لا استطيع أن أفهم خطيبي

 

السؤال

لا استطيع أن أفهم خطيبي رغم المكالمات المستمرة والتي بدأت تتناقص مؤخرا أظنني صرت أتضايق من طريقته التحقيقية معي والمؤلم انه في اغلب مكالماته بل جميعها لا يريد أن يتكلم عن غير الحب والشوق برغم من أنني لا أحس انه فعلا يشتاق إلي أرجو المساعدة سريعا هل أتجاهله ولا أرد على مكالماته؟ هل أتجاهل هذا الشعور وأستمر معه كالمعتاد؟ مع العلم أنني فعلا أحبه وأشتاق إليه أرجو الرد سريعا و شكرا

10-07-2010

الإجابة



الأخت الكريمة..
بارك الله لك وعليك وجمع بينك وزوجك على خير.
لا أدري في عرفكم على من تطلقون (خطيب) هل تطلقونه بعد إتمام عقد النكاح، أو تطلقونه على الرجل عند طلبه خِطبة البنت من ولي أمرها قبل أن يعقد عليها!!

فإن كان خطيبك هذا بعد لمّا يعقد عليك عقداً رسميّاً، فإنه في هذه الحالة لا يزال يعتبر أجنبياً عنك ولا يحل لك ولا تحلين له، وعلى هذا فلا يجوز أن يكون بينكما كلامٌ فيه خضوع وإثارة للعواطف والغرائز.
ووصيتي لك في هذه الحالة:
- أن تقطعي هذه المكالمات بينك وبينه لأنه بعد لم يحل لك.
- أن تستخيري الله عز وجل في اختيار هذا الرجل شريكاً لك في حياتك.
- قبل أن تختاري انظري وصية النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الرجل المناسب حيث أوصى صلى الله عليه وسلم به بقوله: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" فاحرصي على أن يتوفر في هذا الرجل شرطا: الدين والخلق. وتذكري أن البناء على أساس صحيح يثمر بناء قويّاً متماسكاً في مستقبل الأيام.
- لا تنسي أن تستشيري أهل الرأي والحكمة من أهلك في اختيار هذا الرجل ومناسبته لك على ما فيه من وصف.

أما إن كان خطيبك هذا قد تم بينك وبينه عقد النكاح، فإنه في هذه الحالة صار زوجاً لك تحلين له ويحل لك ويجوز لكما ما يجوز للزوج مع زوجته.
وهذه الفترة بين العقد وإتمام مراسم الزفاف نسميها عندنا أيام (الملكة)..
وهذه الفترة فترة ذهبية بين الزوجين فإن كان هذا هو حالك فإني أوصيك هنا بأمور:
- أن لا تطول هذه الفترة - أعني أيام المِلْكة - بينك وبين زوجك لأنها غالباً ما تُبنى فيها المواقف على العواطف والسباحة في بحر الخيال الذي قد لا يكون واقعيّاً في التعبير عن الحب والشوق والاشتياق، الأمر الذي قد يؤثر على حياتكما سلباً حين تقترنان ويظهر لكل منكما عيب الآخر الذي كان يخفيه أيام كانت تحلّق بكما خيالات العواطف والمشاعر.

- المرأة بطبيعتها عاطفية أنثوية تميل إلى ما يشبع هذه الغريزة فيها.
قد توفقين بزوج يرعى هذه الطبيعة فيك فاحمدي الله على ذلك، لكن إن كنت لا تجدين هذا في زوجك فاجتهدي على صناعة العاطفة في زوجك ليبادلك بها، وذلك بأن تمنحيه حبك ومصارحتك له بالحب في كلامك ومخاطبتك ورسائلك.
وشيء جميل أنه يحب الكلام حول هذا ويرغب فيه فاستغلي هذه الرغبة سيما وأنك أنت أيضا تشعرين تجاهه بالحب والشوق مما يجعل المهمة يسيرة عليك في صناعة العاطفة والدفء عند خطيبك - زوجك -.

- لا تتعجلي في الحكم على عواطف زوجك الآن.
الوقت لم يزل بعد قصيراً جدّاً للحكم على عواطفه وأنه غير جاد في ذلك. بدل أن تشغلي نفسك بهواجس هذا الحكم اشغلي نفسك بمحاولة الوصول إلى قلبه ومعرفة مفاتيح ذلك.

- تحدثي مع زوجك فيما يحب وحاولي أن تتأقلمي نوعا ما في إطاره حتى تكوني أقرب أليه وأقدر على تسيير دفّة الحوار بينكما.
- لا تحاولي أن تقطعي حديثه حين ترغبين في الحديث عن موضوع آخر، لكن حاولي أن تكوني لبقة في تحويل مدار الحديث باستخدام أصل الحديث الذي يدور بينكما، فمثلا لو كان حديثكما عن الحب والشوق لبعضكما، وأنت ترغبين الحديث حول (اختيار غرفة النوم مثلا) فبدل من أن تقولي له ما رأيك لو نؤجل حديث الحب ونتكلم حول (الغرفة) - لربما ضجر أو فهم منك أمرا آخر - لكن قولي له: ما أجمل الحب حين تتحقق بين المحبين الأمنيات.. إن أمنيتي أن أسعد بك وتسعد بي.. ومن أمانيّ أن تكون لي غرفة نوم كذا وصفها وكذا..
وهكذا تحولين دفّة الحديث بطريقة لبقة من غير أن تقطعي جوهر أصل الحوار بينكما.

- الأسئلة التحقيقية!!
ينبغي على الزوج أن يتجنّب هذا النوع من الأسئلة مع زوجته، خاصة الأسئلة المباشرة التي ربما لها أثر في جرح مشاعر زوجته، وربما أثار عندها شكوكاً أو أحوالاً قد لا ترضيهما.
وواجبك أنت أيتها الزوجة حين يكون زوجك كذلك أن لا تضطري زوجك إلى مثل هذه الأسئلة!!
وذلك بأن تفهمي ماذا يريد زوجك، وما هو الحديث الذي يركّز عليه دائماً، فإذا عرفتِ ذلك منه فلا تضطريه إلى السؤال بل بادريه أنتِ بالكلام حول ما يريد واسردي له ما يحب، واحذري من التهرّب غير اللبق من الأسئلة التي يوجهها إليك.

- أفضّل أن لا يطول بينكما اتصال أو حوار هاتفي.
كلّما كان الحوار وجهاً لوجه كان أحب إلى النفس وأقر للعين، لأن العين تعرف الجواب من حال محدثها حتى لو لم تسأل أو تسمع الجواب فإن للعيون لغة.
وكلما كان الحوار هاتفياً افتقد الطرفان لغة العيون مما يضطرهم أو يضطر أحدهما إلى الإغراق في التفاصيل والجزئيات التي قد تكون محرجة نوعاً ما للطرفين أو لأحدهما.
ولذلك بدلا من أن يطول حديثكما على الهاتف، ليكن حديثاً مباشراً وجها لوجه في زيارة قصيرة يشعر كل منكما بقرب الآخر منه.

تذكري يا أختي الكريمة.. أن التعجّل في الحكم أو اتخاذ القرار قد يُبقى أثراً نفسياً سلبياً فما يكاد حتى يظهر على لسلوك والتعامل، ولذلك لا تتعجلي في اتخاذ قرار أو بناء حكم في أي شأن لك.. لأن ذلك سيكون هو الدافع الذي يدفع السلوك!!

أسأل الله العظيم أن يقسم لك خيراً وأن يقر عينك بما قسم لك وأن يسعدك وزوجك.

10-07-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني