هل هذا فعل الدعاة

 

السؤال

أخي الفاضل تزوجت من 4 شهور من رجل يقال عنه تقي وأنا فعلا وجدته يصلي ويعاملني معامله طيبه وفرح بي كثيرا المشكلة أنني رأيته يحب الجلوس على الإنترنت كثيرا ويقفل الباب عليه وأخذتني الظنون والشكوك إلي أن وقفت له وقفة وسألته مع من تقضي الأوقات في الإنترنت قال لي أنه يعمل خير للمجتمع بأنه سيقضي على الزنا فهو يعمل في موقع للدردشة ويدخل البنات للحديث فيكلمها ويسأل عن عمرها وهكذا ثم يقول لها أنت زانية ومنيو... وأمك...... وأبيك...... وأن الرجال يجامعون المرأة ثم يتركونها في الزبالة وكلام كثير وكثير ويلاحقونها من موقع لآخر وهكذا يحاولون يعرفون من هي, سب وشتم طول اليوم يفهمون البنت أن الرجل خائن لا أمان له هذه شغلته يجامع البنت ثم يدوس عليها كل هذا الكلام شاهدته بنفسي معه حاولت أتمالك نفسي أمامه وقلت لأختي أدخلي الموقع حتى نتأكد من صدقه وفعلا لما دخلت الموقع وجدنا العجب العجاب؛ يضعون صوره لرجل وامرأة عرايا ويقولون للبنت أنت مثل التي بالصورة. تفاجأت في زوجي,, كان في صورة المنتقم بلا رحمة كلامه جارح يحتقر المرأة سيئ النية. أنا الآن أرجف ومنهارة من شدة ما رأيت لم أعد أثق فيه ولا أستطيع أن أأتمنه على نفسي أخاف الله ينتقم منه فيني وفي أولاده. يقول أن أحد المشايخ الثقات أجاز له هذا العمل والغريب أن جميع الدردشات في الإنترنت كلها بهذه الصورة أرجوك اعرض هذه المشكلة في الموقع. المشكلة أشك أنني حامل ماذا أفعل الرجاء إعطائي حل أخاف أقول لأهلي يسقط من أعينهم وتكبر المشكلة هو مصر على موقفه وأنا لا أستطيع أن أسمح له أن يقترب مني أخاف أذكر كلامه عندما يقول البنات حقيرات ومنيو...... لو ما هن راضيات ما كان الرجال زنوا. وأذكر نظرات وجهه وهو ينتقم من البنات في الدردشة صورته تظهر لي. في حاجز قوي بيننا أنا الآن في غرفة وهو في غرفة. الرجاء عدم التأخر علي أرجوكم أبعثوا لي برسالة على هذا الإيميل مع عرضها في الموقع.

29-06-2010

الإجابة

 
أختي الفاضلة / إيمان..
أسأل الله العظيم أن يبارك لك في زوجك وأن يسعدك وإيّاه في ظل طاعته..

أختي الكريمة...
لا أدري أخيتي ما الذي يقلقك!!
أيقلقك نظرة زوجك للمرأة واحتقارها ونظرته للرجل بأنه مخلوق انتهازي؟!
أم يقلقك محادثة زوجك للنساء بحجّة النصيحة وعمل الخير؟!

وتحديد موطن المشكلة بدقة هو أول خطوة لنجاح الحل والعلاج..
أمّا إن كانت الأولى..
فإن الذي أفهمه من واقع ما كتبت في رسالتك أن زوجك إنما يصف النساء والرجال بمثل ما وصف في واقع وفي ظرف معيّن وهو: في حالة ما إذا كانت هناك علاقة غير شرعية بين الرجل والمرأة فالرجل في مثل هذا الظرف نعم يعتبر ذئباً لا يحترم إنسانيّة نفسه قبل أن يحترم إنسانيّة المرأة التي غشّها وخدعها ليظفر بها صيداً سميناً!!
وكذلك الفتاة التي تعرض زينتها وشرفها وعفافها وتجعل ذلك سلعة رخيصة لكل دنيء حقير فإنها تنزع من عليها جلباب الحياء والتقدير والاحترام!!

في هذا الإطار تبقى هذه النظرة إلى حدٍّ ما واقعيّة حقيقية.. لكن جرُّ هذه النظرة عموما على النساء والرجال فذلك هو الميل والانحراف في المفاهيم!!

فإن الإسلام لمّا جاء حطّم أغلال الجاهليّة التي كانت تفرضها على المرأة من نظرة الاحتقار والعار والإهانة واعتبارها هي والشيطان وجهان لعملة واحدة!!
هذه النظرة نظرة جاهليّة حطمها الإسلام وألغاها..
وليس المجال ها هنا سرد مظاهر تكريم الإسلام للمرأة وتقديرها والاعتزاز بها كامرأة مسلمة صالحة حصان رزان..

المقصود أخيتي.. أنه ينبغي أن تفهمي كلام زوجك في حدود الإطار والظرف المعيّن الذي ذكرته لك سابقاً وأن لا تفهمي كلامه على عمومه!!
على أنني أقول أنه لابد أن نفرّق بين المضرة وبين أسلوب التعامل مع المنكر أو الخطأ..
الذي أراه أن هذا الفعل ليس فعل الناصحين، ولا أعتقد أن شيخاً - فضلا عن أن يكون ثقة - يرضى أن يفتي بمثل هذا الأسلوب وهذه الطريقة على أنها سبيل من سبل الدعوة وإصلاح الناس..
فإن منهج الإصلاح لا يكون بالسب والشتم والتحقير وعرض الصور الفاضحة ومشاهدتها ونشرها بين الناس بحجّة الإصلاح.. بل إن هذا باب من أبواب إشاعة الفاحشة بين الناس - من حيث شعر أم لم يشعر - والله تعالى يقول: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" لأن نشر الصور العارية الفاضحة مما يسبب الفتنة والافتتان والانحراف والانتكاس ونشر الفاحشة بين الناس.. فلئن كان يحرم عليه أن
يشاهدها فكيف يجوز له أن يضعها في موقع وينشرها بحجّة الدعوة والإصلاح.. إن هذا باب من أبواب تلبيس إبليس على بعض من ينتسبون إلى الدعوة أو يتلبسون بها من غير علم ولا بصيرة..

أمّا إن كان يا أخيتي يقلقك من زوجك خلوّه بـ(الانترنت) ومحادثته للفتيات..
فإن هذه المشكلة لا تحلّ بالهجران بقدر ما تُحلّ بالتفاهم والحوار والإشباع العاطفي من جهتك لزوجك، وأن تفهمي المشكلة في إطارها وأن لا تخرجي في حوارك ونقاشك إلى قضية نظرته للمرأة وتحقيره لها بقدر ما يكون نقاشك منصبٌ على قضية حواره للفتيات أياً كان هذا الحوار!!

نصيحتي لك أخيتي:

- أن تطلبي من زوجك أن يجعل جهاز الانترنت في مكان عام من البيت.

- أن تقللي من مخاوفك وان تتملّكي أعصابك فالمشاكل لا تواجه بالانهيار والهروب والبكاء بقدر ما تواجه بالتفاؤل والحوار الهادئ وحسن الظن.

- لا تجعلي الشكوك والظنون تحاصرك.. بل اكسري هذا الحاجز بحسن الظن المصحوب بالإيجابيّة في التعامل.. إذ لا يكفي أن تمنحي زوجك الثقة فقط.. بل لابد أن تجتهدي في أن تبني حاجزاً وقائيّاً لزوجك يمنعه من الانجرار وراء فتنة النساء ولو كان بحجّة الدعوة والإصلاح.. هذا الحاجز الوقائي اصنعيه بـ(عبارة الحب وحسن العشرة والتبعّل والتجديد والابتكار في علاقتك مع زوجك..)
وحاولي دائماً أن تصنعي له الإغراء لتكون غرفة النوم أحب إليه من جهاز الانترنت!!

- طالما وأن زوجك عنده همّة لعمل الخير فابتكري له مجالات (آمنة) لعمل الخير بعيدا عن هذه الترهات والتلبيسات الابليسية.. كأن تطلبي منه أن يساعدك في إعداد برنامج عائلي دعوي للأهل والأقارب والأرحام، ويتابع هذا البرنامج.. فإنه مأمور بإصلاح أهله أولاً قبل أن يصلح الآخرين - ولا تعارض بين الأمرين-
لكن المقصود هو في ترتيب الأولويات من حيث الاهتمام والجهد.

- أكثري أخيتي من الدعاء والاستغفار...
واكرر عليك أخيتي.. لا تتركي زوجك فريسة للضياع.. أعتقد أنه الآن أحوج إلى قربك منه واحتوائك له ومحاولة سحبه من هذا المستنقع الآسن بحكمة وهدوء وصبر وبذل وتسامح ودعاء..

دعواتي لك بصدق أن يسعدك الله وزوجك في ظل طاعته.

29-06-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني