التباسط مع الفتيات والتغزّل بهن .. بحجّة الدعوة إلى الله !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته مبروكة عليكم هذه العشر من ذي الحجة وأسأل الله العلي القدير أن يجعلها لنا ولكم مليئة بالطاعة قولا وفعلا وعملا إنه سميع الدعاء شيخنا الفاضل ما رأيكم في الرجل الذي يجاري النساء اللواتي يطلبنه في الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني أو المسنجر ( يمشي معهن في الخط كما يقولون : كمثلاً تبعث له وحدة رسالة تقول له هاي حبيبي اعطني رقمك أسمعك صوتي الحلو فيجيبها في الرسالة هلا بيك وهلا بصوتك الحلو وين ما كنت يا الغالية وهذا رقم جوالي ثم بعد ذلك يعطي رقم جواله وبعد أخد ورد في الكلام معها يبين لها النتائج السلبية لمثل تصرفها وتصرفه إن قبل دعوتها ) فهل هذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة النساء الطائشات إلى الله عز وجل ؟ وهل تنصحون شيخنا الفاضل بهذا الأسلوب في الدعوة ؟لأن هذا الشخص الذي يقوم بذلك يقول أنه يفعل ذلك من باب الإقتداء بالتوجيه الرباني ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ). وفي نفس الوقت هذا الرجل يا سيدي كتب خاطرة مضمونها أنه ينادي أنثى يقول لها انتظرتك ،انتظرتك أبدا يا عيني ما جفيتك أنا حبيتك بلساني ناديتك عرش قلبي لك وحدك هديتك .....إلى آخره من هذا الكلام ونشره على موقعه في الفيسبوك وعرف مجموعة من النساء اللواتي في قائمة صداقته ( أي نشر القصيدة على حائطهن ) فتأتي كل واحدة وتبدأ بالتعليق على ما كتب واحدة تقول الله الله على الاحاسيس الناعمة وأخرى تقول كلام رائع وراعيه أروع .....إلى آخره . لما سئل لماذا فعل ذلك أجاب أن خاطرته بنيت على خيال واماني وطموحات تمنى ان تكون في زوجة تحاكي مشاعره واحاسيسه ووجدانه وتكون له شريكة وشطرية قلب وروح وجسد مع العلم أنه لم يوضح ذلك للعامة لما نشر خاطرته و هو متزوج وله أطفال وتجاوز سنه السادسة والأربعين . فسؤالي هو هل يجوز لمن يجاري النساء عبر جميع وسائل الإتصال كي يدعوهن إلى الله أن ينشر خواطر كالتي ذكرت ؟ سامحوني شيخنا الفاضل على هذه الإطالة . وأناشد الله ثم أتمنى منكم أن تجيبوا على أسئلتي لأني أرى تناقضات لا أريد أن أتأكد منها حتى تجيبوني بارك الله فيكم .

12-11-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يرينا الحق حقا ويرزقنااتباعه ويريناالباطل باطلاً ويرزقنااجتنابه . .

 أخيّة . .
 الدعوة إلى الله من أشرف المقامات ، وأعلى المكانات " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله  " .
 ولأن الدعوة إلى الله  بهذا المقام والمكانة فإنه لا تكون اشرف إلاّ بشرف نسبتها إلى  ( الله )
 وصاحبها إنما ينال شرفها بشرف النيّة والمقصد وان يكون القصد هو ( الله ) لا هوى النفس أو مصالح خفيّة في النفس .
 قال الله تعالى : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله  " ( إلى الله ) لا إلى نفسه ولا إلى فكره ونضجه ورأيه وفكره واسلوبه .. وإنما ( إلى الله ) ..
 ومعنى أن تكون الدعوة ( إلى الله ) أن تكون على الوجه الذي يرضاه الله ويحبه . . .
 فإنه لا يُتوصّل غلى ما عند الله بالمنكر والمحظور وما لا يحبه الله ويرضاه .

 والتباسط مع الفتيات بمثل هذه الصورة وبمثل هذه الطريقة  بحجة الدعوة إلى الله تلبيس من تلبيسات ابليس  على الانسان ليوقعه في شراك الفتنة .
 ولئن كان الرسول صلى الله عليه وسلم حذّرنا من فتنة النّساء فهو إنما حذّرنا وهو أرحم بنا واحرص علينا حتىأكثر من أنفسنا على أنفسنا .. ولذلك أخبرنا وهو الحريص الرحيم  " أن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء " .
 والله تعالى خلق الانسان مفتّنا ضعيفاً خاصة الرجل عند ذكر النساء . قال الله تعالى : " وخلق الانسان ضعيفاً " قال ابن عباس : ضعيفاً عند ذكر النساء . فهذا ضعف خاص بالرجل .
 فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذّرنا من فتنة النساء .
 والله تعالى يخبرنا أن الإنسان - سيماالرجل -  فيه ضعف  عند ذكر النساء .
 فذلك يعطينا مؤشّرات مهمّة  في التعامل مع النّساء  بالطريقة التي يرضاه الله تعالى  ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي نفس الوقت فيها مصلحة الطرفين بالنسبة للرجل والمرأة .

 ومثل هذا الانسان الذي يدّعي التديّن والدعوة ... ماذا سيكون موقفه من فتاة تتصل به ويتباسط معها ثم هو يدعوها .. ألا يشكّل هذاالأمر عندها  نوعاً من التناقض  ؟!
 فينسف بذلك في نفسها مصداقيّته وحسن نيّته لأنه إنما بدأ بأسلوب  ينتزع فيه هوى لنفسه ومصالح خفيّة وشهوة خفيّة يشبعها بمثل هذه الطريقة .

 الدعوة إلى الله لا اكون إلاّ على وفق ما يحبه الله " أدعوا إلى الله على بصيرة " لا على هوى أو شهوة خفيّة !

 ومثل هذا الانسان نسأله سؤال : هل يرضى لبناته أو بعض أهله من أخواته أن يتعامل معها داعية بمثل هذاالاسلوب من التباسط وفيض المشاعر والوجدانيات التي تثير في الفتاة الغافلة غريزتها او يأسر به عواطفها ليستغل ضعفها أو يتلاعب بها  بمثل هذه الساليب !!

 إن الله تعالى قد يكرم بعض عباده بنعمة ( القلم ) وحسن البيان  ، وروعة الكتابة وتدبيج الكلمات والعبارات ..
 هذه نعمة . .  لكن بعض الناس لا يشكر نعمة الله عليه بل يستخدم النعمة في الذنب والمعصية والإثم .. ومثل هذا يوشك الله أن يحرمه من نعمته ويحوّلها إلى غيره . .

 النصيحة لهذا الرجل أن يتق الله تعالى .. وان يستهدي بهدي القرآن في الدعوة .. فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو أحرص الخلق على الخلق وأرحم الخلق بالخلق .. ومع ذلك لما ساومه كفار قريش على أن يعبد الههم سنة ويعبدوا إلهه سنة  .. لم يستحب النبي صلى الله عليه وسلم لمطالبهم مع أنه كان بالإمكان أن يقول لعلهم اذا دخلوا في الدين سنة وذاوقا حلاوة الايمان تركواالكفر نهائياً ..
 ومع ذلك لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم بالتنازل أو التمييع  .. لأن التنازل عن القيم والمبادئ يجعلها هدراً عند الناس ولا يجعل لها قيمة عندهم  كما أنه في نفس الوقت هذاالتنازل لا يعطي صاحبه أي قيمة مهما ظن أنه ( يحسن عملاً ) !
 وقد قال الله : " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً . الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً " ..
 فواجب على الرجل أن يُذكّر ويتذكّر بهذه الاية ويقتفي أثر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة وأن يتخلّص من ادواء نفسه الخفيّة .. وان  يؤمن بيقين على أن الله مطّلع على ما في القلوب  " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور " .

 اللهم استرنا واكفنا   ..
 والله يرعاك .

12-11-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني