المراهق .. كيف نوجهه ونفهمه ؟!

 

مرحلة المراهقة بما لها من خصوصية وبما يثور فيها من عواصف عاتية تستحق فعلا معالجة خآصـة  إن المراهقة تعني  : المقآربة  ، والمراهق هو  : الطفل الذي قارب البلوغ . وعلماء النفس والتربية يقسمون فترة المراهقة إلى ثلآث مرآحل :  ( مبكرة ومتوسطة ومتأخرة ) .
 والمراهقة المبكرة تبدأ في الثآنية أو الثآلثة عشر وأما المتوسطة فإنها تبدأ في الخامسة او السادسة عشرة,وتأتي بعدهآ مرحلة المرآهقة المتأخرة,وهذه تمتدإلى سن الحادية أو الثانية والعشرين,وبعدها تكون مرحلة الشباب, وهذا يعني باختصآر أن مرآحل المراهقة تقابل مراحل الدراسة في المدارس المتوسطة والثانوية والجآمعآت .
ولآبد من القول:إن هذا التحديد لمدة المراهقة تقريبي لأنه مبني هلى أسس غير موحدة وغير ملموسة بالقدر الكافي لكنه مع افتقاره للدقة صحيح على نحو عام .
 وإني لأعجب من بعض الباحثين الذين يحآولون اثبات تجاهل التعاليم الاسلامية للمرآهقة ووصم الدراسات التي تتعلق بالمراهقة والمراهقين بنوع من السفه أو مجافاة الحقيقة ويستدلون على توجههم هذا بأن الطفل إذا بلغ صآر مكلفا بالأحكآم الشرعية وهذا يدل على وعيه وفهمه وشعوره بالمسؤولية  ؛ ولآشك أن هذا الاستدلال في غير محله فالمراهق انسان عاقل ومدرك للفضآئل وفي ذهنه فصل لآبأس به بين الحق والباطل والخير والشر لكن سيطرته على نفسه ونوازعه وانسجامه مع مجتمعه وإدرآكه لمصالحه كل ذلك ناقص وحين يبلغ سن الثامنة عشر يكون قد قطع معظم مرحلة المرآهقة ويكون قد دخل في عداد الراشدين مما يجعل سلوكه يقترب رويدا رويدا من سلوك الكبآر .
 إن الواقع المعيش يدل بقوة على أن مرحلة المراهقة هي مرحلة المتوسطة بين الطفولة والنضج وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عدد السبعة الذي يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لآظل الا ظله قآل: "  وشآب نشأ في عبادة الله  " والسبعة الذين ذكرهم قآموا بأعمآل عظيمة ومتميزة وهكذا الشاب المستقيم الطآئـع يقوم بعمل عظيم لأنه ينتصر على كثير من الشهوآت والنوآزع السيئة وقد ورد في بعض الأحاديث ماهو أكثر تحديدا من هذا حيث روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قآل :  " عجب ربك لشاب ليست له صبوة " ،    وقال : "  الشباب شعبة من الجنون " . وأود أن أشير هنا إلى الآتــي ::

1_لو تأملنا في المشكلآت التي نواجهها مع المراهقين والمراهقآت من أولآدنا لوجدنا أنها في الغالب ليست كبيرة بقدر ماهي مستفزة ومزعجة . فالطفل الوديع الذي كان يلقي بنفسه في حضن والدته ، يحبو الان نحو الرشد والاستقلال وهو سيرفض الكثير من الامور الجيدة والمنطقية حتي يؤكد لنفسه ولغيره بأنه قد كبر وسآرت له رؤيته الشخصية .

2_نحن نرى مشكلآت المرآهقين كبيرة: لأننا قريبون جدا منهم والعجيب ان كثيرا من الناس يعتقدون أن أبناء الآخرين أفضل من أبنآئهم ,وما ذلك إلا لأنهم يرون اولادهم من قرب ويرون أبناء غيرهم من بعد ولواقتربوا منهم أكثر فسيتغير الحكم لديهم .

3_كثير من غضب الابآء على أبنائهم يعود إلى حرصهم الشديد عليهم إنهم يريدون لهم أن يكونووا أفضل الناس وأنجح الناس ، كمآ أن الأبآء يريدون حماية ابنائهم من الاخطآء التي وقعوا فيها حين كانوا في مثل أعمآرهم . وأنآ أقول لهم : لن تستطيعوا ذلك , كل شئ سيبلغ مداه وسيقع الصغار في معظم اخطاء الكبار وسيظل المرآهق يتعلم من اخطآئه اكثر مما يتعلمه من توجيهات أهله ونصآئحهم هذا ماسيخبرنا به التاريخ وليس في هذا دعوة الى عدم الاكتراث وإنما المقصود : تخفيض درجة الشعور بالمرارة لدى الأبآء والتعآمل مع الأمور بسعة صدر وحكمة . نعم يستطيع الوآحد منا أن يتوآصل مع أبنآئه أكثر ويستمع إليهم باهتمام اكبر ويهيئ لهم بيئة أفضل .

4_شئ جديد أن ندرك أننا لسنا آبآء مثاليين فنحن لسنا قدوة كاملة لأبنآئنا في كل شئ ونحن نغضب أحيآنا من غير سبب وآضـح ونشك أحيانا من غير دآع ونسئ الفهم والتفسير لكثير من تصرفات الابناء ولهذا فإن التوتر الموجود في كثير من البيوت ليس بسبب سوء تصرف الابناء فحسب فالكبار يتحملون مسؤولية جزء منه .

5_إذا أرآد الواحد منا أن يتقبل الكثير من تصرفات الأبنآء أويتعايش معها فإن عليه أن يتذكر أمرين:

الأول : أن يتذكر مرحلة المراهقة التي مر بها ووأن يتذكر الاخطاء التي بدرت منه فيها فهذا يساعده على أن يتفهم أسبآب مآيحدث وأن يبدي حياله نوعا من التسامح :

الثـآنـي : هـو أن مايفعله المرآهقون مؤقت وسوف يتحسن كل شئ مع مرور الزمن وإذا تذكر  الواحد منا تاريخه الشخصي فسوف يلآحظ أنه لما كان في السابعة عشرة من عمره كان ينتقد نفسه على كثير من تصرفاته السابقة ويلوم نفسه عليها ويستحي منها ومآذاك إلآ لأنه كان يمضي في طريق النضج .

6_تصور وسآئل الإعلام المرآهقين على أنهم أشخاص متمردون على المجتمع وغريبوا الأطوار وكأنهم من عآلم آخر وهذا يجعل الفجوة كبيرة بين المرآهـق وغيره ويدفع به إلــى الشعور بأنه في معركة ضد أهله ومجتمعه وأن عليه أن يربح تلك المعركة ... المرآهـق جزء من مجتمعه ولديه الكثير من الخير والبرآءة لكنه يمر بمرحلة خآصـة تجعل التفآهم بينه وبين الكبآر صعبا .

 * المقال منقول من مجلة الاستقامة العدد ( 82 ) 1431هـ

الكاتب : أ.د. عبد الكريم بكار
 02-01-2011  |  8225 مشاهدة

مواضيع اخرى ضمن  التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني