يا حبيبتي :أنا آسف
آسف.. أنا آسف !!
قالت وهي تخنقها العبرة: أخطيء فاعتذر وأقبل رأسه وأحياناً يديه.. ويخطيء فلا يعتذر بل أنا أقدم الاعتذار لأقطع أياماً من الهجر وكأنني أنا المخطئة !!..
يا ربي ترحم ضعفي!! (تنفجر باكية).. يا رب والله كرهت الحياة.. أدعوا عليه لهجره لي ينتظرني آتي لأعتذر أم أدعوا له لأني أحبه على الرغم من قسوته.. لماذا الرجال لا يعتذرون؟ تسألني وأنا أسألكم !!
أنا آسف... كلمة قليلة الحروف ولكنها ثقيلة على لسان الكثير من المخطئين.. على الرغم من كونها أفضل وسيلة لحل المشكلات واقصر طريق لإزالة آثار العقبات التي تحول بين المخطئ والمخطأ عليه..
وتزداد الكلمة ثقلاً حتى وكأنها أطنان من الحديد عندما يكون الزوج هو المخطئ على زوجته فيذهب ليلف ويدور ليجعل من نفسه على صواب لكي لا يقول لزوجته: أنا آسف!!
لقد عاش في بيئة ترى الاعتذار (عيب عيب)! والحل هو أن تبحث عن مخارج تثبت للطرف الآخر أنك لست مخطئاً!!
كنت ذات مرة في جامعة ليدز –في بريطانيا- وكان عرفهم في الجامعة أن الذي يدخل يبقى ممسكاً بالباب حتى يتأكد أنه لا أحد وراءه يريد الدخول، ولكني لم أكن أعرف هذا العرف فدخلت وتركت الباب يرجع لوحده، فاصطدمت به امرأة لم أشعر بها خلفي!!
أخطأت على الأقل في عرفهم ويجب أن أعتذر.. ولكنها لم تترك لي المجال لأعتذر بل هي سارعت للاعتذار لأنها كانت سببا في إحراجي.. ألم أقل لكم إنها ثقافة بيئة أو مجتمع؟!

على العموم أنا آسف.... لأني طولت عليكم في الكلام
!!
الكاتب : د. مازن بن عبدالكريم الفريح