بسبب السهر زوجي يضيع الصلاة !

 

السؤال

السلام عليكم .. أنا متزوجة منذ سنة ونصف تقريبا وليس لي أبناء ، والآن حامل .. مشكلتي هي : أن زوجي كثير السهر وهذا يجعله ينام في النهار ويفوت الصلوات ..وهذا يزعجني لأنني تعبت من إيقاظه ومع ذلك لا يستيقظ ويغضب إذا أغلقت المكيف ، أو شغّلت اللمبة لكي أساعده على الاستيقاظ . مع أنّي أعلم أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ) !! ولكني لم استخدم أسلوب رش الماء لعدم ازعاجه ، وفي نفس الوقت أنا قلقه وأخاف أنّي أتأثّم إن لم أوقظه بهذه الطريقة .. حاولت بأكثر من أسلوب أن ابين له أن السهر مضر صحيا ويؤثر على صلاته وعلاقته مع ربه وكان يؤيدني ف الكلام ولكن لا أرى منه أي محاولة لإصلاح حاله .. فهو بالسهر قصّر مع ربه وقصّر معي ومع نفسه .. لكن عندما يخص الأمر دوامه فإنه يستيقظ مبكرا بالرغم من أنه كان سهران ولم يشبع من نومه أو يداوم وهو مواصل ثم اذا رجع للمنزل بعد الدوام ينام طول اليوم ويستيقظ اخر الليل وهكذا .. وهذا يدل انه لو كان حريصاً على صلاته فسوف يستطيع أن يستيقظ لها مثلما يستيقظ للداوم .. كما أنه كان يجبرني على السهر لكي أجلس معه او لأعد وجبة العشاء ، ولكني حاولت أن أفهمه أني لا أريد أن أسهر لكي أستطيع في اليوم التالي تحمل تعب دوامي في الجامعة وتعب أعمال المنزل و لكي لا أفوّت الصلاة ، والحمد لله انه تفهم ذلك ولكن بعد محاولات ولكن هذا يضايقني لأني أشعر بأني مقصرة في الجلوس معه لأن اغلب وقته يكون بعد منتصف الليل ، وانا لا أستطيع البقاء معه .. مع أنّي في بعض الأحيان أجلس وحدي لساعات طويلة لأنه نائم .. مع العلم أنه حاول ان يضبط نظام نومه أكثر من مرة ويستمر كم يوم ولكنه سرعان ما يعود للسهر والنوم في النهار .. ويبدو ان هذه عادة تعودها مع اهله لان اخوته يسهرون وينامون طيلة النهار كذلك مع محاولة الوالدين لايقاضهم .. كل ما اريده منكم بعد الله ان تساعدوني في ايجاد حل لتغيير هذه العادة وزرع الحرص على الصلوات في قلب زوجي .. لأن ذلك سوف يؤثر على تربية ابناءنا فهم سوف يقتدون بوالديهم والمفترض ان والدهم من سيقوم بإيقاضهم للصلوات ..ويحرصهم عليها . انتهى.

03-04-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك ، ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
 
 ونيئا لك أخيّة هذه الروح الطيبة ، وهذا الحرص على  الصلاة .
 ولو سمحتِ لي أن أسألك : 
 لماذا أنتِ حريصة على إيقاظ زوجك للصلاة ؟!
 أو دعيني اقول لك السؤال بطريقة أخرى : ماذا تشعرين في اللحظة التي توقظين فيها زوجك للصلاة ؟!
 
 هل تشعرين بالضجر ؟!
 أم تشعرين بالسعادة والاستمتاع ؟!
 
 اسمحي لي أن اقول لك : أن اي مشاعر تشعرين بها في تلك اللحظة هي مشاعر مرتبطة بالفكرة ..
 فإن كنت تفكرين : أن زوجك سيُتعبك ولن يستيقظ ، وانه بطيء الاستجابة لإيقاظك له .. بالطبع هذه الفكرة تثير الشعور بالضجر والألم !
كما أن هذا الشعور المستمر مرّة بعد مرّة سيجعلك : 
 - تستخدمين أساليب مقلقة للنائم ، وتتميز هذه الأساليب بالتعجّل وطلب الحل السريع .. ( إغلاق المكيف ،  تشغيل الإضاءة ، الصراخ ، التأفف ) !
 - وقد يجرّك الضجر مع الأيام إلى التخلّي وترك  إيقاظه للصلاة مرة أخرى !
 
 ماذا إذن لو كانت فكرتك وأنتتوقظين زوجك للصلاة أنك تمارسين عبادة وعملاً صالحاً .
 فهل كنت تضجريم من طول وقوفك ومكثك في عبادة أو عمل صالح ؟!
 أو هل كنتِ ستتعجلين التخلّص من عمل صالح يسّره الله لك ؟!
 ماذا سيكون شعورك لو كنتِ تفكرين أن ما تقومين به ( عمل صالح يقرّبك إلى الله ، ويفتح لك باباً من الرّزق ) الرّزق بمعناه الواسع والذي من جملته الحب والبركة في الحياة وصلاح الذريّة ، كل هذه من جملة الأرزاق !
 ماذا سيكون شعورك ؟!
 أعتقد هذه الفكرة تثير في النفس الاستمتاع والهدوء  واحرص الهادئ .
 
 إذن ..
 الحل يبدأ من نفسك ..
 أنتِ حين توقظين زوجك للصلاة فأنت في عمل صالح ، وهو نوع من الدعوة إلى الله ، إذ أنك تدعين زوجك غلى أهم عمل بعد التوحيد وهو الصلاة ..
 فليس من الجميل أن تكون الدعوة إلى لقاء الله  بطريقة مقلقة .. حتى لو استيقظ فإنه سيستيقظ وهو يحمل مشاعر القلق والتوتّر !
 
  النصيحة لك :
 - أن تستشعري أنك في عمل صالح . فلا تضجري أو تتأففي بل استمتعي ، فكلما  تكاسل زوجك في أن يستسقظ كلما زادت عندك المتعة أنك في عمل صالح .
 اقرئي قول الله : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) [ طه : 132 ] .
 لاحظي قوله ( واصطبر عليها ) يعني الزيادة في الصبر والمصابر على دعوة الأهل والزوج والأبناء للصلاة .
 إذن استمتعي بما تقومين به .
 
 - تخيّري الأسلوب المناسب ..
 
 أسلوب التحفيز وليس أسلوب القلق ..
 لا تغلقي جهاز التكييف ولا تفتحي الإضاءة  بالطريقة التي تثير زوجك ..
 إنما حفّزيه ..
 الحاسة الوحيدة التي تعمل عند الانسان في أثناء نومه بشكل واضح هي حاسة السمع .
 استثمري ذلك ..
 قولي له : حان موعد اللقاء مع الله ..
 ابدأ يومك بالصلاة ..
 نوّر حياتك  بلقاء الله ..
 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ..
 الملك يدعوك ..
 والصلاة نور ..
 وهكذا بعبارات محفّزة ممزوجة بعبارات دافئة مما يكون بين الزوج وزوجته .
 بعدها قولي له :
 هل تسمح لي أن أغلق  جهاز التكييف ؟!
 هل تسمح أن أفتح النور ؟!
 كما يمكنك أن تضعي عطرا بارداً هادئا في رائحته وتمسحي بيدك على جبهته وخده  وأنت توقظينه للصلاة .
 وهكذا استمتعي بابتكار أي طريقة لتحفّزه للصلاة ، واي رطريقة تجعلك تستمتعين بعملك  الصالح .
 
 - الأمر الثالث : في الوقت الذي تكونان فيه في حال يقظة وهدوء تكلّمي معه في شأن الصلاة .
 لا يكفي التعاتب والتلاوم ..
 بل قولي له : ماهي الطرق التي تقترحها حتى أوقظك للصلاة ؟!
 هل تحب أن أنضح على وجهك الماء ؟!
 ل تحب أن أفعل كذا وكذا ..
 المقصود ان تتفقا على طريقة معيّنة ..
 وهنا لا تظني أن الأمر سينجح من أول مرة .. لا تتعجّلي الأمور .
 
 ايضا  تكلّمي  معه بخصوص السّهر ..
 واسأليه ماهي الطرق التي يمكن أن أسلكها معك لتذكيرك بعدم السّهر ..
 هل تحب أن أتصل بك إذا كنت خارج البيت ؟!
 وهكذا ..  حوّلي النقاش من لغة التعاتب والتلاوم إلى لغة الاتفاق وخطوات العمل .
 
 أكثري له من الدّعاء ..
 مع كثرة الاستغفار ..
 ولا أزال أقول لك .. استمتعي ولا تتضجّري .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 
 

03-04-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني