجعله مثل وقود الانطلاق .. فالمؤمن حين يتذكّر ذنوبه ، فإنما يتذكّرها ليستغفر وليعيش نوعا من الأنس والمناجاة بينه وبين الله .
 ومع ذلك فالمؤمن لا يستجرّ ذكريات الذنوب  .. لكن إن خطرت له على بال  فزع إلى الاستغفار والأنس بالله وبمناجاته .
 غير أن اجترار الذنوب  والتفكير فيها .. هي تلبيس من إبليس على الإنسان .. يجعله يستجرّ ذنوبه ويؤنّب نفسه ومع الوقت وكثرة الاسترسال إمّا يُشعره ويجرّه إلى مرحلة اليأس والقنوط ( وهنا الخطورة ) أو يجرّه إلى أن يعاود الكرّةمرة أخرى  بنفس الذنب والوقوع فيه وممارسته مرة بعد مرّة .
 
 إذا فهم الإنسان  سياسة الشيطان في وسوسته وإغوائه عرف كيف يصدّه ..
 لذلك لا تمنح الشيطان عليك فرصة ..
 وكلما تذكرت ذنبا ماضياً فثق أنه ذنب قد تهاوى عند عتبة الاستغفار والتوبة .
 وثق بالله ..
 
 تعوّد على أن تسترخي ..
 وتمارس الاسترخاء في يومك  ثلاث مرات ..
 الاسترخاء : 
 أن تجلس في مكان هادئ وبطريقة مسترخية ..
 أغمض عينيك..
 سبّح ..
 خذ نفسا عميقا وبهدوء حتى يمتلئ صدرك .
 احبس الهواء في صدرك من 5 - 10 ثوان .
 أخرج الهواء من صدرك بهدوء جدا ..
 كرر هذه العملية ولمدة عشر دقائق .
 ثلا مرات في اليوم ..
 
 مارس حياتك .. أنجز في مسيرتك العلمية والتعليمية .
 واقرأ كثيراً في معرفة الله وعظمته ومحبته .. سيما في أسمائه وصفاته .
 
 والله يرعاك ؛؛  ؛

19-09-2013

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني