زوجتي كالسم

 

السؤال

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على خير من اصطفى وعلى آله وصحبه ومن اتقى وبعد، أنا رجل متزوج منذ أربعة سنوات ونصف السنة وقبل زواجي حدثت معي حادثة بأنني أعجبت بواحدة تكبرني بعشر سنوات وربما كان سبب إعجابي الذي اعلمه وحدي أنها من عائلة ذات مراكز اجتماعية وسياسية وأمنية مرموقة في الأردن, إلا أن ذلك لم ينجح وكان سببا في تفكيري بشكل جاد بالزواج مع أن مخططاتي كانت تتجه نحو بناء نفسي ماديا بداية بحيث أكون مكتفيا كحد أدنى. وكان معي زميلة في العمل - زوجتي حاليا - أصبحت تدرج تحت قائمة الخيارات المطروحة للزواج من خلال زميلة أخرى نكن لها أنا وزوجتي كل الاحترام والتقدير. وفعلا وبلا وعي أو تفكير عميق أو تخطيط فاتحت زميلتنا المشتركة زميلتي بالموضوع وتم الاتفاق سريعا على الأمر. وذهبت لمقابلة أم زوجتي - حماتي - وكان اللقاء دافئا واشترطت التزام زوجتي بالحجاب الشرعي كونها لم تكن ترتدي الحجاب إلا أنني وكما اعلم كانت عضوة في إحدى الجماعات الإسلامية الأمر الذي شجعني, إلا أن أهلي عندما قمنا بالزيارة الأولى لهم وبعد أن قام الرجال بقراءة الفاتحة الأمر الذي يعني الاتفاق على الزواج ومنذ أن غادرنا بيت العروس بدأت أتلقى اللوم والمعارضة على هذا الزواج على أساس أنني استحق أفضل منها بكثير وكان ذلك رأي أكثر من شخص, وفعلا في اليوم التالي أبلغت خطيبتي بانتهاء الأمر الذي ترك في نفسها جرحا عميقا وقامت بالسفر خارج البلاد لفترة, إلا أن زميلتنا المشتركة عاودت الضغط علي وإقناعي بان زميلتي على خلق وابنة عائلة ومربية وما إلى ذلك من مدح ولا اعرف كيف دخلت في نفس المتاهة مرة أخرى وعدت إلى أهلي ومعارضي فكرة الزواج لأضغط عليهم بدوري لإتمام هذا الزواج وأصبحت كالطفل الذي تعلق بشيء وهو مصر على امتلاكه بغض النظر عن أهميته وصلاحيته. وبعد محاولات عديدة مع الأطراف جميعا كانت الموافقة... وبعد الخطوبة واجهت عدة مشاكل أهمها: - المناورة على عدم لبس الحجاب. - الإصرار على رأيها.. إلا أنني اعتبرت ذلك نوعا من أنواع الدعوة وتحديا جديدا ادخله وحاولت وأخيرا ارتدت الحجاب إلا أنها ومن ذلك الوقت لا تعترف بذلك وتقول بأنها فعلت ذلك بنفسها مع إنها بهذا الموضوع بالذات أرتني نجوم الظهر. وبعد ذلك تم الزواج مع الظروف المالية الصعبة جدا فأمسيت مدينا بمبالغ هائلة مقارنة بدخل بلادي. باختصار تاليا أهم المشكلات التي تواجهني في التعامل معها مع العلم بان لدينا الآن ولد وبنت: 1- هي فلسطينية وأنا أردني مع إنني في السابق كنت أقول بأنني لو أبقى بدون زواج طيلة حياتي لن أتزوج بفلسطينية. 2- غير ملتزمة دينيا بالمعنى الشامل الذي كنت أتمناه لام أولادي وشريكة حياتي. 3- سليطة اللسان مغرورة غير مؤدبة في حواراتها. 4- ليس عندها تمييز بين المرأة والرجل التمييز الذي أوجده المولى عز وجل بين الذكر والأنثى. 5- ليس عندها احترام للزوج بكل إبعاده. 6- باردة جنسيا وغير مهتمة بمظهرها. 7- عصبية المزاج حادة الصوت سواء معي أو مع أبنائنا. وهنالك الكثير مما يشابه هذا, مع إنني وطيلة الفترة الماضية أساعدها بكل أعمال البيت وخصوصا أنها طيلة فترة حملها لا تستطيع عمل أي مجهود وحتى في المراحل التي تلي الحمل والولادة أساعدها في كل شيء فأقوم بالغسيل والجلي في كثير من الأحيان وفوق هذا وذاك طيلة فترة الحمل لا يكون هناك أي اتصال جنسي وفي الأوضاع الطبيعية لا تكون عملية المعاشرة طبيعية لأنها ترفض اخذ أي من الموانع للحمل فأحس نفسي كمن يستخدم العادة السرية. وفوق كل شيء والله يشهد بأنني لا أقصر معها بشيء رغم كل الظروف المادية الصعبة التي مررت بها مع أنني الآن مدين بما يقارب العشرين ألفا - دينار أردني- إلا أن ذلك لم يثمر فانا غير مشكور لا في الرخاء ولا في الشدة. وفكرت كثيرا مرارا وتكرارا في الطلاق إلا أن هنالك أمران رئيسيان يمنعان من ذلك: 1- الأبناء. 2- علاقتي المميزة مع أهلها. ربما يتبادر إلى الذهن لماذا صبرت على السم كل هذه الفترة على رأي احد التابعين الصالحين فأجيب بأنني عند كل مرة أقول بأن هنالك ظرف ما اوجد ذلك, ولكن ماذا بعد ماذا بعد ماذا بعد؟ لعلي أجد من يرشدني إلى الحل!

06-05-2010

الإجابة


الأخ الفاضل / ........
أسأل الله العظيم أن يشرح صدرك ويقرّ عينك ويصلح أهلك وولدك..
جميل بك هذا الخُلق الطيب مع زوجتك, وهذه النفس الأريحية، وهذا الحرص الواعي على حماية هذه المملكة الصغيرة من التفكك والافتراق.
إن صبرك على زوجتك ينبغي أن تتوّجه بالعمل على الرقي بزوجتك ونفسك من أجل حياة مستقرة سعيدة.
قصتك مع الزواج قصة ماضية ولا ينبغي أن تُشغل نفسك بها الآن ولا أن تجعل أحداث الزواج الماضية عقبة تشكّل عليك ضغطاً نفسياً في تعاملك مع زوجتك.
هناك أمورٌ وقعت وحدثت ينبغي تجاوزها بعد هذه المرحلة من العمر (أربع سنوات ونصف)، سعيك في أن تلتزم الحجاب لا ينبغي أن تستخدمه منّة وضغطاً عليها وأنك سبب ذلك لأن التزام الطريق الصحيح في أي مجال وشأن من شئون الحياة إنما هو فضل الله ونعمته وما أنت إلاّ سبب في ذلك، فلا تفتح هذا الموضوع مع زوجتك وتعدد عليها أفضالك وجميلك معها.
من المهم جدّاً أن تُدرك طبيعة المرأة وأنها مخلوقة من ضلع أعوج وأن الاستمتاع بها لا يتم إلا مع هذا العوج فإن جئت تقيم العوج كسرته وإن تركته استمتعت بها لكن على عوجها.
تقول أنها ترفع صوتها ولا تحترم زوجها وتعامل أبناءها معاملة قاسية.. لعلي أقول لك لاحظ متى يكون هذا منها؟!
أنت تعلم أن المرأة تمرّ بها ظروف وأحوال يتغيّر مزاجها في هذه الأحوال، كالحمل ووقت الدورة الشهرية ونحو ذلك، فينبغي عليك ملاحظة هذه الأحوال ومراعاة ظروف زوجك في مثل هذه الأحوال.
ضعف التدين عند زوجتك لا يُحل بالانفصال ولا بالخصام لأن دين الله لا يُبلّغ بالنار والحديد والصراخ والخصام إنما بالقول اللين الحسن.
واثق تماماً أن البيت الذي يفتقد الحب فأفراده يفتقدون القابلية للنصح والتوجيه.
وصيتي لك أيها الفاضل:

- أن تجدد علاقة الحب بينك وبين زوجتك.. امنحها حبك بالكلمة الطيبة.. بالهدية، بالابتسامة عند دخولك للبيت وعند خروجك منه.. بعبارات الاشتياق والوفاء الزوجي... صارحها بأنك تحبها.. اكتب لها رسالة علّق لها ورقة عند الباب..
اعمل لها مفاجآت بتغيير بعض أثاث البيت ولوازمه على قدر استطاعتك... المقصود أن تشعر بحبك وإخلاصك لها.

- اخرج معها في نزهة قصيرة أو طويلة ولا تصحب معكما أحداً إلا ولديك، وتحاور أنت وإيّاها بكل شفافية وصدق، واجعلها تشعر أنها شريكة لك في حياتك وبناء مستقبل أولادك، وأن كثرة المشاكل بينكما تحول دون أن يكون بينكما استقرار.

- تجمّل لها وتزين حتى تتجمل هي لك وتتزين، وجدد وغيّر في لقاءك معها، وتعلم فنون ومهارات الاتصال الزوجي.

- لا تتشاجر معها أو تتخاصما أمام الأبناء، ولا تفتح عينيك عند كل مشكلة، فبعض المشاكل حلها بالتغاضي والتغافل والتنازل المتزن.

- اقتنِ بعض الأشرطة الدينية والكتب الإسلامية خاصة التي تتحدث حول ثقافة الحياة الزوجية ومهارات الاتصال، واستمع إليها أنت وهي بالطريقة التي تتفقان عليها.

- أشعرها باحترامك لأهلها وإكرامك لهم، وصارحها بحبك لهم وتقديرك لهم، وثق أن إظهارك لحب زوجتك أمام أهلها يجعلها أشد تعلقاً بك.

- شارك زوجتك اهتماماتها وساعدها في انجاز بعض أعمالها.

- احذر من المنّة عليها بعملك حتى ولو منّت هي عليك.

- اجعل لك ولها برنامجا إيمانيا تشتركان فيه إما قياماً لصلاة الليل أو مشاركة في عمل دعوي خيري، أو نفع للناس كجمع الصدقات وحصر الفقراء وتوزيعها أو أي برنامج يتناسب مع إمكاناتكم، إن المشاركة والتعاون الإيماني بين الزوجين يفتح لهما أبواباً من الرحمة بينهما وفي حياتهما فقد دعا صلى الله عليه وسلم لكل زوجين بالرحمة حين يكون بينهما هذا التعاون الإيماني فقال: "رحم الله امرئ قام من الليل فصلّى وأيقظ زوجته فإن أبى نضح في وجهها الماء.." فدعا بالرحمة ودعاؤه صلى الله عليه وسلم مستجاب.

- طوّر من ذاتك وثقافتك ومهاراتك الزوجية والاتصالية داخل بيتك مع زوجتك وأبنائك، وذلك من خلال المطالعة والاستماع للمواد التي تعالج هذا الجانب والمشاركة في بعض الدورات التأهيلية الأسرية التي تعطيك قدرة على التعايش الصحيح مع أهل بيتك.

- أخي لا تنسَ أن يكون لك نصيب من الليل ترفع فيه يديك إلى السماء وتقول: يا رب، فإن الله تعالى يتنزّل في الثلث الآخر من الليل بفيض من رحماته، وإن الله تعالى قد وصف أن من دعاء المؤمنين قولهم: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين}.
ولعلي في نهاية كلامي ابعث إليك بهذا الموضوع على هذا الرابط ربما يفيدك في تحسين علاقتك بزوجتك:
من قبل أن . . تذوي الزهور!  
أسأل الله العظيم أن يبارك لك في أهلك وولدك وأن يديم بينكما الحب والاستقرار

06-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني