طباعة |
مرحلة المراهقة بما لها من خصوصية وبما يثور فيها من عواصف عاتية تستحق فعلا معالجة خآصـة إن المراهقة تعني : المقآربة ، والمراهق هو : الطفل الذي قارب البلوغ . وعلماء النفس والتربية يقسمون فترة المراهقة إلى ثلآث مرآحل : ( مبكرة ومتوسطة ومتأخرة ) . 1_لو تأملنا في المشكلآت التي نواجهها مع المراهقين والمراهقآت من أولآدنا لوجدنا أنها في الغالب ليست كبيرة بقدر ماهي مستفزة ومزعجة . فالطفل الوديع الذي كان يلقي بنفسه في حضن والدته ، يحبو الان نحو الرشد والاستقلال وهو سيرفض الكثير من الامور الجيدة والمنطقية حتي يؤكد لنفسه ولغيره بأنه قد كبر وسآرت له رؤيته الشخصية . 2_نحن نرى مشكلآت المرآهقين كبيرة: لأننا قريبون جدا منهم والعجيب ان كثيرا من الناس يعتقدون أن أبناء الآخرين أفضل من أبنآئهم ,وما ذلك إلا لأنهم يرون اولادهم من قرب ويرون أبناء غيرهم من بعد ولواقتربوا منهم أكثر فسيتغير الحكم لديهم . 3_كثير من غضب الابآء على أبنائهم يعود إلى حرصهم الشديد عليهم إنهم يريدون لهم أن يكونووا أفضل الناس وأنجح الناس ، كمآ أن الأبآء يريدون حماية ابنائهم من الاخطآء التي وقعوا فيها حين كانوا في مثل أعمآرهم . وأنآ أقول لهم : لن تستطيعوا ذلك , كل شئ سيبلغ مداه وسيقع الصغار في معظم اخطاء الكبار وسيظل المرآهق يتعلم من اخطآئه اكثر مما يتعلمه من توجيهات أهله ونصآئحهم هذا ماسيخبرنا به التاريخ وليس في هذا دعوة الى عدم الاكتراث وإنما المقصود : تخفيض درجة الشعور بالمرارة لدى الأبآء والتعآمل مع الأمور بسعة صدر وحكمة . نعم يستطيع الوآحد منا أن يتوآصل مع أبنآئه أكثر ويستمع إليهم باهتمام اكبر ويهيئ لهم بيئة أفضل . 4_شئ جديد أن ندرك أننا لسنا آبآء مثاليين فنحن لسنا قدوة كاملة لأبنآئنا في كل شئ ونحن نغضب أحيآنا من غير سبب وآضـح ونشك أحيانا من غير دآع ونسئ الفهم والتفسير لكثير من تصرفات الابناء ولهذا فإن التوتر الموجود في كثير من البيوت ليس بسبب سوء تصرف الابناء فحسب فالكبار يتحملون مسؤولية جزء منه . 5_إذا أرآد الواحد منا أن يتقبل الكثير من تصرفات الأبنآء أويتعايش معها فإن عليه أن يتذكر أمرين: الأول : أن يتذكر مرحلة المراهقة التي مر بها ووأن يتذكر الاخطاء التي بدرت منه فيها فهذا يساعده على أن يتفهم أسبآب مآيحدث وأن يبدي حياله نوعا من التسامح : الثـآنـي : هـو أن مايفعله المرآهقون مؤقت وسوف يتحسن كل شئ مع مرور الزمن وإذا تذكر الواحد منا تاريخه الشخصي فسوف يلآحظ أنه لما كان في السابعة عشرة من عمره كان ينتقد نفسه على كثير من تصرفاته السابقة ويلوم نفسه عليها ويستحي منها ومآذاك إلآ لأنه كان يمضي في طريق النضج . 6_تصور وسآئل الإعلام المرآهقين على أنهم أشخاص متمردون على المجتمع وغريبوا الأطوار وكأنهم من عآلم آخر وهذا يجعل الفجوة كبيرة بين المرآهـق وغيره ويدفع به إلــى الشعور بأنه في معركة ضد أهله ومجتمعه وأن عليه أن يربح تلك المعركة ... المرآهـق جزء من مجتمعه ولديه الكثير من الخير والبرآءة لكنه يمر بمرحلة خآصـة تجعل التفآهم بينه وبين الكبآر صعبا . * المقال منقول من مجلة الاستقامة العدد ( 82 ) 1431هـ |
||
الكاتب : أ.د. عبد الكريم بكار |
جميع الحقوق محفوظة © 2024 http://www.naseh.net/print.ph/ |