زوجي تغيّر لم يكن كما عهدته قبل الزواج ؟!

 

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم أرجو ان تسع صدركم لسماعي مشكلتي فهي طويلة و معقدة لكني في أمسّ الحاجة لمن يسمعني و يشير علي جزاكم الله خيرا. كنت فتاة في الـ 25 من عمري,حاصلة على دبلوم الهندسة الزراعية,ملتزمة و طالبة علم في دار القران.بعد تخرجي بدأت أبحث عن عمل بالضوابط الشرعية,انخرطت في جمعية في الحي الذي أقطن فيه و أقوم ببعض الأنشطة التطوعية.بعد سنتين من تخرجي تقدم ابن خالتي لخطبتي ترددت كثيرا نظرا لصعوبة ظروفه,فقد كان يعول أمه و إخوته بعد وفاة والده و هو موظف بسيط.تدارست معه الأمر كثيرا و أخبرته بشروطي,مخططاتي المستقبلية فوافق و أبدى تجاوباً وأغرقني بالوعود. يسرت له الأمر كثيرا و تزوجنا.من أول يوم زواج لم أجد ذلك الشاب الطيب الملتزم الذي أحببته و ارتبطت به.تهاون في الصلوات,أهمال لقراءة القرأن,بدأ بحلق اللحية,أهمال تام لي و جفاء و احتقار..أقمت معه في بيت مستأجر مع أمه و اخويه.لم أعش معه أبداً فرحة الزواج..دائما متجهم غاضب اذا تكلم فبالشخط و التقريع.علاقتنا كانت سطحية جدا.تنكر لكل وعوده منعني من البحث عن عمل لارضاء أمه التي رفضت الفكرة,كان يمنعني من زيارة أهلي,من جهة اخرى بدأت أمه تضايقني و تستفزني بتصرفاتها..ضاقت بي السبل من كل جهة.و مما زاد الطين بلةأني رأيته في غير ما مرة يكلم البنات في الشات,وجدت في هاتفه رسائل من بنات يعرفهن..يقضي يومه في العمل و بعد الدوام لا ادري أين يذهب،يخرج من 8 صباحا لا يعود الا عند 10 أو 11 ليلا و انا حبيسة الجدران مع أمه الغليظة الطباع و التي تتعالج من مرض عصبي..أضافة لما ذكرت فهو شديد البخل معي لا يعطيني مصروف و لا يشتري لي لوازمي,مصروف البيت بيد أمه تصرفه كما تشاء.كنت أصبر و أتحمل وأحاول أن أتعامل معهم بما يرضي الله حتى اذا ضاقت بي الارض بما رحبت ذهبت لبيت أبي و طلبت الطلاق,لكنه و امه كانا يأتيا عندي و يطلبا مني العودة و كان يعتذر مني و يعدني بالتغيير واصلاح ما فسد ثم أعود اليه.ما ان تمضي بضعة أيام حتى يعود هو وأمه لسابق عهدهما.بعد سنتين من هذا الزواج التعيس حملت منه,مر حملي وولادتي في أسوأ حال جراء معاملته لي هو وامه.مرت الأيام و أصبح لدي ولد,حاولت مرارا اصلاح الامور بيني و بينه لكنها لم تزدد الا سوءا.دائما أجد رسائل بنات في جواله,دائما يتكلم معهن في الشات وأمه لا تزداد الا فظاظة معي.فاض بي الكيل و اصبحت اعيش حالة نفسية و عصبية سيئة دفعتني أن أتعامل بجفاء و غلظة معه و مع امه...تفاقمت المشاكل و تدهور الحال حملت ابني و ذهبت لبيت أبي من جديد.طلبت منه الطلاق و بدأت ابحث عن عمل...مكثت في بيت أبي 7 أشهر لم ير فيها ابنه,كان يبعث لي خلالها رسائل جوال تارة يشتمني,تارة يحسبن في,مرة يطلب مني السماح و العودة اليه,مرة يطلب مني التنازل عن مستحقاتي ليطلقني..للأسف لم أجد عملا خلال هذه المدة وأصبحت عبئا على والدي أنا وابني..رغم ذلك قلت له اني موافقة للتنازل عن مستحقاتي مقابل ان يطلقني..لكنه رفض و اتى يطلب مني العودة و من جديد وعود بالحياة الوردية,ترددت كثيرا في قبول عرضه,فكرت في مصير ابني في حال الطلاق,وضعت مجموعة من الشروط للرجوع اليه مما يضمن لي بعض الكرامة معه في سبيل ان أربي ابني بين ابويه دون ان يحرم من اي منهما.وافق على شروطي وعدت اليه...وعادت ريمة لعادتها القديمة و تنكر لوعوده من جديد...ابني الان لديه سنة و 8 أشهر و أنا أعيش في حيرة من امري معلقة مع هذا الرجل لست مطلقة و لا متزوجة..هل أتركه الى غير رجعة و أبدأ حياة جديدة بعيدا عنه أم أصبر و أستمر معه لأجل ابني؟؟؟أحاول التقرب اليه و ارضاؤه لكن دون جدوى أفتوني جزاكم الله خيرا

01-09-2011

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يبدلك خيرا ويصلح ما بينكما  . .

 أخيّة . .
 إن أهم لبنة في بناء الاستقرار بين الزوجين هي لبنة ( حسن الاختيار ) . .
 حسن الاختيار الذي يقوم على عامل ( الرضا ) النفسي والعقلي عن الطرف الآخر على ما هو عليه لا  الرضا على ( الوعود والأمنيات ) !
 فإن من أكثر أخطاء الفتيات انتشاراً عند اختيار شريك الحياة أنها تبني قرار الاختيار على ضوء ( وعود وأمنيات ) و على ( أمل أن يتغيّر ) . . وهذا من الأخطاء في اتخاذ القرار .
 سيما قرار مثل قرار الزواج في منعطف خطير من منعطفات الحياة . .
 المنبغي علىالفتاة ان تتخذ قرارها على ما هو واقع .. هل تقبله على وضعه هذا أم لا !
 وليس هل تقبله على ( وعوده وأمنياته ) !!

 أخيّة . .
 من الخطأ أن نعتقد أن التغيير ( تغيير السلوك ) يمكن ان  يحدث لمجرد شروط  ووعود . .
 خاصة ما يتعلق بالسلوك والشهوة فمثل ، فالتغيير يحتاج إلى جهد ووقت وصبر  وحكمة وبُعد نظر  وفراسة في الطرف الآخر . .
 فكون أنك تذهبين إلى بيت أهلك ثم تعودين إليه  بـ ( شروط )  فمن الخطأ أن تعتقدي أنه يمكن أن يتغيّر في يوم وليلة ، أو لمجرد شروط بينكما !
 نعم من أخلاق المؤمن : أن يلتزم بشرطه ، لكن الناس يتفاوتن في الخذ  بمعاني الإيمان وأعمال الايمان . .

 أخيّة . .
 زوجك يعيش وضع ( اجتماعي ) معيّن في وجود امه وإخوانه ، وقد تربّى على نمط معيّن وثقافة معيّ،ة في هذا الوضع الاجتماعي ، وكون أنك وافقت أن تكوني معه في بيت أهله فتلك مسؤوليتك في أن تكوني على قدر موافقتك في أن تُداري أمه بالكلمة الطيبة مهما كان موقفها منك فهي ( خالتك ) وفي نفس الوقت هي والدة زوجك .. فهي في مقام الأم وتحتاج إلى مداراتها ويمكن كسبها بالهدية والكلمة الطيبة وإشعارها بالحب والحنان والقرب من مشاعرها فهي ( أم ) وتؤثّر فيها مشاعر الحنان والحب ، فالأفضل من وضع حواجز بينك وبينها أن تعامليها  بروح طيبة ، وان تركّزي في تعاملك معها على وتر ( العاطفة ) واستثارة عاطفة حنوّها وحنانها بطريقتك كأنثى .. وانت أعرف بذلك .

 أمّا زوجك ، فالنصيحة لك :
 1 - أن تجلسي مع زوجك في لحظات هادئة بينك وبينه  ، وتكلمينه بلغة العقل والعاطفة ..
 ذكّريه أن ( الزواج ) و ( العلاقة الزوجيّة ) عبادة وشريعة عظيمة من شعائر الله .
 وإن من يعظّم شعائر الله في قلبه وسلوكه فذلك دليل على صفاء قلبه .
 ذكّريه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّج حق الضعيفين ( المرأة واليتيم ) . .
 خوّفيه بقدرة الله عليه وأفهميه أن الله ختم ىية القوامة بقوله ( إن الله كان عليّاً كبيراً ) .
 زوجك بحاجة إلى تحريك هذه المعاني الايمانيّة في نفسه  بالتذكير الهادئ الحكيم .

 2 - احرصي على صلاتك والمحافظة عليها ، وفي نفس الوقت احرصي على أن يهتم هو بالصلاة ، وساعديه على ذلك بالتحفيز والتذكير والتحبيب للصلاة .. واثبتي على ذلك ولا تملّي أبداً .

 3 - اقتن بعض أشرطة القرآن ، وبعض الأشرطة الوعظية وكوّني بها مكتبة صغيرة في بيتك وأكثري من الاستماع إليها في البيت أنت و ( خالتك ) و ( زوجك ) . .
 فإن وجود الجو الايماني في البيت يقلل من الشحناء فيه .

 4 - أفهمي زوجك  أن علاقاته بالفتيات علاقة لا يحبها الله ولا يحبها رسوله صلى الله عليه وسلم . فهل يرضى لنفيه أن يقابل الله بهذاالعمل ؟
 وماذا لو كان النبي صلى الله عليه وسلم بيننا : هل يرضى أن يقابل الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا العمل ؟!
 ذكّريه أن ( الأعراض ) دين وقضاء .. فما يفعله اليوم مع بنات الناس قد يبتليه الله به في مستقبل الأيام في أهله واخواته وبناته . .  فهل يرضى ذلك ؟!
 ذكّريه أن الرجل الشهم الحر تابى عليه مروءته أن يكون ذئبا يغرر الفتيات  ويتلاعب بعواطفهن ومشاعرهن . .
 خوّفيه من فضيحة الدنيا وفضيحة الآخرة . .

 5 - في نفس الوقت احرصي انت على صناعة الاغراء له في لبسك ومطعمك ومشربك وكلامك ولمساتك وهمساتك قدر ما هو متاح ممكن لك في بيت زوجك .

 6 - راسليه لعى ايميله بين فترة واخرى ببعض المواد الصوتية والمقاطع المؤثرة . .  واستفيدي في ذلك من موقع طريق التوبة .

 7  -  لا تتبعي سقطات زوجك ، وتبحثي عن ( إدانات ) تدين بها زوجك . .
 بحثك عن السقطان وتنقيبك في أشياءه الخاصة بالطبع سيصيبك بالإحباط ، ويزيدك همّاً وغمّاً . .

 أخيّة . .
 ليس صحيحاً أن تقولي (  هل أصبر وأستمر معه لأجل ابني ) !!
 الصبر لا يعني الاستسلام . .
 تصبري وتبذلي وتحاولي وتجتهدي  في التأثير على زوجك .. نعم هذا هو ( الصبر ) ..
 أمّأ أن تقولي ( أصبر ) وتكوني سلبيّة بلا أي محاولة ولاجهد ( مستمر ) للتأثير عليه .. فإن هذا ليس من مصلحتك ولا من مصلحة ( الابن ) .. فإن الإبن  ( الطفل ) أحوج ما يكون غلى أن يعيش في جوّ هادئ مستقر  نفسيا واجتماعيّاً وفكريّاً ودينيّا حتى لو لم يكن بين أبويه .
 صحيح أن عيش الطفل بين أبويه عامل مهم لصناعة شخصية الطفل ..
 لكن ايضا عيش الابن في ظل أبوين متشاحنين متباغضين متباعدين يؤثر على شخصيّته وسلوكياته في مستقبل الأيام . .
 
 اشترطي على زوجك أن يكون لك بيت مستقل عن أهله . .
 وحاولي إقناعه بطريقتك أو عن طريق والدك أن تبحثي عن عمل مناسب لك ..

 أكثري لنفسك من الدعاء ، ولزوجك ايضا .. فإن الله أعلم بحالكما وأرحم بكما فاسأليه أن يصلح ما بينكما . .
 وأكثري من الاستغفار .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية "

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

01-09-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 

Get the Flash Player to see this player.

 26-08-2017  |  5329 مشاهدة
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني