متعة الترفيه [ 4 ]
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، لم أحمل اللحم ولم أَبْدن فقال لأصحابه: (تقدموا)، فتقدموا.
ثم قال لي: ( تعالي حتى أسابقك )، فسابقته [ فسبقته ] على رجلي .
فلما كان بعد ، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: ( تقدموا ) ثم قال: ( تعالي حتى أسابقك )، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، فقلت كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟! 
فقال: ( تفعلين ) فسابقته فسبقني، فجعل يضحك، وقال: ( هذه بتلك ) .
 
الترفيه حاجة نفسيّة ، وضرورة لبناء الحب الزوجي والأسري . وفيه كسر لروتين الحياة بين الزوجين ..
وحتى يكون الترفيه ممتعاً : 
 
1 - خصّص وقتاً دوريّاً لأسرتك . لقضاء وقت ممتع معهم في نزهة أو رحلة .
 
2 - تخلّص وتخلّصي عن كل ما يمكن أن يشغلكم في نزهتكم عن بعضكما وعن أولادكما ( جوال ، انترنت .. ) !
 
3 - التنسيق للرحلة أو النزهة بوقت كاف ، وإعداد مستلزماتها بعناية ، حتى لا يكون هناك مجالاً للتعاتب بين الطرفين في أثناء الرّحلة .
 
4 - عوّدوا الأبناء في الرّحلات على توزيع الأدوار والقيام بمهمّات في الرّحلة ، فذلك يزيد من معنى الانتماء للعائلة ويربّي فيهم مهارات تواصليّة .وقيمة المسؤولية .
 
5 - ليس من الترفيه التخلّي عن الآداب العامة كنظافة المكان وعدم إيذاء المتنزهين . أو التفريط في الصلوات على وقتها .
كما أنه ليس من الترفيه التخلّي عن معاني الحشمة والحياء والتستّر . فالترفيه لا يتعارض أبداً مع الحياء والحشمة .
 
6 - تجنّبا في رحلاتكم ونزهاتكم التحاور والتناقش في أي مشكلات أسريّة أو مشكلات الأولاد . فالوقت للترفيه لا للتعاتب والتلاوم .
 
7 - من المناسب أن يتشارك الزوجان - قدر الاستطاعة - في تكاليف رحلة أو نزهة . فذلك يقلل ( التململ ) من الرحلات والنزهات العائلية .
 
الدراسات تثبت أن للترفيه دور في التآلف النفسي بين الزوجين وبين أفراد العائلة ، كما أنها لحظات مناسبة لبناء وتغذية بعض المهارات التواصلية بين الأسرة مع بعضهم البعض ، ومع الحياة والبيئة من حولهم .
فارتعوا واستمتعوا .
الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح