أنا وزوجتي في شجار دائم

 

السؤال

تزوجت فتاة منذ عامين و رزقت منها بطفلة أعاني من مشكلة و هي أن زوجتي عنادية في كل شيء بالرغم من معاملتها المعاملة الإسلامية الصحيحة و ألبي جميع طلباتها. تعاند معي في المسائل الدينية التي تخص حق الزوج علي الزوجة مثل الصيام بدون إذن الزوج في صيام التطوع منهي عنه فلابد من إذن الزوج و لكنها معترضة على هذا بالرغم من ذكر لها أحاديث النبي صلي الله عليه و سلم و أيضاً أمور كثيرة مثل حقها في العمل و أنا غير موافق لأن البيت و تربية الأولاد في احتياج لها. حتى إننا نسكن بشقة في المدن الجديدة التي يتم إنشائها للشباب و هي تبعد 7 كم عن مسكن عائلتها و مر عامين على زواجنا و نحن في شجار دائم حول هذه الشقة لأنها تريد أن تكون بجوار والدتها و تحب الزحام و لا تحب الهدوء بالرغم من اتفاقنا قبل الزواج أننا سنسكن في هذه الشقة وفي نفسها كانت رافضه هذه الشقة و أنا الآن إمكانياتي المادية لا تسمح حتى بتغير الشقة فماذا أفعل دلوني بالله عليكم لمنع هذا الشجار؟

29-01-2010

الإجابة

الأخ الكريم .....
يمّن الله كتابك وجعلك من أهل اليُمن واليمين، وألّف بين قلبك وزوجك على البر والطاعة.

أخي الكريم يبدو لي من رسالتك أن زوجتك فيها جانب مهمٌّ من الإيجابية، وذلك أن لها حرصاً وعناية بالتطوعات وتزكية النفس بالتقرّب إلى الله.
هذا الجانب الإيجابي الجميل في زوجتك يحتاج منك أن تنمّيه تنمية متزنة لا أن تهدمه أو تزيله.
ولذلك أخي الكريم تقبّل من أخيك هذه التوجيهات عسى الله أن يجعل فيها خيرا:
- لا تعش حياتك مع زوجتك على أنه حقوق وواجبات على طرفين ينبغي على كل طرف أن يؤدي حقه للآخر كما يجب، بل عش حياتك مع زوجتك على أنها حياة بناء لأسرة مسلمة تقوم بواجب العبودية لله تعالى في الأرض ويخرج من صلبها أمة تعبد الله.
وليكن الهدف من هذه العلاقة والرابطة الزوجية هو تحقيق هذه العبودية، فحين ننظر إلى الحياة الزوجية أنها حياة بناء غايتها عبادة الله تكون حياتنا أفضل مما لو نظرنا إلى الحياة الزوجية أنها حياة حقوق وواجبات على طرفين يلزم كل طرف أداءها للآخر!!
النظرة الشمولية للحياة الزوجية تذيب الخلافات بين الزوجين، وتجعل الحياة مرنة في التنازل  والتغاضي من أجل تحقيق الهدف الأسمى الذي هو (العبودية) وليس (المتعة والتمتع بالمباح)، وإن كانت المتعة المباحة أمر مطلوب لكن ينبغي أن لا يغيب عن بالنا الهدف الأسمى من هذه العلاقة الطاهرة.
- ساعد زوجتك على الطاعة والبر وشاركها كلّما وجدت إلى ذلك فرصة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا بالرحمة للزوج الذي يعين زوجته على الطاعة وللزوجة التي تعين زوجها على الطاعة فقال: "رحم الله امرأ قام من الليل فصلّى ثم أيقظ زوجته فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت فأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء"  فهذا التعاون الإيماني يثمر الرحمة بين الزوجين في حياتهما.
- حاول أن تجعل من زوجتك متوازنة في التقرب بالطاعات وبيّن لها أن الطاعات درجات فبعضها أفضل من بعض، فطاعة الزوج وتلبية رغبته حين يدعوها أوجب عليها من صيام التطوع، فإن صيام التطوع نفل وطاعة الزوج واجبة، والله تعالى يحب من عبده أن يأتي بالفرائض قبل النوافل، ولا تعرض عليها هذا الأمر من باب أن هذا حقاً من حقوقك الواجبة عليها، بل اعرضه عليها على سبيل التعليم والحرص على أن تبلغ بها الدرجات العالية في الطاعة، وأن هذه الموازنة بين الطاعات يزيد من أجرها ورفعتها.
فزوجتك ليست بحاجة أن تكثر عليها من الواجبات لكنها بحاجة أن ترتّب لها الواجبات والمهمّات.
- لا تنس يا أخي الكريم أن تعيش الحب مع كل توجيه توجّه به زوجتك اجعلها تشعر بحبك لها في كل توجيه وطلب وجاهد نفسك أنت أيضا على أن تجعل لغة الحب هي السائدة بينكما.. نظرة حانية وبسمة لطيفة وكلمة دافئة مع كل نصح وتوجيه له أثر في قبول زوجتك لما تريد.

أمّا بالنسبة لعمل المرأة (الزوجة) فإن كان ليس لك ولها فيه حاجة فالأولى تركه والتفرغ للبيت وتربية الأبناء، فإن هذا هو الميدان العملي الحقيقي للمرأة، وزوجتك بحاجة أن تفهم هذه المفارقة بين العمل الذي هدفه الكسب المادي (خارج البيت) والعمل الذي هدفه إنشاء جيل يعبد الله تعالى ويحمل همّ الإسلام (العمل داخل البيت)، فاطلب منها أن تحصر سلبيات وإيجابيات كلا العملين ثم تتفق وإياها على قرار يرضيكم من خلال ما يظهر لكم من سلبيات وإيجابيات العملين (العمل خارج البيت) و (العمل داخل البيت).
ثم إنه ينبغي عليك أن لا تقصّر معها في كفاية هذه الشهوة عند المرأة - أعني شهوة المال - وأن تجعل لها مخصصا يتناسب مع حالك وإمكاناتك.
أهم ما في الأمر أن لا تشعر زوجتك بأن هذا الأمر منك تسلّطاً وإنما حباً ومودة ورحمة، وذلك يكون من خلال الحوار والعرض والمناقشة معها فمن الضروري أن تشعر زوجتك أنك تحبها وأن ترى أثر هذا الحب على سلوكك وكلامك ونظرك وهمسك...

بالنسبة يا أخي لما ذكرته من أمر السكنى وأن زوجتك ترغب أن تسكن بجوار أهلها فإني أنصحك يا أخي الكريم:
- أن لا تقطع زوجتك من زيارة أهلها فاحرص على أن تكون لها زيارة دورية لأهلها حتى تسدّ به هذا البعد.
- ولا تصنع من هذا السكن مشكلة فتغاضى عن طلبها بلين وحب وحكمة لكن لا تعدها وعوداً غير حقيقية.
- اجلس معها جالسة هادئة صريحة لتشعر هي بحالك ووضعك وإمكاناتك فتحاول هي أن تتأقلم مع واقعك وحالك وإمكاناتك.
- أشعرها بحبك لأهلها من خلال اتصالك بهم والاطمئنان عليهم ومواصلتهم بالهدية والكلام الطيب.

أسأل الله العظيم أن يؤلف بينك وزوجتك على بر وخير وطاعة وأن يرزقكما الذرية الصالحة في هدوء وقرة عين..


29-01-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني