هل المعاصي تمحق البركة

 

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و اشهد أن لا اله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام و بعد إنني من المعجبين بك كثيرا و المتأثرين بك و بفكرك و محاضرتك يا شيخنا كثيرا ما تحدث لي أشياء في حياتي و لا أجد لها تفسيرا مثلا في قضية المال فعندما تجتمع لي بعض المال تتراكم علي الحاجيات حتى لا يبقى إلا القليل من هذه الدراهم و كذلك عندما أقرر فعل شيء ما في المستقبل و اخطط له فتجدني قد بددت ذلك المال الذي كنت انوي به فعل ذلك الشيء!! فما معنى هذا يا شيخنا؛ و هل للمعاصي دور في ذلك!! وما حق التوكل؟! و هل عندما اخطط لشيء ما لا أذكره لأحد؟! و الشيء الثاني انه تم الظلم علي و تم تحويلي إلى مكان يبعد على مقر سكني بي 90 كلم بعدما كنت اعمل قرب مسكني بي 50 متر مما جعلني اضطرب في معنوياتي و لا استطيع الذهاب للعمل لبعد المسافة و التعب و كثرة المصاريف و لكن اطلب منكم يا شيخنا في هذه الأيام العشر من ذي الحجة الدعاء لي عند قيامكم الليل و يوم عرفة بالفرج و البركة و الفتح و المغفرة و الهداية و حب الناس لي و رضا الوالدين و البركة في الأهل و المال و الأولاد و الرجوع إلى مكان عملي الأول كما اطلب منكم النصيحة. وفقكم الله لما يحبه و يرضاه و جعلكم دائما في خدمة الإسلام و المسلمين أخوكم الضعيف: عبد الرشيد تواتي

28-05-2010

الإجابة


 

الأخ الفاضل/ عبد الرشيد تواتي.
وشكر الله لك حسن ظنك، ورزقنا وإياك الإخلاص والثبات...
أخي الكريم...
إذا حصل للإنسان مال أو خرج في طلب مال ورزق فليحرص أشد الحرص على أن يطلب ماله ورزقه من حلال وأن لا يخلط ماله بحرام أو يطلبه من حرام، فإن المال الحرام ممحوق البركة وربما أنه كان كثير العدد لكنه قليل البركة والنفع.
فاحرص أخي على المكسب الحلال، وطهّر مالك بأداء حق الله تعالى فيه من الزكاة الواجبة، واجعل لنفسك برنامجا يتناسب مع دخلك للإنفاق على الفقراء والضعفاء، فإن الإنفاق من المال يزيده وينمّيه ويجعل بركته ظاهرة محسوسة ملموسة.
وأعلم أن المعصية لها أثرٌ أيضا في محق بركة الرزق كما أُثر ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأكّد على هذا المعنى شيخ الإسلام ابن القيم يرحمه الله في كتابه النفيس (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)، والله تعالى يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (الطلاق: من الآية2-3) مما يدلك على أن تحرّي التقوى والبعد ما استطعت عن المعاصي والآثام يزيد حياتك ومالك وأهلك بركة ونفعاً.
أمّا التوكل فحقيقته هو حسن الظن بالله مع بذل الأسباب والعمل، فلا يعمل الإنسان ويجتهد في عمله وكسبه وهو لا يُحسن الظن بربه!!
ولا يصحّ أن يحسن الظن بربه ويقعد في بيته ليأتيه رزقه!!
بل لابد من اجتماع الأمرين: حسن الظن بالله مع بذل الأسباب والعمل.
أخي الكريم...
إذا كنت لا تحسن التصرّف في مالك فلا بأس أن تستعين ببعض إخوانك أو والدك أو والدتك أو من تراه أكثر رجاحة في عقله وأحرص على الأمانة وأحرص على النصيحة والتناصح واطلب منه أن يساعدك في تدبير بعض أمرك.
وإن من المهم في التخطيط أن يكتم الإنسان ما يخطط له إلاّ عن بعض أصحاب المشورة من أهل العقل الراجح، فقد جاء في الأثر: "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
هناك بعض الدورات التدريبية التي تكسب من يلتحق بها بعض المهارات في التعامل مع الذات والتخطيط وبناء الأهداف.
ما ذكرت يا أخي من بُعد مسافة عملك قد لا يكون أمر مزعجاً بالدرجة التي تؤثر على نفسيتك لأن المؤمن يعلم أن ما يقع عليه من قضاء وقدر إنما يقع بحكمة من الله تعالى، وأن المقدّر عليه هو الخير له، وإننا نعرف من آبائنا وأجدادنا أنهم كانوا يرحلون ويتغرّبون عن ديارهم في سبيل لقمة العيش الحلال، فلماذا نستصعب نحن بعض الكيلوات في سبيل طلب الرزق الحلال.
وصيتي لك أخي الفاضل أن تطهّر قلبك من الحقد والغل على إخوانك مهما أساءوا إليك وأن تتحلى بالصبر وأن لا تنسَ اللجوء إلى ربك والانطراح بين يديه وسؤاله التوفيق وحسن المكسب.
أسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه وأن يغنيك بفضله عمن سواه وأن يحقق لك أمانيك في رضاه.

28-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني