ابي وأمي يريدان مني أن أكون مثالية !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا البنت الكبيرة في عائلتي ، أحس إن أمي وأبي يبوني أصير مثالية ولا خطأ عندي ، وإني حافظة كل دروس الحياة عشان إذا كبرت وتزوجت ! والأمر هذا مضايقني ، أحس الواحد لازم يعيش حياته مب ينسخ تجارب الآخرين ، وكل واحد له حياته الخاصة اللي يمكن تكون حياتي حلوه وما أمر بها التجارب السيئة كلها عشان كل موقف اكون عارفة شنو اتصرف فيه ! الواحد يتصرف على طبيعته ، وهالشي مضايقهم مني ! وفي شغلة ثانية بعد اهم يشوفونها مشكلة بس انا ما احسها كذا : أني صريحة جدا مع الناس القريبين مني يعني إذا كان عندهم تصرف مايعجبني اقول لهم في وجههم وإذا شروا شيء ماعجبني برضوا اقول لهم ، أهلي يبوني أجامل ، ما أقدر مو من طبعي ، أحس إنّي أكذب ليش أقول غير اللي داخلي ، هذي الشغلة حيل زاعجتني ودائما امي تقول لي انتي تغيرتي للأسوأ ولامرة قالت لي انتي تغيرت للاحسن!! دائما تدقق على كل شي اسويه وعندي وحدة من العائلة معروفة بأسلوبها الخطأ في التعامل وحساسيتها الزايدة وعندها مشاكل كثيرة مع عائلتها دائما تشبهني فيها وتقول لي انتي نفسها بالضبط وانتي أنانيّة وجافة وقاسية ومب حنونة مع اني احس اني غير كذا تماما ! يعني لازم كل شخص أحبه إذا شفته اقوله احبك ماله داعي كل كلمة حبيبتي حياتي مع ان امي فحياتها ماقالت لنا هالكلام إلاّ واحنا اطفال رضع يعني ولا مرة جات وحضنتني ، دائما تقول لي انتي ليش ماتجين لي ولا تحضنيني وليش ماتكونين صديقتي ؟! أحس اهي المفروض تكون صديقتي مب انا اكون صديقتها واذا ماعجبها تصرف من تصرفاتي تقوله قدام البيت كله جنب اخواني وخواتي وابوي ماله داعي شي مايعجبك فيني قوليه بيني وبينك ، وتقول لي انا يئست منك ولا احب اناقش معاك بس لأن اللي مايعجبني ولا الشئ اللي مب مقتنعة فيه اقول لها ماابيه تبيني كل شيء تقولة اسويه وانا مغمضة انا بعد عندي رأي وشخصية . شيء مب مقتنعة فيه ليش اسويه تقولي سويه حتى لو مااعجبك لأني انا ادرى بمصلحتك ومجربه الحياة وانا امك مب شرط كل اللي شافته امي في الحياه انا اشوفه واعيشه وتقول لي بعد من دخلتي الجامعة وانتي تغيرتي للاسوء 180 درجة ماتتخيلون ليش ؟ تقول صارت شخصيتك مستقلة بس استقلال خطأ لانك ماصرتي نفس قبل اللي اقولك تقولين انزين لا تناقشين انا اشوف الام اذا كبرت بنتها وصارت شخصيتها مستقلة ولها فكر خاص وتقدر تحدد شنو اللي تبيه وتسويه واللي مالازم تسويه تفرح مب تقول تغيرتي للاسوء وتبيني دائما اتنازل تقول لي اذا تزوجتي الحياة مب تمشي على كيفك ولازم تتنازلين هذا حقي مستحيل اتنازل عنه حتى لو تغاضيت عن الأشياء التافهة ، لكن مستحيل اصير مثلها وانا وحدة ماعندي هوايات نفس امي فدائما يقولون لي انتي شنو فايدتك في الحياة تعبت معاهم صايرة حساسة واي نقاش ادخل فيه اصيح مادري ليش بس صج احس اني مب قادرة اتحمل الحين اكتب وانا اصيح ! ما أحب احد يشوف دموعي لكن ماعدت أقدر أتحمل أمسكهم ، مب عارفة كيف أتصرف معاها ولا شنو اللي تبي احس انها محطمتني محتاجة لها وماقدر اتكلم معاها فكل اسراري اخليها في قلبي لان ماعندي احد قريب مني وهذا الشي متعبني ابيها مرة تجي تنصحني بعيد عن خواتي بس شكله مافي فايدة انا مابي ازعلها لانها امي وابي رضاها ولا قادرة اغير من نفسي لان احس نفسي صح ياليت تعطوني حل

12-12-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يسعدك ، ويرزقك حسن البرّ بأبويك ..
 
 ي ابنتي ..
 لفتني في رسالتك انك فتاة جامعية متعلمة ، ومعنى ذلك أن تعليمك ربما هو أعلى من مستوى تعليم والديك .
 وهذا مما يعني أن المتعلم عليه مسؤولية فهم الآخرين والتعايش معهم أكثر من مسؤولية القل تعليماً تجاه غيرهم ، فالمتعلم عنده ما يميّزه وما يجعله أكثر نضجاً ورؤية للأمور ممن هو دونه في التعليم .
 
 ي ابنتي ..
 لا يوجد هناك اب أو أم لا يتمنون من ابنهم أو ابنتهم أن يكونا في وضع مثالي في كل شيء .. 
 بغضّ النظر عن منطقية هذه النظرة غير أنها عاطفة الوالديّة تجعل الآباء والأمهات يشعرون بهذاالشّعور الأمر الذي ينعكس على سلوكهم تجاه أبنائهم بالتدقيق والنّقد  ونحو ذلك .
 مهمّتنا كأبناء وبنات أن لا نكسر مجاديف الوالدين ، وفي نفس الوقت أن لا نكلّف أنفسنا فوق ما نستطيع . فالمسألة هي مسألة مداراة وموزانة .
 وعلينا كابناء وبنات أن نستشعر أن مداراتنا لآبائنا وامهاتنا فيما يرغبوه منّا هو نوع من حسن الصحبة والبرّ بهما ، فنستمتع بهذه المداراة ولا نتضجّر .
 وكون أنهما يريدان أن نكون مثاليين في كل شيء هذا يعني أنه ينبغي علينا فعلاً أن نراعي هذه الرغبة قدر المستطاع كنوع من البر وحسن الصلة .. فلا ننظر للموقف من خلال منطقنا نحن بأنه ليس شرطاً أن نكون نسخاً مكررة من آبائنا وامهاتنا بل ننظر للموقف من خلال واجبنا تجاههم بالبر وحسن الصحبة . وفي نفس الوقتنحتفظ بخصوصيتنا الشخصية .
 
 الأمر الآخر في مسألة الصراحة ..
 ألا ترين أنك تعانين مما تعتبرينه طبع فيك ؟!
 أنتِ تقولين أنك صريحة ولا تجاملي !
 ثم تقولي : أن والدتك تنتقد أمام والدك وإخوانك وأخواتك ..
 فلماذا لم تراعي أن والدتك صريحة ، وتريدين غيرك أن يراعي أنك صريحة ؟!
 
 ياابنتي .. الصراحة لا تعني أبداً الإساءة للآخرين ..
 صراحتنا ينبغي أننضبطها بأدب القرآن : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) [ الإسراء : 53 ] .
 
 التي هي أحسن في اختيار الكلمات ..
 التي هي أحسن في اختيار نبرة الصوت ..
 التي هي أحسن في النظرة ولغة الجسد تجاه موقفك من أي شيء أمامك يخصّ الآخرين .
 ليس شرطاً عندما لا يعجبك شيء أن تبدي رأيك .. يمكنك أنتحتفظي برأيك لنفسك ما دام تعتقدين أنه ربما يجرح الآخرين ..
 أو يمكنك التعبير عن رأيك بلغة هادئة وبعبارات دافئة ..
 لمّا قُدّم الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل : انتم كيف تاكلوا هذا المخلوق  ، ولم يُبدِ أي اشمئزاز في نظراته .. وإنما قال : ( لا أجده بأرض قومي ) يعني : أنا مش متعوّد عليه !
 هكذا بكل هدوء .
 يمكنك التعبير عن رأيك لكن دون أن تجرحي مشاعر الآخرين ، فإن عرفت أنك لا تستطيعين أن تعبّري بلغة دافئة فيمكنك الاحتفاظ برأيك لنفسك .
 
  يا ابنتي ..
 ما فائدة العطر لو بقي في القارورة دون أن يستخدمه أحد ؟!
 هل يمكن لأحد أن يقول أن هذاالعطر رائحته زكيّة ورائعة وهو لم يستخدمه أو يشمّ رائحته ؟!
 وهل قيمة العطر فقط أن يكون في قارورته .. أم قيمته في استخدامه ؟!
 هكذا الحب يا ابنتي ..
 لا يكفي أن تحتفظي فيه بقلبك .. حتى تقولي لمن تحبين ( إنّي أحبك ) في الحديث عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال : (  إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيخبره أنه يحبُّه ) فكيف مع الوالدين والاخوان والأخوات ؟
 هم أحق بأن نصارحهم بالحب ..
 لذلك لا تنتظري أن تحضنك أمك حتى تحضنيها أنت ..
 لا تنتظري ان تقول لك أمك : إني أحبك حتى تقوليها أنت لأمك ..
 بادري أنتِ ولا تنتظري ..
 بادري لأنك الأنضج وعيا ومعرفة ..
 بادري لأنك تسابقين بهذه الخلاق الجميلة إلى الجنة وإلى رضاالله .
 
 وما دام أنك عرفتِ أن أمك تريد منك أن تحضنيها .. فسارعي إلى ذلك رغبة فيما عند الله  أن يكون هذاالعمل عمل بر خالصا لوجهه ..
 وهكذا يا ابنتي ..
 ليس معنى أنك تعتقدين أنك على صواب أنمك لا تعتقدين في المقابل أنك بحاجة إلى التصحيح والتحسين .
 فكون أننا ننظر لأنفسنا أننا على صواب لا يعني أننا لا نحتاج إلى تحسين أو تصحيح .
 
 لذلك تصالحي أولاً مع نفسك ..
 وتعاملي مع نفسك بطريقة : كيف يمكنني أن أطوّر ذاتي لأتعايش مع واقعي .
 وليس بطريقة  : لماذا واقعي لا يتعايش مع طريقة تفكيري أنا !
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 
 

12-12-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني