يصيبني الهمّ .. فأشعر بالارهاق !

 

السؤال

شكرا من أعماق قلبي للأستاذ منير الصالح الذي أجد في ردوده كل الحب و الرأفة و الحنان . ماهو علاج الهم وإني إنسان حساس جدا واشعر بالإرهاق من الهموم التي أحملها في قلبي و لا أستتطيع تطنيشها كما يقول لي الجميع من حولي وأحملها فوق طاقتهاأفيدونا أكرمكم الله

28-04-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  . . .
 وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك  ويشرح بالإيمان صدرك ويكفيك شرّ ما أهمّك . .
 شكر الله لك حسن ظنك وبارك فيك . .

 أخي الكريم . .
 حدثني من هو هذا الإنسان الذي يعيش في هذه الحياة ولا يصيبه هم ولا غم ؟!
 إن الله قال في وصف الجنة التي هي دار الأنقياء الطيبين المؤمنين " لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بنخرجين "  . .
 فلا يوجد دار ليس فيها نصب ولا تعب إلاّ ( الجنة ) . .  أمّأ الدنيا فهي دار النّصب والتعب والكدح والمشقة .
 ألم تقرأ قول الله " يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه " .
 كل الناس تكدح . .
 كل الناس  تتعب . .
 المؤمن والكافر . .
 الصالح وغير الصالح . .
 " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون "
 إذن . .  الحل ليس هو ان نبحث عن حياة في الدنيا بلا هموم !
 إنماالحل  . .  ان نتعامل مع الهموم بشكل واقعي ( إيجابي ) .

 - الهموم ليست شرّاً محض .
 فإن في الهموم كفارة للخطايا والذنوب . اقرأ إن شئت قوله صلى الله عليه وسلم : " ما يصيب المؤمن من همّ ولا غمّ إلاّ كفر الله عنه بها من الخطايا حتى الشوكة يشاكها " .
 وجاء في الحديث : " إذا كثرت ذنوب العبد ولم تكن له أعمال تكفرها  أدخل الله تعالى عليه الهموم فتكون كفارة لذنوبه " .
 قل لي بالله عليك يا أخي .. حين  يستقبل المؤمن ( الهموم ) بهذا الشعور والاحساس أنها كفارات للذنوب  والخطايا هل تراه يُصاب باليأس والإحباط ؟!

 -  الهموم يا حبيبي تفتح لك باباً لعبادة هي من أحب العبادات إلى الله .
 هي عبادة ( الصبر )  فالله تعالى يحب ( الصابرين )  سيما من يصبر صبراً جميلا .. والصبر الجميل هو الذي لا تسخّط معه ولا جزع !
 اقرأ بتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : " عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن اصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلاّ للمؤمن " .
 فالمؤمن يعيش بين  ( الشكر ) و ( الصبر )  والمر كما قال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ( كله له خير ) .

 - إن مع العسر يسرا . .
 نعم . . هذا قول الله ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) .
 اقرأ ذلك بتأمّل وتدبّر . .  وتذكّر أن هذه الايات نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يصارع في نفسه أقسى الهموم وأشدّها على نفسه .. ( همّ انقطاع الوحي واشتداد أذى قريش عليه ) . .  فأنزل الله عليه هذه الآيات . .
 لك أن تستحضر الحدث أمامك . . وتستشعر معنى هذه الآية التي ربّآ الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف .
 ثم اسأل نفسك . .  هل بلغ فيك من الهمّ ما بلغ بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم  في تلك الحال ؟!
 هنا تأمّل هذه التربية الربانيّة . .  ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) .
 إن الله لا يقول ( بعد العسر يسرا ) إنما قال ( مع العسر يسرا ) يعني اليسر مصاحب للعسر ..
 أليست بعض الهموم تجعل قلوبنا أكثر انكساراً بين يدي الله ؟!
 أليست بعض الهموم ترطّب كثيراً من جفاف أعيننا  بالدمعة الحارة ؟!
 أليست بعض الهموم تجعلنا أكثر قرباًمن الله  ، واكثر رجاءً ودعاءً واضطراراً إليه !
 إننا قد نُصاب بجفاف روحي . . فلا تنسكب منّأ دمعة !
 وقد نغفل عن الله وعن الأنس بمناجاته . .
 حين نعيش  حالة من الرخاء والهدوء والفرح والنشوة . .
 فتأتي مثل هذه الهموم . .  لتسكب لنا دمعة حارة . .  وتكسر هذا القلب بين يدي الله تعالى . .
 أليس هذا من اليسر المصاحب للعسر ؟!
 
 -  عند الهموم . .  دافع ولا تستسلم .
 إن الصبر على الهموم واستشعار  أنها كفارات للخطايا ، واسنحضار التفاؤل باليسر مع العسر . .  لا يعني الاستسلام والسلبيّة في التعامل مع  الهموم التي تداهمنا . .
 إنما مطلوب منّا مع الهموم . . أن نكون أكثر إيجابيّة وحركة في التعامل معها . .

 الهموم . .
 أ / إمّأ ان تكون بسبب ماضٍ لا يعود !
 فهنا . . . الهمّ ليس حلاًّ ولا يمكن أن يعالج الماضي أو يغيّره .  .. فالهمّ هنا لا يفيد !
 ب / أو يكون الهمّ بسبب حاضر  وواقع  تعيشه .
 فهنا الهمّ لن يغيّر من الواقع .. إلاّ شيئا واحداً .. الهمّ يغيّر همّتك وعزيمتك فقط .. لكنه لن يزيد الواقع تحسّناً .
 فما عليك إلاّ أن تبذل السّبب في مافعة الهم والتعامل مع الواقع بما يناسبه وما هو ممكن مستعينا بالله .
 ج / أو يكون الهمّ من مستقبل متوقّع !
 والحل هنا هو أن توكل الأمر لله  ، وان تتخذ مقدمات كل نتيجة .. فكل نتيجة متوقعة لابد وان يكون لها مقدمة .
 فقط  أحسن في المقدمة  وستأتيك النتائج على خير بإذن الله .

 -  أكثر أخي من الاستغفار . .
 فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاءً عافية " .

 - لا تركّز التفكير دائماً بما يجلب لك الهم ..
 ابتسم . .  غيّر من حالك . .  قم صلّ ... اتصل بعزيز أو صديق .. اذهب لزيارة الحرم أو زيارة  قريب أو صديق .
 المقصود  عندما تلاحظ  أن الهمّ  يحاول أن يسيطر عليك .. فحاول أن تشتت   التركيز .
 
 ابتسم دائماً . .  وتصرف في حياتك بتفاؤل .. فإن الله يقول : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء " !
 فماذا تظن بربّك يا أخي الغالي ؟!

 وفقك الله وكفاك .

28-04-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني