أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك !


 في لقاء جماهيري تثقيفي تربوي . .
 وقف المحاضر ( الداعية ) على خشبة المسرح وكان يتكلم حول أهمية  رحمة الاباء بالأبناء . .  وفي التفاتة ( دعابة ) التفت إلى أحد الحضور وسأله : هل ضمّيت ابنك إلى صدرك ؟!
 فرد الرجل : لا !!
 فاستأذنه ان يصعد على خشبة المسرح .. ثم سأله هل معك هنا أحد من الأبناء ؟!
 فأجاب : نعم .. ثلاثة من الابناء .
 فطلب من أحد ابنائه أن يصعد . ثم طلب المحاضر من ( الأب ) أن يحضن ابنه !
 تردد الرجل ..
 أحاط به الخجل ..
 حفّزه المحاضر . .
 فعانق الرجل ابنه وضمه إلى صدره .
 ثم طلب منه أن ينادي على ابنه الثاني .. فصعد على خشبة المسرح فتى عمره في قرابة الـ ( 13 ) . . بدأ الابن في ضم والده .. عانقه بقوة .. وفي لحظات ضم الأب ابنه إلى صدره بقوة ... تجاوب الابن مع ضمة الوالد فضمّ والده  بحرارة . .  حتى سقطت دمعة الطفل  على خدّه !

 كان الموقف مؤثراً جداً . .
 الحضور  اجتذبهم الموقف .. واجتذبتهم دمعة الطفل تجري على خدّه . .
 ( 13 ) عاماً تقل قليلاً أو تزيد . .  من الجفاء والجفاف العاطفي بين الأب وابنه !


 ومن قبل كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس فدخل الحسن أو الحسين ( رضي الله عنهما ) فقام صلى الله عليه وسلم يعتنقه ويقبّله . فرآه رجل فقال : تقبلون صبيانكم ! والله إن لي عشرة من الولد ما قبّلت أحدهم !
 فقال صلى الله عليه وسلم : " أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك " !!

 وحين تُتنزع الرحمن من قلب ( عبد ) من عباد الله  . . .
 كيف يعيش ؟!
 كيف تأنس به نفسه التي بين جنبيه  ؟!
 كيف تأنس به زوجته وولده ؟!
 بل كيف تأنس به حتى البهائم والجمادات من حوله . .  إذا كان قد نُزعت الرحمة من ( قلبه ) ؟!

  أيها الآباء . .
 أيتها الأمهات . .
 احضنوا أبناءكم . .
 ضمّوهم إلى صدوركم . .
 قبّلوهم  . .
 عانقوهم . .
  حتى لا يهربوا  للبحث عن ( قبلة ) او ( ضمّة ) خلف الأسوار !

الكاتب : أ. منير بن فرحان الصالح