اقترب موعد زواجي وأنا أمارس العادة السرية !!

 

السؤال

أنا على أعتاب الزواج ، وأعاني من [ العادة السريّة ] وأريد التخلص، ولكن كل مرة أفشل باقي على زواجي 8 أشهر !! أفيدوني ،،

10-01-2015

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يكفيك بحلاله عن حرامه ، وان يمتعك بالعافية  ، وان يبارك لك في زواجك .
 
 أخي الكريم ..
 الزواج هو مشروع العمر ، ولأنه من الأهمية بمكان في صناعة حياة الإنسان وصياغتها فإن من المهم أن يدرك الشّاب أن تفاصيل حياته هي جزء ضمن منظومة البناء الحضاري لمستقبلك او الهدم والتصدّع .
 ومن الخطأ التهاون في تفاصيل  سلوكية أو حتى نفسية او فكرية في  طبيعة الشخص ، ويعتقد أنه لا أثر لها على منظومة حياته .
 لذلك مهم جداً أن يهيّء الشاب والفتاة نفسيهما لهذه الحياة الجديدة بصورة صحيحة بالتنمية والتأهيل والتحسين .
 
 أخي ..
 مشكلة العادة السريّة ، كثر الكلام فيها بين علماء الشرع وعلماء الطب وعلماء النّفس .
 غير أن الإنسان ( أبصر ) بنفسه في نظرته لهذه العادة واثرها على نفسيّته وعلى حياته .
 العادة السريّة مثلها مثل أي عادة في حياة الإنسان . تبدأ بقرار وتنتهي بقرار !
 لا يمكن لأي أحد أن يمارس العادة السريّة مالم يقرر هو أن يمارسها !
 فممارسة العادة السريّة ليس ممارسة ( لا إراديّة ) كنبض القلب وغمض العين وجريان الدّم فكل هذه الحركات وغيرها في الإنسان لا يد له فيها . غير أن هذه الممارسة هي بـ ( إرادته ) !
 
 لذلك أخي الكريم ..
 ما دمت فعلا تشعر بالمعاناة ..
 كل ما عليك أن  ( تقرر ) أن لا تمارسها .. وحين تراودك نفسك أن تمارسها تذكر أنك ( قررت ) أن لا تمارسها . وتذكّر أنك لو عدت لممارستها فإنما عدت بقرار من عند نفسك لنفسك.
 
 أخي ..
 إن مما يساعد الإنسان على التخلّص من كثير من عاداته السلبيّة أمران مهمّأن : 
 الأول : هو صدق الإرادة .
 وصدق الإرادة يختلف كثيرا عن ( الأمنيات ) ، ونحن عادة نخلط بين ( أريد ) و ( أتمنى ) .
 فنقول دائما ( اريد أن أفعل . اريد أن أتخلّص ) وفي الواقع أنا لم أرد فقط ( اتمنى ) لكن حتى أخفف من لوم الضمير ، ألبس الأمنيات للباس ( الإرادة ) واقول : أريد  لكن فشلت .. لم أستطع !!
الإرادة قرار 
 والأمنيات فرار .
 والله تعالى قد تكفّل لمن صحّة وصدق في إرادته أن يعوّضه ويعينه فقال : ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ لأنفال : 70 ] .
 هل قرأت الاية بتأمّل ؟!
 هذا وعد الله ( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا  ) .
 إذن ..
 اصدق في إرادتك .. ستجد المعونة من الله .
 
 الثاني : هو الخطوة العمليّة .
 وهذا الأمر هو برهان ( صدق الإرادة ) والبصمة الفارقة بين افرادة والأمنيات ..
 الصدق في الإرادة يعني : ان تبدأ خطوات عملية جريئة وشجاعة مهما كانت التكاليف .
 والأمنيات تعني : أن تفترض لكل خطوة عقبة ومشكلة !
 والخطوة العمليّة الجريئة هنا ..
 هو أن تعرف ماهو الباب الذي يدخل عليك منه ضعفك فيجعلك تمارس هذه العادة !
 كل شخص ابصر واعرف بنفسه ، واعرف بمداخل نفسه وبنقاط ضعفه .
 فإذا كان ( الانترنت ) مثلاً  ، هو نقطة ضعفك .. فإن من السهل عليك في سبيل حماية نفسك أن تتخلّص من الانترنت نهائياً كاستخدام شخصي ، فإذااحتجت له في معاملات نظامية وتخليص معاملات معينة فليكن عن طريق مكاتب عامة أو مكاتب خدمات تقوم بهذه الخدمة .
 صحيح أن الأمر قد يبدو صعباً.. لكن الأصعب منه أن يبقى الإنسان أسير عادته !
 
 لا اقول لك تخلّص من الانترنت .. إنما ضربت لك به مثلا ، وإلاّ فأنت أعرف بمداخل نفسك ونقاط ضعفك .
 لذلك اعرف المدخل ثم أغلقه نهائياً .
 
 لأن الشهوة لا تتحرّك من غير محرّكات .. فاعرف ماهي محرّكات شهوتك وعطّلها .
 
 هذان الأمران هما قادعة التغيير : 
 صدق الإرادة .
 الخطوة العملية الجريئة في التحسين .
 
 هناك عوامل محفّزة ومساعدة للتغيير منها : 
 1 - الضعف والإغراق في الشهوات يعني أن هناك خللاً في ( الاهتمام والمحافظة على الصلاة ) .
 قال الله تعالى : (  فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )  [ مريم : 59 ] .
 فهناك ارتباط بين التفريط في الصلاة  والإغراق في الشهوات .
 حافظ على الصلوات في أوقاتها ، واهتم بالسنن الرواتب قبل وبعد الصلاة ، و3 ركعات الوتر آخر الليل .
 قد يبدو المر شاقاً في الوهلة الولى لكن مع الاستمرار والثبات ستجد أنك تستمتع وتشتاق إلى الصلاة .
 
 2 - اجعل لنفسك ورداً من القرآن تقرأه كل يوم ، ولا تتركه مهما يكن  ..
 وبين فترة واخرى اقرأ في سورة يوسف عليه السلام وتأمّل مواقف عفّته .
 
 3- اجعل لك في كل عمل تريد ان تقوم به ( نيّة صالحة ) عوّد نفسك على ذلك .
 إذا جئت أن تنام .. قل لماذا أريد أن أنام ؟!
 ثم انو نية صالحة بنومك .. إذا جئت تأكل أو تشرب .. قل لماذا أريد أن افعل هذا ؟!
 ثم انوِ لعملك هذا نية صالحة ..
 وهكذا كل عمل تريد أن تقوم به اجعل لك فيه نيّة صالحة .. بحيث إنك إذا ضعفت نفسك  فيمكن أن تسألها : ماهي النية الصالحة التي أتقرب بها إلى الله في ممارسة العادة ؟!
 
 
 4 - إذا كنت تحب القراءة ، فهناك كتاب اسمه : الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية . اقرأه .
 
 5 - ارتبط بمجموعات العمل التطوعيّة .
 فالمشاركة في عمل تطوعي  يرفع معدّل  الشعور الروحاني عند الشخص كما أنه يساهم في إشغال وقته .
 6 - لا تخلُ بنفسك مع أجهزتك الذكيّة .
 7 - تخلّص من كل شيء يمكن أن  يجرّك أو يذكّرك  بالغريزة وهيجان الغريزة .
 8 - احفظ بصرك عن النظر للحرام أو إطلاقه في محارم الناس .
 وهذه النقطة مهمّة جدا .. فإن العين بريد القلب .
 9 - في اللحظة التي تضعف فيها نفسك .. غيّر مكانك .. قم وتوضأ .. صلّ ركعتين وانطرح بين يدي الله أن يحصّ، فرجك .
 10 - أكثر لنفسك من الدّعاء . وانطرح بين يدي الله تعالى أن يصلح شأنك .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 
 

10-01-2015

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني