لا أحب الأطفال .. وزوجي يجحد تعبي !

 

السؤال

السلام عليكم انا امراة متزوجة من 6 سنوات ولي 4اطفال اعمارهم على التوالي 5 سنوات 4 سنوات 3سنوات 6اشهر وهم مشاكسون كثيرا ومتعبون ومزعجون وانا لااحب الاطفال بشكل عام وقلت لزوجي ذلك قبل ان يعقد قرانه علي وكان متقبل لكلامي عن كرهي للاطفال ولكن الان يحملني فوق طاقتي في تربية الاطفال وبعد ذلك يجحد كل اعمالي وتعبي مع الاطفال علما بانه ليس لدي خادمة وانا من خارج الكويت اي ليس لدي في الكويت اي اقرباء وليس لدي اي مشكلة مع زوجي سوى الاطفال وازعاجهم ومشاكساتهم افكر بالانفصال عن زوجي والعودة الى بلدي لاني لم اعد استطيع تحمل الاطفال وجحد زوجي لتعبي وعملي كأم وخادمة ومربية افيدوني افادكم الله ماذا افعل ... وجزاكم الله خيرا

27-08-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح لك في ذريّتك وأن يجعلهم قرّة عين لك ..

 أخيّة ..
 هنيئا لك ثم هنيئاً لك البشرى ..
 نعم .. لأنه لايمكن لامرأة أن تحظى بمثل ما حظيت به إلاّ أن تكون  أعطيت مثلك ..
 هنيئا لك أن أصبحت ( باباً ) من ابواب الجنة لأنك ( أم ) !
 إنك بغير صفة ( الم ) لا تكونين كذلك ..
 وهنيئا لك ثم هنيئا لك .. أن ميّزك صلى الله عليه وسلم بالبرّ في قوله : " أمك ثم أمك ثم أمك " .
 إنك لم تكوني لتنالي هذا الشرف والفضل لو لم تكوني ( أم ) !

 أخيّة ...
 الانسان مخلوق في هذه الحياة لا ليرتاح فيها !
 لأنها في الأصل مطبوعة على الكدح والتعب .. فإن لم يكن لك كدح في الأبناء والأطفال .. فإنه سيكون لك كدح في غير ذلك .. ولا يوجد كدح وتعب أهون من تعب .. فإنك لا تدرين ما هو الغيب الذي لك أو عليك .
 
 لذلك أخيّة ..
 الراحة ليست في الانفصال ..
 ولا في الطلاق ..
 ولا في أنه لا يكون لك أطفال ..
 لأن كل حال له من المسؤوليات والتبعات والتحديات والمتاعب ما ليس في الحال الآخر ..

 راحتك هو في ( الرضا ) ..
 الراحة هي : أن تعيشي واقعك .. ولا تعيشي الأماني !
 الراحة أن تستمتعي بما وهبك الله ..
 اقرئي .. الله يقول " يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذّكور " لاحظي إنه يقول ( يهب ) ولم يقل يرزق . أو يعطي !
 وإنما قال ( يهب ) .. فالأطفال ( هبة ) من الله .. فمن هذا الانسان الذي يضجر من ( هبة ) الله !!

 أخيّة إننا نشعر بالألم بالقدر الذي نشعر فيه بعدم الرضا ..
 وعلى قدر اتساع شعورنا بعدم الرضا على قدر ما يتسع شعور الألم فينا ..
 لكن أخيّة ..
 جرّبي أن تعيشي حالة من ( الرضا ) و ( الشّكر ) .. وأن تنظري للأطفال من الوجه المشرق ..
 الأطفال هم الذين يمنحونك عمراً إضافيّاً على عمرك ..
 يقول صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث - وذكر منها - أو ولد صالح يدعو له .. "
 يالله ... يموت الانسان ولا يزال عمره يجري بعد موته بدعاء هذا الولد الصالح !
 خبريني يا أخيّة .. ألا يسرّك أن تلقي الله وتجدين أعمالاً صالحة تلحقك لم تكوني عملتيها لكنها لحقتك ببركة دعاء الابن الصالح .؟!

 أخيّة ..
 انظري لهذاالوجه المشرق في الأبناء والأطفال ..
 وبدل من أن تتضجّري منهم .. استمتعي بتربيتهم ..
 استمتعي بالصبر على تعليمهم وتوجيههم وإرشادهم .. لأنك والحال هذه تكونين في عمل صالح وقربة من أحب القرب إلى الله .
 وما قيمة حياة الانسان إذا كان يريد التخفّف من التقرّب إلى الله ؟!

 أخيّتي ...
 الاطفال هكذا هو طبعهم .. المشاكسة والعناد  والتهور  وما الى ذلك .. ولعلك لو رجع الزمان بك إلىالوراء لتلاري نفسك وانت في مثل أعمارهم .. هل كنت تفكرين بمثل تفكيرك الآن ؟!
 
 أخيّة ..
 إن مما يخفّف عليك من ملاحظة مشاكستهم والتأثر بها سلباً هو أن تمتلئي رضا بما قسم الله لك .
 انت تختارين لنفسك أن تكوني بلا أطفال ..
 ومع ذلك : الله يختار لك أن تكوني بأطفال ..
 أفلا تعتقدين أن اختيار الله لك هو الاختيار الأرحم والألطف بك ؟!
 اقرئي إن شئت : " وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون "
 قفي .. كرريها بهدوء .. تأمليها بإيمان : " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " .

 صدقيني أخيّة  .. من أهم الوسائل لجذب زوجك وتأليف قلبه ، أن تشعريه باهتمامك بالأطفال ... رعاية وتأديباً وتزيينا وتجميلاً ..
 جرّبي .. أن تستقبليه يوماً  من دون أن تتشكّي إليه من اذى البناء أو تعبهم ..
 جرّبي .. أن يدخل البيت يوماً ويرى أطفاله في أحلى لباس  ويستقبلونه أحسن استقبال بالحضن والتقبيل .
 جرّبي .. أن تدعي بصدق أمامه أن يصلح الله لكما في ذريّتكما ..
 جرّبي .. أن تتكلمي معه بشأن تربية الأولاد وطموحك فيهم وماذا تريدين منهم أن يصبحوا ويكونوا ..
 ستجدين أن هناك أرضيّة مشتركة بينك وبينه ..
 وستجدين منه أنه لا يجحدك ولا يجحد تعبك ..
 
 هو الآن يجحد تعبك لأنه يشعر أن رعايتك  وتعبك هو تعب اضطراري وليس اختياري ..
 يعني أنت مضطرة لهذاالتعب ..
 لكن أشعريه أنك تستمتعين بتربية أبنائك وتعليمهم وتحرصين على ذلك ..

 أخيّة ..
 خذيها قاعدة في حياتك ..
 ليس هناك  وقت أفضل من الآن لتكوني فيه سعيدة .
 وتأكّدي .. أن أولادك هم رأس مالك ... ففي يوم ما ستحتاجين إليهم - ولابد -

 الدراسات النفسيّة تثبت أن الحمل ( غيرالمرغوب فيه ) يؤثّر سلباً على نفسيّة الجنين ويؤثّر على مستقبل حياة الطفل ..
 لذلك جاهدي نفسك  وجاهدي وجاهدي واجتهدي أن تملئي قلبك بـ ( الرضا ) وأن تتذكّري أنهم ( هبة الله ) . وعلينا أن نعطي هذه الهبة حقها من الشّكر والتقدير والامتنان .

 أخيّة ..
 أنصحك :
 - أن تقتني بعض الكتب والأشرطة التي تتكلم حول تربية الأطفال واساليب التعامل معهم .
 هناك كتاب اسمه  ( الأطفال المزعجون ) للدكتور مصطفى أبو سعد .
 - أن تحضري بعض الدورات التدريبيّة في فنون الوالديّة .. اسألي عنها ستجدين منها الكثير والكثير سيما في الكويت .
 - أن تكثري لأبنائك من الدعاء بالصلاح وحسن الحال . وتأكّدي أن من الدعوات المستجابة دعاء الوالدين لأولادهم .. فلا تبخلي عليهم وعلى نفسك بأن  تجعلي لهم من ليلك حظّاً بالدعاء .

 اسأل الله العظيم أن يوفقك ويختار لك ما فيه خيرك ويصلح لك في ذريتك .

27-08-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني