أخشى أن يبرد في قلبي حب أمي !

 

السؤال

أخشى أن قلبي سيبرد مع أحب الناس إليّ أمي !! أمي من أروع الأشخاص حتى الابتدائيه و مازالت ولكن لا أستطيع ان اخفي حقيقه أن شخصيتها منذ المتوسطه أراها امرأة أخرى لا تعرف غير القسوة حديثا و الضرب منهجا في التربيه ! و مع هذا ارها تلك الام الحنون مع إخوتي , ربما نصيبي أنها معي هكذا فهي تفهمني غلط وتفسر أي شيء افعله او أقوله بما تهواه . الآن علاقتي بها خارجيا لربما ادعي انها عاديه لكنها منذ القدم تمزقني داخليا ! فكرة انني سابقى مع شخصيتها الجديده مدى الحياه ترعبني , اعشق والدتي القديمه وأفديها بروحي اما المرأة الجديده باسم امي فأنا داخليا ارتعب منها ، وأشعر أنها ستقتلني يوما ما لأي غلط كان ، وأحيانا أتمنى أن تفعلها وأنتهي من هذا الصراع !!رضاها رضا الله , أحمل في طيات نفسي غضبا منها و وأسئلة وعتاباً شديداً قاسياً بقسوتها معي و حين صارحت بجزء منه لها لم تتاثر و قلت لربما تتغير !! لم يحدث هذا , والآن أخشى أن يتراكم غضبي و حزني الشديد منها و ينتج عنه أنني لن أحمل أي شعور لها مع انه ظلم حيث ان امي السابقه افضل ام في الوجود , اشعر بكراهيتها لي مع كل كلمه قاسيه او لكمه منها و لم يعد يجدي الصلح او الحضن منها بعدها حيث انني اشعر انه زائف و كل كلمه زائفه حيث سرعان ما تعود كما كانت و تقول كلمات جارحه , مررت بأمور صعبه اشتهي ان أقول لها كل شيء أن أشعر أني ابنتها وهي أمي , تكاد كل سيده كبيرة في السن تعطف علي ان تتملكني حبا لها حيث اجد عندها حنان الام الذي لم اشعر به و لا اريد لهذا ان يحدث لانه اذا حدث لن يعود لوالدتي مكان في قلبي غير القليل من الذكريات التي لن انساها لامي السابقه وليست للمرأة الجديده , أخشى أن أنفجر في وجهها إذا ما قست علي اكثر حيث ساقول كل ما في وجداني لها و اعاتبها و أقول لها كم جرحتني و اصرخ بعلو صوتي ! لكني اخشى ليس على المرأة التي تكرهني بل على امي السابقه التي بداخلها حيث انني لن انكر فضلها ولكن شخصيتها الجديده استطيع وصفها بجلاد السجن بدون رحمه , حاليا سأبتعد عنها و أعيش كانني بفندق لن تراني لن أحدثها ولقد تعودنا على هذا انا وهي بل فيه من الراحه الكثير رغم أنه مؤلم! فهل ما افعله خطأ ؟! رغم أنني إذا عدت وحادثتها ستجرحني مجددا لأتفه سبب وللا سبب و سيحصل أحد أمرين : انفجر في وجهها أو لن اعود أبداً لمحادثتها لأنها ستكون قضت على ما كان متبقي لها . أشعر أنني أتحدث عن شخصين لا زلت احب والدتي السابقه لكنني لن أكذب : أخشى شخصيتها الجديده ، ولن أقول أنني أحب افعالها أو أستطيع حمل أي شعور رائع اتجاهها فهي مخيفه ومرعبه بمعنى الكلمه حتى ملامح وجهها تتغير , وهل أنا غلط لأنني أتحدث عنها بهذه الطريقه ولكن ماذا افعل اهرب من المنزل ام ماذا

02-10-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حباً وأنسا ورضى ..
 
 ياابنتي ..
 دعيني أبدأ من حيث انتهيت ..
 ليس خطأ أن نبوح بما نشعر به ، سيما ونحن نبحث عن الحل !
 نبحث عن تشخيص مناسب للواقع الذي نعيشه . . 
 جميل فيك ياابنتي ..
 مشاعرك الدافئة تجاه ( أمومة ) أمك لك ولو كان ذلك في حدود الذكريات ..
 هذه المشاعرالدافئة .. هي محور الحل ياابنتي .
 
 أنتِ ياابنتي ..
 قبل المرحلةالمتوسطة انثى تختلف  عن الأنثى التي تكون بعد المتوسطة ..
 فيما يحصل للأنثى من تغيرات نفسية وفسيولوجية  شيء طبيعي يحدث مع كل البنات .
 إذن ..
 لماذا لا تنظري للحدث على أنه : أنتِ الذي تغيّرت وليس أمك !
 البنت تمرّ بتغيرات فسيولوجية مؤثرة على نفسيّتها ، وتختلف البنات في انعكاسات هذه التغيرات على نفسياتهنّ .
 
 ربماأنك أصبحت حسّاسة نوعاً ما ..
 فلذلك صار عندك نوع من الميل العاطفي الشديد للعلاقة الدافئة بين الأم وابنتها ..
 وحين لم تجدي ذلك بالشكل الذي تتخيلينه ربما هذا سبب لك ردّة فعل  متشنّجة تجته سلوكيات ( والدتك ) .
 
 لذلك ياابنتي ..
 ليس فقط مع أمك  ..
 بل اجعلي هذه قاعدة في حياتك ..
 حين نلاحظ أن الآخرينتغيّروا معنا .. فينبغي أولاً أن لا نبحث : لماذا هم تغيّروا ؟!
 إنما نبحث : ربما نكون نحن الذين تغيّرنا  ..
 
 الأم ياابنتي ..
 قد تستخدم كلمات جارحة - أحياناً - تحت ضغط نفسي معيّن تمرّ به !
 لا تقولي : لماذا أنا فقط وليس مع أخواتي ؟!
 هناأقول لك : ربما أنك أنت فقط الذي ترين الأمر بشكل أضخم مما هو عليه ، وربما والدتك مع الجميع بهذه الصورة لكن الصورة تتضخّم عندك .
 
 الأم ربما تستخدم نوع من القسوة في التربية ، وذلك يعود إمّأ لجهلها بأساليب التربية أو لأنها نشأت على نوع معين من التربية وتتوقع أن هذا هو الأسلوب الأمثل للتربية .
 
 حين يكون الأبناء  أفضل تعليما من أبويهم .. فإن مسؤولية الأبناء في تفهّم سلوكيات والديهم أكبر من مسؤولية الآباء في تفهّم سلوكيات الأبناء .
 وذلك لأن العلم والمعرفة  ينبغي ان يزّكي صاحبه .
 شيء مستحيل أن نتوقع من والديم غير متعلمين أن يتعاملا مع أولادهم كما يتعامل المتعلّم 
 
 لذلك تفهّمي طبيعة أمك وواقعها وظرفها ..
 وتحسسي أن والدتك هي بحاجة إلى نوع من الاحتواء العاطفي ..
 لكن ربما لأنها في مقام الأم لا تريد أن تقول ذلك ، فتعبّر عن هذا الاحتياج بنوع من القسوة .
 
 ياابنتي ..
 اقتربي من والدتك ..
 احتضنيها ..
 ابتسمي لها ..
 وتحمّلأي كل كلمة جارحة أو صادمة منها على أنها عرض من الأعراض الانسحابية من حالة عاطفية معينة إلى حالة أخرى .
 حين تجرحك بكلمة ..
 لا تكتمي مشاعرك تجاه هذه الكلمة ، بل عبّري عن مشاعرك تجاهها لكن بلغة إيجابيّة .
 حينتجرحك ..
 قولي يا أمي .. أناأحبك ولا أرى في الوجود مثلك وكلمتك جرحتني .. لكن لأجل عين تكرم مدينة !
 بهذه الطريقة أنتِ  تغذّين حاجة فطرية عندها وعندك وفي نفسالوقت أنتِ ترشّدين سلوكها تجاهك .
 
 المسألة تحتاج منك إلى وقت وطول صبر وتفاؤل وحب  .
 ولو قلت لك ..
 مهما بلغت كلماتها في القسوة ..
 فإنها لن تعدل رفسة منك في بطنها !
 ولو أصبحت أمّاً لعرفت !
 
 لا أريدك أن تجليد ذاتك أو أن تعيشي المثاليات ..
 عيشي الواقع ..
 واعلمي أن واجبك هو أن تديري  مشكلتك لا أن تبحثي عن واقعك أكثر هدوءً .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

02-10-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني