تقدم لي شاب صار له حادث

 

السؤال

السلام عليكم تقدم لي شاب صار له حادث!! بعد الحادث صار يعرج وما يتكلم زين كلامه ثقيل!!! الناس يمدحونه قبل الحادث لأخلاقه وهو ملتزم!! ولكن بعد الحادث تغيرت نفسيته صار يتناوش مع جيرانه!!! هذا كلام الإمام!! لأن شغله قاعدوه وكثير يخطب منهم ويرفضونه!! وأنا ما صدقت أن أهلي يوافقون!! لأنهم دائما يرفضون والعمر يجري!!! وش رأيك!!!علما بأنه تاجر!! وأنا أعاني من معاملة أهلي القاسية!! هل هذه النفسية مؤقتة راح تزول بالزواج!!! والحنان!!

01-02-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

الأخت الكريمة..

 أسأل الله الكريم أن يتفضّل عليك بواسع فضله وأن يرزقك برد اليقين.. إن كنتِ تسألين عن صلاحية هذا الشخص أو عدمه فإن هذا أمر يتوقف على النظر الجيّد في وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي يوصي فيها أولياء أمور الفتيات - والفتيات أيضاً- بقوله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" فوصية النبي صلى الله عليه وسلم هي اختيار من يتوفر فيه مجموع شرطين: الأول: الدين. (صلاحه في نفسه ومع ربه). الثاني: الخلق. (صلاحه مع الآخرين). فينبغي اختيار من توفر فيه مجموع هذين الأمرين ولا يكفي أحدهما عن الآخر. ومعرفة مدى توفر هذه الأمور في الزوج هي من مهمة وليّ أمرك بالسؤال عنه في حيّه وبين جيرانه وعمله على قدر الإمكان. كما لا يفوت أن أذكّر بأهمية الاستخارة وسؤال الله عز وجل الرشد والهداية إلى ما فيه الخير والصلاح. أمّا إن كنت تسألين هل الزواج من هذا الرجل وحصول هذا التنازل منك عن بعض رغباتك هل سيحقق لك في المستقبل السعادة والحنان!! فأقول لك أن هذا الأمر يتوقف على أمور مهمّة في حياتك منها: - المرحلة العمرية بالنسبة لك. - مستوى تحقق الصفات المرغوبة فيك للشباب الراغب في الزواج. - نفسيتك في التعامل مع الواقع والبيئة وصبرك على فتن الزمان. - مجتمعك ومحيط بيتك وإمكانية تأقلمهم مع هذا الزوج الذي ضحيتي من أجله ببعض رغباتك. قد لا أكون واقعياً معك في الحكم على هذا الشخص بالقبول أو الرد، لأن ذلك يتطلب معرفة مثل هذه النواحي في حياتك ومعرفة أيضا ببعض النواحي المهمة في شخصية هذا الرجل، لكن لعلي أن أفيدك هنا بتقسيم مهم عند التخطيط لاختيار الزوج تستفيدين منه في اتخاذ قرارك. هذا التخطيط يعتمد على تقسيم المراحل العمرية للفتاة إلى أربعة مراحل، وما يناسب كل مرحلة وهو على النحو التالي: المرحلة الأولى: أن يكون عمر الفتاة (ثماني عشرة سنة فأقل). ولا تخشى على نفسها المعصية، فهنا تخفّ أو تكاد تنعدم نسبة التنازل من جهة الفتاة عن بعض الشروط التي ترغبها كل فتاة في الزوج. ولا يزال المستقبل أمامها - إن شاء الله - يبشّر بخير. المرحلة الثانية: أن يكون عمر الفتاة (أكثر من ثمانية عشر إلى خمسة وعشرين). هنا تحتاج الفتاة إلى التنازل عن بعض الشروط المحببة إليها، مع التمسك ببعض الشروط المعقولة. المرحلة الثالثة: أن يكون عمر الفتاة (أكثر من خمسة وعشرين عاما إلى الثامنة والعشرين). هنا الأنسب لها أمران معاً: 1 - القناعة في الشروط من شرط واحد إلى ثلاثة وعدم الإكثار من الشروط. 2 - الرضى ببعض العيوب التي لا تتطلب تنازلات من الفتاة عن حقوقها، من مثل الرضى بمن هو اقل منها تعليميا أو اجتماعياً أو الرضى برجل عنده زوجة وهكذا. المرحلة الرابعة: أن يكون عمر الفتاة (من الثامنة والعشرين فأكثر). هنا بدأت الفتاة في مرحلة خاصة، فهنا لابد عليها من التخلي عن أكثر الشروط مع تقديم تنازلات حتى لو عن بعض الحقوق الشرعية. وذلك من أجل أن تحيا الفتاة مع زوج ولا تطول مدة بقائها في البيت. ومن المهم أن تعلم الفتاة أن هذه المراحل الأربع لا تشمل حال المستثنيات منها، والمستثنيات من هذا التقسيم هنّ الفتيات التي بهنّ عيوب: كالإعاقة وقلّة الجمال، والمرض والطلاق، ومن تخشى على نفسها الوقوع في الحرام، أومن كان فيها صفاتً تصرف الخطّاب عنها فهنا ينبغي على الفتاة عند التعامل مع هذا التقسيم أن تضيف على عمرها من (4- 10 سنوات) - بحسب ما فيها من الصفات التي تصرف الخطّاب-، فمن تبلغ من العمر (19 عاماً يكون حكمها حكم من عمرها (23- 29) عاماً. وعند التنازل ينبغي أن تتنبه الفتاة لبعض الأمور المهمة: - أن لا تتعجل المرأة في التنازلات فتلقي بنفسها عند أول خاطب هروباً من العنوسة فتقع في فخّ الطلاق أو سوء العشرة. - لابد من السؤال عن الخاطب ومعرفة أحواله وأخلاقه. - أن يكون لدى الفتاة استعدادا لتحمل ما يترتب على هذه التنازلات من نتائج والصبر عليها. - أن هناك من الشروط ما لا ينبغي التنازل عنه كشرطي (الدين والخلق). - أن هناك من العيوب ما لا يحسن التغاضي عنها، من مثل إدمان المخدرات، أو من اشتهر بسوء الخلق وخشونة العشرة، فالقبول بمثل هؤلاء لا يحل مشكلة المرأة بل يزيدها. بالنسبة لما ذكرتِ يا أختي الكريمة من قسوة المعاملة في البيت، فإن هذا الأمر قد لا يكون داعياً قويّاً للتنازل عن بعض الشروط التي يجمل توفرها في الزوج، ولذلك لا تنظري إلى الزواج بأنه حياة مثالية ليس فيه مشاكل أو مسؤوليات أو تبعات وتكاليف، بل كل ذلك في الزواج وإنما ينبغي أن تنظري إلى الزواج بأنه شعيرة من شعائر الله تحتسبين الأجر عند الله في تحقيق هذه الشعيرة وتحتسبين فيه غايات عظيمة من تحقيق العفّة والذرية الصالحة مصابرة مثابرة على ما تجدين فيه من مشقة أو تعب. أسأل الله العظيم أن يختار لك ما تقر به عينك ويأنس به قلبك وأن يجعل لك فيما تختارين الخير والبركة.

01-02-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني