مشكلتنا جدتنا

 

السؤال

مشكلتنا هي جدتي الغالية حفظها الله فهي امرأة كبيرة في السن وتحتاج لمن يخدمها صميم المشكلة أنها ترفض أي مساعدة منا نحن أبناء وبنات أبنائها وتلجا دائما إلى بناتها وأبنائهن مع إن منزلنا بجانب منزلها وعلاقتنا بها ممتازة وكذالك والدتنا ولم يسبق مرة أن مننا عليها أو اخبرنا أحدا بما نعمل من معروف لها حتى أن الناس أصبحوا يلوموننا أشد اللوم إذا اشتكت من أي شي يزعجها خصوصا انه لم تصلح لها أي خادمة وبيتها كبير ومع ذلك ترفض منا أي مساعدة وإذا رأتنا نشتغل تحلف علينا أن نترك ما بيدنا ونرجع للبيت!! لقد احترنا معها فعلا فما الحل؟؟؟

17-04-2010

الإجابة

 بسم الله الرحمن الرحيم

كبار السن معاملتهم تخضع لحساسية مفرطة جداً..
فإن كبير السن، وخاصة في مرحلة الضعف والشيخوخة هو أحوج ما يكون إلى المساعدة والمعونة وهو في هذه السن يحب أن يرى اهتمام أبنائه به، ولذلك قد يصطنع أحيانا بعض المتاعب ليجذب النظر إليه وليحظى بعناية أكبر من جهة أبنائه.
والحساسية في معاملة كبار السن تكمن في أن كبير السن يُعاملك وفي مخزون عقله مقررات سابقة ومواقف ماضية لا تزال ترسخ في ذهنه فهو ربما يعاملك من خلال هذه المقررات والمواقف التي ترسخت في ذهنه من جهتك.. ولذلك هو ينظر لكل تعامل من أبنائه أو أحفادهم من خلال هذه المقررات السابقة في الذهن.
بالنسبة لهذه المشكلة.. فإن جدتكم - بارك الله في عمرها - قد يكون حصل معها موقف من أبنائها  أيام الشباب وقبل الزواج أو حتى على بدايات الزواج..
فإن الأم في بدايات أيام زواج أبنائها (الذكور) تكون أكثر حساسية في تفسير تعامل ابنها معها وتكون عليه أشد غيرة.. ويختلف الموقف تماما مع ابنتها المتزوجة.
ربما في هذه المرحلة حصل من ابنها موقف لا يزال يرتسم في ذاكرتها حتى هذا العمر.. ولأجل هذا هي لا تقبل منكم أي مساعدة..
الحل يبدأ من جهة والدكم الذي هو ابنها ببرها وصلتها والتحبب إليها وإشعارها بالعناية والاعتذار والندم على ما قد بدر منه - إن كان بدر منه - أيام شبابه أو بدايات زواجه..
ثم أنتم حفيدات أمه.. عليكم بالصبر والمثابرة والحرص والتقرب إليها..
ليس شرطاً أن تتقربوا لها من خلال المساعدة والمعونة، بل بالهدايا والكلمة الطيبة ومحاولة تلبية رغباتها..
شاركوها معكم في نزهتكم..
شاركوها معكم في طعامكم وشرابكم..
شاركوها معكم باستشارتها والرجوع إليها والاستنارة برأيها وتوجيهها..
شاركوها فرحتكم وأحزانكم.. حتى أفراحكم التي هي في نظركم فرحة بسيطة.. مثلا كفرحة ثناء معلمة عليك أو شيء من هذا.. أخبريها بمثل هذا واجعليها تشاركك هذه الفرحة..
شاركوها بالمؤانسة والجلوس إليها، والسماع لحديثها دون ملل أو معارضة..
فإن إنساناً في هذه المرحلة من العمر لا يريد من يخدمه خدمة مادية بحتة.. إنما يريد من يجلس إليه ويقدر كلامه ويستمع إلى حديثه ويبث إليه من همومه وشكواه.. من غير أن يعارضه أو يمل منه.
الأمر يحتاج إلى صبر ومجاهدة، لأن معاملة كبار السن تحتاج إلى جهد وبذل وتضحيات.. وتقبّل لأي موقف قد يضايقك من جهة كبير السن، فسعة الصدر عليه مطلب ملحّ.
أسأل الله أن يصلح أمركم، وان يقر أعينكم بتآلف قلوبكم.. وبالله التوفيق.

 

17-04-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني