احببته ولم أستطع الارتباط به .. مشاعري تؤرقني

 

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاه في العقد الثاني من العمر .. منذ بضع سنوات أحببت رجلاً دون ان اخطط لذلك أو ان أبحث عنه .. بل كنت من اشد المعارضات للحب قبل الزواج .. رغم انه لم يكن ينقصني الحب ابدا في منزل اسرتي .. فنحن اسرة متحابه مترابطه .. ولكن هذا ماحصل حيث انني وجدت به مايجعلني ارتبط به يوما بعد يوم .. هو رجل يخاف الله .. طاهر القلب .. نقي السريرة .. تعلمت منه الكثير مما افادني في حياتي .. رأيت منه كل ماهو جميل .. ايقنت بأنه نصفي الآخر ولم اشأ ان اتخيل نفسي زوجة ً لغيره .. وقد قررنا الزواج .. وسعينا لذلك كثيرا وخططنا كثيرا ورسمنا مستقبلنا سويا .. ورفضت من يتقدم لي لأجله ولكن لم نستطع ان نتزوج فهناك مايعيق هذا الزواج .. فانفصلنا.. مشكلتي الآن .. وبعد ان انفصلت عنه بعد سنتين .. استطعت شيئا فشيئا ان أتأقلم على الحياة من غيره وان اعود للواقع واقنع نفسي بانه لن يكون جزءاً من مستقبلي .. لكن تعود الذكرى واعود على ماانا عليه حينما يتقدم أحداُ لخطبتي .. اعتذر بالاستخاره وانني لم ارتاح لهذا الرجل او اتحجج بحجج واهيه .. احيانا لا اجد فيمن تقدم شيئا جلي يجعلني ارفضه .. لكن ردي الرفض دائماً .. وانا اعلم في قرارة نفسي سبب كل هذا .. وابدأ بمقارنته بمن احببت .. فلا يمكنني ان اتصوره زوجاً لي بدله ولا شريكا غيره .. وابدأ بالتفكير به .. واعلم انني اذا تزوجت يجب ان احترم زوجي وان اصونه ولا افكر بغيره حتى وان كان بيني وبين نفسي .. وانا لن استطيع ذلك ! العمر يتقدم بي .. واصرار الاهل ورغبتي في اراحة عائلتي بأن تطمئن علي يجعلني اشعر بتأنيب الضمير .. فهم لا يستحقون مني ان اؤذيهم .. ارجو ان اجد حلاً لما انا فيه ولكم جزيل الشكر

31-08-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يديم بينكم حياة الود والرحمة وأن يختار لك ما فيه خيرك وصلاحك ...
 
 أخيّة . .
 أهنّئك حقيقة على كريم فضل الله عليكم بعائلة متوافقة  يحب بعضها بعضا ..
 أسأل الله العظيم أن يدم بينكم ..

 أخيّة ..
 أقرأ في كلمات  وعياً ناضجاً .. وهذا ما سيساعدك بإذن الله على تجاوز مشكلتك ..

 - الزواج يا أخيّة ..
 ليس علاقة ( حب ) ..
 ولا هو ( حياة ورديّة ) !
 ولا هو ( نزهة سياحيّة ) !
 الزواج ( مسؤوليّة ) ..
 مسؤوليّة عبادة ..
 ومسؤولية بناء ..
 ولأنه  ( مسؤوليّة ) فهذا يعني أنه محفوف بالمكاره والتحديات والعقبات على ما يكون فيه من لذاذات وملذّات مباحة .
 ولذلك من الخطأ يا أخيّة أن نتوقع ( حياة زوجيّة )  كعلاقة ( حب قبل الزواج ) !
 علاقة الحب قبل الزواج علاقة خارج نطاق ( المسؤوليّة ) !
 والعلاقة عندما لا يكون فيها مسؤوليات فإنه يغلب على طرفيها ( التكلّف ) و ( التزيّن )  لبعضهما البعض .
 فائدة ( المسؤوليّة ) أنها مثل ( النار ) بالنسبة لـلـ ( ذهب ) .. فالنار تصفّي الذهب .. ولأنها ( نار ) فهذا يعني أنها تحرق وتُلهب وتؤلم ليصفو الذهب ..
 هذا هو  دور ( المسؤوليّة ) في العلاقة الزوجيّة أنها تكشف الوجه الحقيقي لكل طرف  ..
 في العلاقة قبل الزواج ليس هناك أي واجب عليك تؤدّيها تجاه الطرف الآخر ..
 لكن حين يكون هناك التزام بواجب تجاه الطرف الآخر  فإن ذلك يعني نوع مشقة  والنفس بطيعتها تحب أن تتخفّف من المسؤوليات تجاه الطرف الآخر .. لأن شعورها بوجود مسؤوليات يشعرها بوجود رقابة اجتماعيّة ونقد لتصرفها  .
 هذا شيء ..
 هناك شيء آخر  يميّز بين العلاقتين :
 علاقة الحب قبل الزواج علاقة ( يزيّنها ) الشيطان وهي خطوة من خطواته  لايقاع المحظور ، ولك أن تلاحظي  مصداق هذا فيما تلاحظينه على نفسك من عزوف عن الزواج وربما ( رفض ) الكفؤ دينا وخلقاً بسبب خطوة لم تكوني لتحسبي لها حسابها !
 وقد صدق الله  إذ قال : " يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر .. " .
 أنت تقولين في وصف العلاقة السابقة ( نقي السريرة ، طاهر القلب ، يخاف الله ) !
 ألا تلاحظين أن هذه الخطوة التي كنتِ ترينها بهذاالمنظار ( المثالي ) هي التي جرّتك إلى هذا الحال الذي يكاد أن يكون أقرب إلى الوقوع في المنكر بالعزوف عن الزواج  وردّ الكفؤ .. وتحزين والديك !

 نظرتك كانت ( مثاليّة ) جداً .. وحسن اقول مثالية لا يعني أنّي أتهم الرجل بقدر ما أقول أنه مهما يكن فهو ( إنسان ) كما أن فيه مميزات ففيه عيوب ..
 لكن دعيني اسألك .. هل الخوف من الله يدفع الشاب إلى أن يعلّق قلب فتاة به باي وسيلة كانت ؟!
 تذكّري .. أنا لا أتهم .. بقدر ما اقول أنك كنت مثاليّة في الوصف .

 الأمر الآخر .. قلنا أن العلاقة قبل الزواج ( يزيّ،ها الشيطان ) وفي المقابل فإن الشيطان ( يؤزّم ) العلاقة بعد الزواج !
 الشيطان من مصلحته أن تكون هناك علاقة بين طرفين خارج إطار الزوجيّة  .. لذلك هو يزيّنها حتى  ببعض السنن والمباحات !
 ومن مصلحة الشيطان أن يفرّق بين الزوجين ..
 لذلك  تخطئ الفتاة التي تتوقع أن تكون علاقتها الزوجيّة  بنفس ( ورديّة )  و ( رومانسيّة ) العلاقة قبل الزواج !
 بل على العكس .. لربما استغل الشيطان هذه العلاقة السابقة في إحداث فجوة أو ثغرة أو هوّة بين الزوجين في علاقتهما إن هماارتبطا !

 أخيّة ..
 وقع الحب ..
 وبذلتما الأسباب التي تجمعكما  في إطار مشروع ..
 ومع ذلك وجدت أن الله لا يختاره لك ..
 أفلا ترضين بمااختاره الله لك ؟!
 وهل تتوقعين أن اختيار الله لك  لم يراعِ فيه اللطف بك والعلم بحاجتك وحالك .؟!
 اقرئي ان شئت قول الله : " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " ولاحظي كيف جمع بين صفتي ( اللطيف ) و ( الخبير ) .. مما يعطي المؤمن يقيناً بأن ما اختاره الله له هو عين اللّطف به لأن الله أعلم بحالك وحاجتك وبما في مكنون صدرك ورغبتك ...
 أفلا تحمدين الله تعالى أن صرفك عنه  وصرفه عنك .. فإنك لا تدرين لو كانت بينكما حياة لربما  صدمت به صدمة عنيفة  ربما تكون عواقبها وخيمة !!

 أخيّة ..
 إنّي أُكبر فيك عقلك ونضجك .. أن تفكّري بنور ( الله )  ، وان تلاحظي لطف الله بك ..
 فإن هذا الشاب مهما بلغ في طهره ونقاء سريرته فلن يكون بك أرحم من ربك ولا ألطف بك منه ..
 اقرئي  بيقين : " وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرُ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون "  نعم ردديها بإيمان : " والله يعلم وانتم لا تعلمون " !

 وإن الانسان ليوشك أن لا يقبل بخيرة الله له فيبتليه الله  بهواه فيهلكه !

 أنصحك أخيّة . .
 أن لا تردّي خاطباً تجدين أنها كفؤً لك في دينه وأخلاقه بحجّة  ما تجينه من شعور تجاه ذاك الرجل !
 يكفيك أن تدافعي هذا الشّعور  بشعور الرضا والاطمئنان إلى اختيار الله  وان الله يرعاك بعينه في حكمه  وقدره ..
 فأقبلي على الله واقبلي بخيرته ..
 والله يرعاك .

31-08-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني