لولا الانستجرام لطلّقت زوجتي !

 

في جلسة شبابية كنا نتحدث عن إيجابيات وسلبيات "الإنستغرام"، فتحدث شاب عن قصة زوجين كادا يتطلقان، ولكن الإنستغرام كان سببا في استمرار حياتهما الزوجية، وهي أن زوجا على خلاف مع زوجته بسبب تقصيرها في البيت وخاصة في الجانب الغذائي، وهو يحب الطعام والتفنن فيه كثيرا، وقد طلب من زوجته أكثر من مرة أن تطبخ له، إلا أنها كانت دائما تعتذر له بسبب عدم معرفتها، وكثيرا ما كانت تردد عليه بأنها لم تتعلم الطبخ في بيت أهلها، ففكر بالانفصال وقد صارحها بذلك، إلا أنها فكرت بفكرة ذكية لعلاج مشكلتها، وهي أن تبحث بالإنستغرام لعلها تجد حلا لمشكلتها، فتعرفت على حساب تديره امرأة كبيرة بالسن قد تجاوز عمرها سبعين عاما، تقدم فيه وجبة يومية مع بيان طريقة تحضيرها من خلال الكلام المكتوب ومقاطع الفيديو، فصارت كل يوم تتفنن في تقديم الوجبات والسلطات لزوجها حتى تغيرت نظرته لها، واستقرت حياتهما بعد تجاوز هذه المشكلة.
لعل بعض القراء الآن يتفاعل مع شخصية هذا الزوج، ويقول عنه إنه "بطيني أو أناني"، ولكن ما يهمني هو أن نركز على طريقة حل المشكلة ونستفيد منها، لا على موقف الزوج سواء كان خطأ أم صوابا، فالناس أنواع وأشكال، ولا نستطيع دائما أن نغير الناس، ولكن الذكي من يتصرف مع الناس بذكاء، المهم هو كيف عالجت الزوجة المشكلة بمهارة وذكاء، والأهم توظيف خدمة الشبكات الاجتماعية في تحقيق سعادة الإنسان واستقرار أسرته، وقد اتصل هذا الزوج بالمرأة المسنة صاحبة حساب الإنستغرام يشكرها على ما تقوم به من عمل جليل، ويخبرها بأن عملها هذا كان سببا في استقرار أسرته وزيادة المحبة الزوجية، وكما قيل "أقرب الطرق للوصول إلى قلب الرجل.. معدته"،
فالإنستغرام اليوم صار مؤثرا ومغيرا للكثير من الأفكار والاتجاهات، وقد لمست ذلك من خلال أكثر من شخص متابع لحسابي الشخصي، يخبرني عن التغيير الذي حصل له شخصيا، أو التغير الذي حصل لأسرته، ولعل من غرائب القصص التي مرت علي أن فتاة عمرها 15 سنة تقرأ ما أكتبه كل يوم على والديها، وقالت لي إن علاقة والديها تحسنت كثيرا وتغيرت للأفضل.
كما أن الإنستغرام صار اليوم أداة للحكم على شخصية الأفراد، فكم من خاطب تعرف على مخطوبته من خلال حسابها، وكم من مخطوبة درست شخصية الخاطب من حسابه، كما أن الإنستغرام ساهم في استخراج مواهب الناس الخفية، وصار كل صاحب موهبة أو اهتمام يجد له صحبة بنفس اهتمامه وموهبته يأنس بالحوار معهم.
والإنستغرام كذلك دعم وبشكل قوي أصحاب الأفكار والمشاريع الصغيرة، فكم من فكرة كانت مدفونة في نفس صاحبها، فلما أطلقها على الإنستغرام انطلقت وكبرت وتحولت لمشروع تجاري أو خيري أو اجتماعي، ومنذ يومين كنت أتحدث مع ابني عن شركة أعرفها جيدة في تنظيف السيارات وغسلها، فقال لي: وأنا أعرف شركة أخرى تنظف بطريقة مبدعة وتقنية عالية، ولا تحتاج أن تذهب إليها بل هي تأتيك إلى منزلك وتنظف سيارتك، فاستغربت من كلامه ثم سألته: وكيف عرفتها؟ قال بالإنستغرام ثم عرض علي صور تنظيفها للسيارات فأعجبتني واقتنعت بعملها.
فخدمات الإنستغرام متنوعة وقد استثمرت خبرتي فيها بحل الكثير من المشاكل الاجتماعية والتربوية التي تأتيني في مكتبي، فقد جاءتني امرأة طلقت من زوجها ظلما وعدوانا، بعدما أخرجها من عملها وتركها من غير دخل، وعلمت من حواري معها أنها متميزة بالطبخ، فاقترحت عليها فتح حساب بالإنستغرام، تضع فيه صور الأكلات التي تعملها، فلما اقتنعت بكلامي فتحت لها حسابا وهي بمكتبي، وانطلقت متفاعلة معه ثم أخبرتني بعد ثلاثة أشهر أن دخلها الشهري صار أعلى من الراتب الذي كانت تتقاضاه، وامرأة أخرى لديها أطفال وهي تعاني من قلة الدخل، فاقترحت عليها أن تفتح حسابا وتبدأ تروج لمنتجاتها التي تعملها بيدها بالبيت، وانطلقت بعده انطلاقا كبيرا، حتى صار ابنها يساعدها بمشروعها التجاري، وبدأت تنفق على تعليم ابنها من هذا المشروع، وقالت "لولا الله والإنستغرام لأكلنا الحرام"، فابتسمت لكلامها وتذكرت قصة "لولا الإنستغرام لطلقت زوجتي". 
 
 م / ن : اليوم

الكاتب : د. جاسم المطوّع
 27-02-2015  |  4738 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  العلاقات النفسية والعاطفية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني