اهتماماتي .. والخاطب .. والزواج !

 
  • المستشير : قناديل أمل
  • الرقم : 5031
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 8612

السؤال

جزاكم الله خيرًا على ما تبذلون وشكر سعيكم وجهدكم، أود استشارتكم: عمري 19 عامًا، متميزة من نواحي عديدة بشهادة الجميع، من أسرة مرموقة اجتماعيًا، -وما بي من نعمة فمن الله- .. منذ صغري وكان يتقدم لي الكثير من الرجال، معظمهم مستقيمين لكن لسبب وآخر رددتهم، وأخيرًا تقدم لي رجل، رضينا خلقه لكن دينه فيما ظهر لي أنه ليس شديد الاستقامة، محافظ على الأصول مثل الصلوات الخمس وكثير صيام النفل، حبيب، تقي، حنون، كريم. لكن يأخذ من لحيته وتوجهه واهتمامامته مختلفة عني ، فأنا أدرس في تخصص شرعي وهدفي في الحياة تعلم العلم والدعوة إليه. سؤالي: هل يضر عدم توافق الاهتمامات؟ لأنني أرمو إلى شخص يعينني على تحقيق هدفي .. وما رأيكم بالزواج في بداية سنوات الجامعة وخصوصًا تخصصي يحتاج مني إلى جهد مضاعف ..؟ وأيضًا الوضع المادي لديه ضعيف، وأخشى ألا أصبر على ذلك مستقبلًا .. ومن أثق برأيهم يقولون لك الانتظار لأنك لن تستطيعين الجمع بين مسؤوليات أخرى مع كثافة جهد الجامعة ولأن سنك مرغوب، وهو غير نادر المواصفات ومثله كثير ، وأنتِ تستحقين الأفضل منه ونحن من أسرة سمعتها معروفة وسيتقدم لك الكثير من المستقيمين بإذن الله، فما رأيكم؟ وأنا رغم كثرة من تقدموا لي ارتحت له وانشرح صدري له، وكذلك والداي لكنني وأهلي محتارين جدًا في وضعه المادي وأيضًا عدم توافق الاهتمامات .. دعوت الله واستخرته كثيرًا وأملي به كبير ولن يخيبني سبحانه، لكن لابد من اتخاذ القرار .. فماذا تشيرون علي جزاكم الله خيرًا ؟

15-07-2016

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يختار لك خيراً ..
 
 ي ابنتي ..
 أهم خطوة في الزواج هي خطوة اتخاذ القرار وحسن الاختيار ..
 من المهم أن تُدركي أن الإنسان مهما حرص على أن يختار ما هو أفضل ويتمحّل في الشروط والصّفات فإنه يبقى أن التوفيق بيد الله ، وأن العبد ضعيف إنما يختار لنفسه ما يراه أمامه ( والله يعلم وانتم لا تعلمون ) لذلك لابد أن يقوى عند الشاب والفتاة معنى الاستعانة بالله تعالى والرّضا مع البذل والأخذ بالأسباب .
 
  هذه كخطوة أولى ..
 كخطوة ثانية : السؤال الأهم ايضا : هل أنت راغبة في الزواج أصلاً ؟!
 أم انك تريدين الزواج تحت ضغط عائلي أو نفسي أو اجتماعي ؟!
 هل عندك الرغبة والاستعداد أن تكوني زوجة وتتحملي مسوؤوليات الحياة الجديدة بكل مافيها من تبعات ؟!
 
 إذا لم يكن ثمّة رغبة ولا استعداد فمن الأفضل أن لا تغامري ..
 وتأكّدي أن الرغبة والاستعداد ليس محطة وصول بمعنى اننا ننتظر هذه الرغبة بقدر ما أنها تكمن في أمور نفسيّة وغريزية عندك ، وايضا في حسن النظر للواقع والمستقبل .
 
 الأمر الثالث : 
 هو وضوح رؤيتك ( أنت ) وليس غيرك لشريك الحياة من حيث صفاته ومواصفاته .
 ماذا تريدين .. ومن تريدين ؟!
 الأساس في المعطيات هو قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه ) 
 ولاحظي هنا عبارة ( ترضون ) فأساس الاختيار يقوم على الرّضا .. 
 والرّضا مادة نسبيّة بين الناس ، فميا يرضيك انت لا يرضي غيرك وما يُرضي غيرك لا يرضيك ..
 فالمسألة تدور حول ( الذات ) .
 الدين والأخلاق هما أساس الاختيار ..
 ليس معنى الدّين أن يكون الخاطب صحابيّاً بقدر ما يكون محافزا على صلاته وما يظهر من شعائر الدّين محبّاً لدينه ، وكذلك الأخلاق ليس معناه أن يكون خالياً من أي نقص بشريّ !
 بل حسن التعامل والبُعد عن المنكرات الظاهرة المشينة بصاحبها كالخمر والمخدرات والبخل و نحو ذلك .
 
 فكون أنه يظهر عليه بعض الأمور التي ترينها أنتِ ( تقصير في الدّين ) ربما هو لا يراها تقصير في الدّين .. كاللحية مثلا .. غذ ربما يرى أن ( موضوع اللحية ) يقع في مساحة حرّة من اختلافات الفقهاء ونحو ذلك .
 
 فلا تنظري للدين من خلال ( المتشابهات من أمور الدين بل انظري للدين والتديّن من خلال الأمور المحكمة في الدين ) .
 
 لا أدري ماذا تعنين بكون قليل ذات اليد !
 مسألة الفقر والغنى مسألة لا يملكها الانسان .. الغني يمكن أن يصبح فقيراً في لحظة والفقير يمكن أن يصبح غنيّاً في لحظة .
 الأهم في هذا الجانب ليس  الغنى والفقر بقدر ما هو في كون أن الخاطب مرتبط بمسؤولية وعمل ، ويكافح لأجل نفسه وحياته غير عاطل أو متّكل على مال أبيه او أحد من قرابته .
 فكون أنه يعمل بمسؤولية يكفي .. فإن الرزق قيمته في بركته لا في كثرته .
 
 كون أن اهتماماته تختلف عن اهتماماتك .. هذا شيء طبيعي بين الناس . ولابد أن يكون كذلك أصلا .
 الاختلاف في الاهتمامات لا يعني التعارض .. ولا يعني أيضا أن  يوغل المرء في اهتماماته  في حال أنه في حياة مشتركة مع زوج أو زوجة إنما عليه أن يقترب في اهتماماته إلى اهتمامات زوجه والعكس .. بمعنى يكون هناك نوع من المرونة في الاهتمامات وعدم التشنّج فيها .
 
 ي ابنتي ..
 نصائح من حولك زنيها بميزانك انت لا بميزانهم هم ..
 أنت ماذا تريدين .. من تريدين 
 هل تريدين الزواج الآن أم لا !
 بالطبع الحياة الجديدة  فيها مسؤوليات ..
 هل تجدين في نفسك القدرة على أن  توازني بين سمؤوليات التعليم والحياة الزوجيّة ؟!
 
 هناك الكثير من الفتيات وممن تعرفين أنتِ أيضاً من هي متزوجة وتدرس !
 اسألي نماذج من ذلك من صديقاتك او قرابتك ..
 
 اسألوا عن الخاطب جيداً ..
 فغذا كان يملك صفات جيدة ومواصفات جيدة ..
 اعرضي عليها ما ترغبين تحقيقه في حياتك وماهي أولوياتك كالدراسة ونحوها ..
 وانظري تجاوبه  وتقبّله لذلك ..
 إن كان مناسبا من هذه الوجوه .. استعيني بالله واستخيري وثّقوا ذلك في العقد ..
 واحسني استخارة ربك ..
 فالاستخارة تمنحك الرّضا أياً كانت النتيجة الآن أو مستقبلاً .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

15-07-2016

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني