عفواً زوجتي .. لا تجعليني كل حياتك !

 

 
عاد طارق من سهرة جميلة ذات مساء قضاها مع أصحابه إلى بيته ..
ولاحظ علامات الضيق والضجر بادية على قسمات وجه زوجته ( ليلى ) 
بادرها بالسلام وكان الرد باردًا يحمل في مضامينه عدم رضا وانزعاج من خروجه ..
امتعض طارق وبدأ الأنس والسرور الذي عاشه أثناء تواجده خارج البيت بالتبخر والتلاشي تعكر مزاجه وتمتم بكلمات :
دائمًا تفسد لحظاتي الجميلة !!
اقترب منها محاولاً أن يعرف سر غضبها وحنقها ويمتصه ..
فقالت باكية شاكية : أنت لا تهتم بي . أنا أخر اهتماماتك ..
متعتك ليست معي مع أصدقائك ..
أنا جعلتك كل حياتي فكيف لا أتضايق لخروجك وبعدك عني وأنت لا تشعر بذلك !!
 
قال طارق متنهدًا متألمًا محاولاً أقناعها :
ولكنني يا زوجتي لم أطلب منك أن أكون كل حياتك ولا أرغب بذلك ..!!!!
نظرت إليه بتعجب قائلة : 
كيف ذلك وأنا جعلتك همي الأول .. أمرك يشغلني ..
حرمت نفسي من صديقاتي من أجلك , اختصرت زياراتي لأهلي حتى أكون معك أكبر وقت ..!

تنفس طارق الصعداء بضيق وفكر ثم أمسك ورقة وكتب فيها :
( زوجتي .. عندما تزوجت حلمت أن أجد سعادة تملأ حياتي وواقع أفضل من واقعي قبل الزواج ..
ولكن السعادة التي حلمت بها لا تستطيعين مهما امتلكت من قوة أن تمنحيني إياها وأنت تعزليني عن أصحابي وهواياتي واهتماماتي ..
غاليتي ..
أدرك حرصك علي واهتمامك بي ..
ولكني أنا بشر من المستحيل أن أعيش لك ومعك فقط ..
زوجتي ..
من الصعب أن تضعيني في قمقم اهتمامك وأكون سعيدًا ..
اعتماديتك الزائدة تقتل حبنا وتنهي علاقتنا ..
أعلم يا زوجتي أنك تشعرين بالضيق إذا خرجت لساعات عنك ,ولكني إذا جلست معك طوال الوقت سأقيد حريتك في إنجاز ما ترغبين .
سأجلس متابعًا قناتي المفضلة صامتاً ..
أو أقلب بجوالي وأنت تؤجلين عملاً من أجلي ..
ولكني إذا خرجت لبعض الوقت سأعود بنفسية جميلة ؛ وقد أحمل لك حكاية حلوة أو طرفة ممتعة ..
فلا تجعلي من خروجي همًا يشغلك : 
أين هو ؟ مع من يجلس ؟ ماذا يفعل بدوني ؟ متى يعود ..!!
استمتعي بالوقت الذي أتركك فيه ..
أنجزي مكالمة لصديقة عزيزة على قلبك ..
قلبي بأوراقك واتلفي المتراكم ..
تصفحي الانترنت ..
أقرئي كتاب ..
احجزي موعد عند الصالون للعناية ببشرتك تناسيني لساعات ..
غيري في ترتيب أثاث المنزل ..
استعدي لسهرة مميزة في تلك السويعات ..!
ولا تنشغلي بي ..
استمتعي بوقتك ..
ودلعي نفسك ؛ ودعيني استمتع بوقتي .
وإذا التقينا نستمتع معًا بلحظتنا ..
يا زوجتي ..
الحب أساس الحياة الزوجية ..
ولكن الاهتمام الزائد وتضييق الخناق والمتابعة يقتلها ؛ ويذبل جميع متع الحياة ويعرضها للاحتضار ؛ لأن الرجل بطبيعته يمقت الملاحقة والالتصاق الكبير المقيد لحركته ، والحاجز بينه وبين هواياته ..
يخرج الزوج ليجدد روتين حياته ..
 
ألا تعلمين أن أحد علماء النفس شدد بترك ثقوب في علاقة الزوجات بأزواجهن ..!؟
ويقصد بالثقوب إتاحة حرية الحركة ..
والزوجة الذكية هي من تتقبل خروج زوجها بعيدا عنها لساعات ، أو أيام دون تثاقل وملل ..
وتجعل من هذه الساعات والأوقات متعة وفائدة تشغل نفسها بعمل يدخل البهجة لقلبها حتى يعود وتستقبله وهي متجددة مبتسمة يعود لها بنفسية ومزاج مرتفع ..
لا تشغل باله أثناء ابتعاده بمزاجها ..
وتحصر تفكيره بالقلق والشفقة عليها من الوحدة والكآبة والمزاج المتعكر بعد العودة ..
الزوجة الذكية تستقل بعواطفها لتمنح الرجل عاطفته ليعود إليها متشوقًا ?
فكلما ابتعدت الزوجة عن حصار زوجها كلما بحث عنها ..
فالاعتمادية الزائدة والكاملة والاحتياج المقيد للرجل يمله الرجل ، ويمقته ويحارب للحصول على حريته ..
 
فالمرأة الذكية من تبتعد عن الأنانية ، وتعطي الزوج الثقة والارتياح ليعود إليها حبًا وشوقًا لاخوفاً وإغلاقاً لباب النكد ..
فأسراب الطيور تغرد بعيدًا وتعود إلى أعشاشها ..
لابد أن تفهم كل زوجة أن الزواج إضافة جميلة ورائعة لحياة الرجل والمرأة ؛ وليست استقلالية عن حياة سابقة وانسحاب من الأهل والأقارب والأصدقاء ، ولكن بحدود ؛ وإعطاء كل ذي حق حقه ..
فالمرأة التي تموت إذا فقد الزوج أو تسود الدنيا بعينيها إذا انفصلت عن زوجها ؛ وتفقد بهجة الحياة وزينتها إذا تزوج بأخرى ؛ وتصاب بالهم والحزن إذا سافر لعدة أيام وتركها ؛ فهذه ستكون رهينة للأمراض ..
وتجعل من السكن الزوجي مرتعاً للنكد ومقبرة للحب ..!
?? وأعجبتني ثقة زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عندما وقف ذات يوم عند محطة وقود, فاقترب عامل المحطة من هيلاري زوجته, فتبادلا التحية.
سألها بيل عن الرجل فقالت: 
صديق طفولة قديم ..!
فعلق ساخرًا: 
من حسن حظك أنك لم تتزوجيه.. 
وإلا لكنت الآن زوجة عامل صغير في محطة بنزين… 
أجابت هيلاري بسرعة ودهاء :
لو تزوجته لأصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية ..!
هذه هي المرأة التي تشعر أنها إضافة جميلة ..
تقدم شيئًا كبيرًا للرجل ؛ وليست زوجة جعلت الرجل همها وشغلها الشاغل بالملاحقة والمحاصرة ؛ لا با لتبعل وتوفير الجو المريح الهادئ الذي يسكن إليه الرجل ويبحث عنه ..
المرأة التعيسة هي من تجعل وجود الرجل بقربها ومشاركته لها في كل حركاتها وسكناتها مصدر سعادتها الوحيد ..
فكيف بمن تهجر زوجها أيامًا ؛ وتذيقه مرارة الهم والنكد ، لأنه خرج عنها لسويعات ..
أوغفل عن حدث يهمها ، أو نسي طلبًا لها ..!
من أجل ذلك يازوجتي لم أطلب منك أن تتفرغي لبيتك وأطفالك فقط ؛ ومنعتك من ممارسة هواياتك والتواصل مع أقاربك وصديقاتك ؛ لأنني أول المتضررين من الفراغ الذي ستعيشينه ..
أعطيتك وقتك فاعطيني وقتي ..
فأنا روح لي متطلباتي ..
وأنت شريكة رحلتي ..
فلنجعل هذه الرحلة سعيدة مريحة متناغمة قرار مشترك وعطاء متبادل حتى تستمر الحياة ) .
 
 * منقول .

الكاتب : سهام الرميح
 29-12-2016  |  6451 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  العلاقات النفسية والعاطفية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني