والدي ينفّر الخاطب بالمغالاة في المهر !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله .. استاذ ماعليك امر عندي استشااره وابي الرد عليها في اقرب وقت .. تقدم لي خاطب وقد استخرت الله تعالى قبل الموافقه والحمدلله ارتحت ووافقت . وصارت يوم الشوفه ولكن .. بعدها ياسبوعين اتو ليتفقو مع الوالد ليتم الموضوع فطلب منهم شرووط تعجيزيه لا يقدر عليها الخاطب >> المهر 70 الف ومؤخر الصداق 40 الف ورضوه للوالده 10 الاف ، ولا يتم الزواج الا بعد الوظيفه مع العلم اني اخر سنه بالجامعه . وانت تعلم يا استاذ في الوقت الحالي لا يوجد هناك وظائف للاقسام المتميزه كيف بقسمي انا << طبعا الامل بالله كبير الخلاصه : الوالد رافض كل شي ويريد كل شي على كيفه وانا لا ادري ما افعل .. فماذا لعلي افعل ؟؟ ارجو الرد في اقرب وقت

13-01-2011

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك وقرّة عين لك . .

 أخيّة . .
 حقيقة أُكبر فيك شعورك وإحساسك بالاحترام تجاه والدك مهما كان موقفه في هذا الأمر .  على أنه ينبغي على الآباء أن يكونوا رفقاء بفلذات أكبادهم حريصين على سترهم وعفافهم .
 فالزواج ليس ( صفقة تجاريّة ) ولا هو ( سجل تجاري ) !
 الزواج ستر وعفاف . .
 والأب الشفوق الرحيم ببناته هو السّاعي بحرص إلى سترهم وعفافهم وصيانتهم من الانحراف في زمن الفتنة والشهوة .
 وهو الأقرب  لبشارة النبي صلى الله عليه وسلم : " من عال جاريتين فأحسن تأديبهما كنّ له حجاباً من النار "  .

 أخيّة . .
 الزواج رزق مقسوم . .
 وكل إنسان كتب الله له رزقه  بقدره ومقداره من يوم أن كان في بطن أمه . فقد جاء في الحديث الصحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بكتب أربع : رزقه واجله وشقي أو سعيد .. " .
 فالرزق  مقسوم للمرء مذ كان في بطن أمه . ومعنى ذلك أنه لا يمكن بحال أن ينقص رزق الانسان أو يزيد بحال على غير ما كُتب له .
 وقد قال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفس محمد بيده لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها " .
 ولاحظي أنه قال ( تستوفي ) يعني تأخذ رزقها مستوفىً من غير زيادة أو نقصان ..
 هذاالاعتقاد  والايمان بأن الزواج رزق مقسوم . .  يعطيك المناعة النفسيّة ضد التوتّر والنّ>م والحسرة حين تفوت مثل هذه الفرص  بسبب غيرك .
 كما أن الإيمان بأن الله يختار لعبده ما هو خير له يورث في النفس الاطمئنان والثقة بالله .
 فإن الله قال : " فعسى ن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "  ومما يزيد الانسان ثقة وإيمانا واطمئناناً  إيمانه بصدق بقول الله : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .


 أخيّة . .
 قرار الزواج من أهم القرارات في حياة الشاب ( ذكرا أو أنثى )  ، ولذلك من المهم جداً أن يحرص كل شاب على أن لا يختار هذا القرار إلاّ وفق معطيات واضحة وبيّنة ، بحيث لا يكون قراراً مندفعاً أو قراراً متأثّرا بالواقع الاجتماعي أو العاطفي ، فيكون قراراً ( هروبيّاً ) من واقع أو حال أو ظرف او ما شابه ذلك .
 لقد اوصاك صلى الله عليه وسلم بقوله : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه  " فأهم ما ينبغي أن تلتفت إليه الفتاة وتحرص عليه في شريك حياتها أن يكون :
 - حسن التديّن .
 - مع حسن الخُلق .
 ثم تنظر بعد ذلك لبقية الاعتبارات المؤثرة على العلاقة بينهما كالاعتبارات الثقافية والاقليمية والمادية والفكرية والعمرية ونحو ذلك .
 إنّي أنبّه كل فتاة . .  أن تكون حريصة عند الاختيار .. وأن لا تجعل ظرفها أو قعها الاجتماعي أو النفسي هو الذي يختار قرار الزواج بالنيابة عنها !

 أخيّة . .
 مما ينبغي أن تنتبهي له ..
 أن بعض الاباء - وأقول بعض الآباء - قد يشترط مثل هذه الشروط لا للتعجيز وإنما لشدّة حرصه على ابنته .
 هو هكذا ينظر للأمر أنه حرص عليك ويندفع بدافع الحرص  ولا يهمه المال أو الوظيفة بقدر ما هي شروط يعتقد أنها تحميك في حياتك المستقبليّة .
 وقد يُبرر لبعض الاباء سلوكهم بمثل هذا التبرير . .
 على أنه ينبغي أن  يُدرك الآباء انهم مهما حرصوا وبالغوا في الحرص فإنهم لن يكونوا أرحم ولا ألطف بأبنائهم وبناتهم أكثر من رحمة الله ولطفه بهم .. .
 وهذا لا يعني أن يفرّط الاباء في المر كما لا يعني التشدّد .. بل المر ينبغي أن يكون على وجه من اليسر المتزن ، وعلى الاباء أن يثقوا بربهم  وأن الله تعالى يختار لهم ولبناتهم ما يكون فيه قرّة عين لهم .

 أخيّة . .
 1 - اجلسي مع والدك . .
 أفهميه أنك تقدّرين حرصه عليك وتحمدين له هذه الروح الأبويّة . .
 افهمي منه لماذا هو يشترط مثل هذه الشروط . .
 أفهميه أن الزواج ستر وعفاف وعبادة . .
 وأن مثل هذه الشروط حتى لو وافق عليها ( الخاطب ) إلاّ أنها ستبقى حجر عثرة في العلاقة بينه وبين زوجته لأنه سيشعر حينها أن هذه الزوجة قد كلّفته شيئا فوق طاقته مما  يوغر صدره على زوجته !
 أفهميه إذا كان حريصا عليك فعليه أن يكون على وفق هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتيسير في الزواج .
 قد لا تستطيعين أن تتكلمي مع والدك بمثل هذا الكلام . .
 لتتكلم معه والدتك ..
 أو عمّك أو خالك .. أو حتى إمام مسجد الحي أو بعض الدعاة ممن هو قريب منكم وله تأثير على والدكم .
 المقصود ان يكون هناك حوار ونقاش معه .
 
 2 - عليك بكثرة الاستغفار .
 فإن الله أخبرنا أن لزوم الاستغفار سبب من اسباب الإمداد بالمال والأبناء " ويمددكم بأموال وبنين " .
 فأكثري دائما من الاستغفار على كل حال .
 فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية "  .
 وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن كثرة الصلاة عليه تكفي الهموم والغموم .

 3 - كحل أخير .. إذا رأيت أن والدك لا يستجيب  وهو لا يزال يصرّ على أسلوبه مع الخطّاب . فبإمكانك رفع أمرك للقاضي  وهو وليّ لك في حال استمرار والدك بالعضل .

 أكثري من الدعاء .. وأنت واثقة بربك .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

13-01-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني