في الغربة وزوجتي ترفض أن تعود إليّ

 

السؤال

السلام عليكم... أنا متزوج حديثا وأنا وزوجتي نحب بعضنا . بعد الزواج انتقلت زوجتي للعيش معي خارج بلدنا ، بعد انقضاء شهر العسل انتقلنا للعيش في منزل والدي وكانت الأمور علي ما يرام وكان هذا الأمر متفقين عليه أنا وزوجتي أن نعيش في منزل أهلي . بعد فتره لم تكن زوجتي مرتاحه وطلبت الانتقال إلى سكن خاص لم أعارض وانتقلنا إلى سكن خاص حيث أن هذا حق من حقوقها. بعد قرار الانتقال أخبرت والداي بهذا ورفضا رفضا شديدا ، ولكن حاولت جاهدا إقناعهم ، ولكن أمي لم تكن موافقه وبدافع الغضب سمعت زوجتي بعض الكلمات من أمي وكانت لاذعه .. أظهرت زوجتي الاستياء وطلبت مني أن تعود إلى بيت أهلها لتعيش من غير أن يجرح أحد كرامتها . احتويت المشكله بيننا وأخبرتها أن هذا الكلام مجرد ساعه غضب ليس إلاّ .. أحسّت والدتي بالأمر واعتذرت لزوجتي بطريقه دبلوماسيّة . انتقلنا للعيش أنا وزوجتي وكنت كل يوم أزور أمي لكي أخفّف عنها ولكي لا تغضب علي .. تدريجيا بدأت والدتي بتقبل الموضوع.. هنا ظهرت مشكله أخرى اخبرتني زوجتي أنها لا تتحمل العيش في الغربه وأن البلد صعبه والمعيشه هنا لا تعجبها. كنت أخفف عنها بالكلام ، وأن تصبر وسوف تتعود وكنت كل يوم أخرج من دوامي مبكرا لأعود إلى البيت ، وفي المساء نخرج من المنزل لكي نغير جوا وفي بعض الأيام كنت اخذها لصديقتها لتقضي معها النهار ، واعود من العمل ونرجع سويا. رغم هذا لم تكن مبسوطه وكانت في هذه الأيام بدأت عليها علامات الحمل وأصبحت تتضايق من الروائح حتي من رائحتي أنا !! وكانت ترفض الأكل ، وكانت في كل يوم تلح عليّ بأنها تريد أن تذهب إلى أهلها ، وكنت أقول لها أن تصبر وحاولت بكل الطرق أن ارضيها لدرجه أنها كرهت الشقه التي انتقلنا اليها ، وعندما احسست بذلك ذهبنا إلى شقه مفروشه لكي أحسّن لها من حالتها المزاجيه. ولم اجد تغير بل ازادد الوضع سو واحتدم النقاش واخبرتني بأنها تفضل الطلاق علي أن تعيش معي هنا! فكرت في حالتها ووضعها النفسي والصحي وقلت خير لها أن تذهب وتقضي شهر مع أهلها وأخبرتها بذلك فرحت وكانت تعد الساعات لكي تسافر.. قلت في نفسي لعل الأمر من الوحام وهذا هو السبب..لكره العيش معي وبعد سفرها كنت أتصل عليها وأريد وصلها وكانت تتهرب ولا تكلمني . قلت ايضا من المحتمل أن يكون للوحام سبب. مضت الأيام ولم يتغيّر الحال وأصبح التواصل شبه !! وفي محادثة لنا أخبرتني بأنها لن تعود هنا ولا تتحمل ذلك وإن كنت أحبها علي الانتقال معها أو أن ننتقل للعيش في بلد اخر .. تحدثت معها بمنطق العقل بأننا في بدايه حياتنا وأن قرارً مثل هذا من شأنه أن يدمر مستقبلنا . وحاولت أيضاً بمنطق العاطفه ولكنها كانت ترفض ووضعت في رأسها فكره مسبقه بعدم العوده والعيش معي نهائيا ، حاولت أن أعرف منها أسباب أخرى ، فتفاجأت بأن هنالك سبب له علاقه بـ ( أمّي ) بسبب النقاش السابق في مشكله انتقالنا للسكن الخاص بنا ، وأن ما سمعته لم تقدر ولن تقدر علي نسيانه!! صدمت أنا وأخبرتها بأن أهلي لا يكنون لها إلاّ الخير وبعد اعتذار امي لها يجب عليها أن تسامح وتتغاضى عن الموضوع. وكان كلامي من غير فائده.. لا أخفي عليكم تأثير المشكله علي نفسيا وفي حياتي العمليه ايضا . فقد أصبحت في وضع لا أحسد عليه بين أن أترك والدي وعملي أو أن أترك زوجتي ! أصبحت أفكّر وأدعو الله أن يهديني لمخرج من هذه المشكله . لم أخبر أحداً بمشكلتي سواء من أهلي أو أهلها ، وقررت أن أرجع لها بعد انقضاء فتره الشهر الذي وعدتها بأن تبقي في بيت أهلها ، وفي نيتي أن أجلس معها وأن أنصحها وإن لم تستجب أخبر والدها .. هذا ما أفكّر فيه هذا طلب استشارتي اليكم طالبا النصح لي هل أنا المخطئ أم أن هذا حسد أم أن زوجتي مخطئه أو أن الأمر كله بسبب الوحام .. وشكرا

17-11-2014

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح لك في زوجك ، ويديم بينكما حياةالودّ والرحمة ، وأن يرزقكماالذريّة الصّالحة .
 
 أخي الكريم ..
 أمّا مسألة السكن والانتقال من منزل الوالدين لسكن خاص  ، أعتقد أنها قضية وانتهت .
 وما حصل بشأنها أمر طبيعي .. فكل أم تحب من ولدها أن يكون بجانبها .
 وكثير من الزوجات تحب أنتكون في سكن مستقل .
 لذلك كنت حكيماً حين حاولت إقناع والدتك بطريقة هادئة وبطريقة تستجلب رضاها .
 
 ايضا تفكيرك في أن حجزت لزوجتك تذكرة للسّفر لبلد أهلها كان تفكيراً حكيماً وعاقلاً ..
 
 تبقى المشكلة أن زوجتك ليس عندها مانع من الغربة ، لكن تشترط أن تكون الغربة في لبلد غير البلد الذي أنتِ فيه .
 مما يعني أن مشكل الغربة ليست هي المشكلة التي تمنعها من الرّجوع .
 حين ذكرت لك هي أن السّبب : أنها لا تستطيع نسيان ما قالته أمك !
 قد يكون هذا الكلام ليس حقيقيّاً ، بمعنى أن الضغط النّفسي الذي تجده بسبب الحمل ، وبسبب تفكيرها في الغربة  يجعلها  تجترّ كل ما يصلح أن يكون سبباً لتبرر موقفها .
 
 لذلك النصيحة لك ..
 أن تتكلم معها بهدوء ، وتبيّن لها : 
  1 - أن  الوالدين هما أهم ما يكونان في حياتي ، لنهم بركة على حياتي وبركة بعد مماتي . وأنه حتى لو فكّرت أنتغيّر بلد الغربة فإنك ستصحب والديك معك . ولن تتركهم .
 
 2 - أن تغيير بلد الغربة سيكون مكلف ماديّاً ، ومرهق نظاماً . ستحتاج إلى وقت لتجد وظيفة أو عملاً أو حتى سكناً .. ونحو ذلك من المسؤوليات المترتبة على تغيير بلد الغربة .
 
 لابأس أن تتركها عند أهلها حتى تضع حملها ..
ولابد أن تتكلم مع والدها بهدوء ، وتبيّن له الحاصل بهدوء ، دون أن تشرح له كل هذه التفاصيل التي كتبتها في رسالتك .
 فقط  بيّن له أن زوجتك ترغب في البقاء ، وأنك ستتركها عندهم نزولاً عند رغبتها حتى تضع حملها .
 
 صحيح الأمر سيكون فيه مشقة عليك في غربتك ، لكن ذلك  يهون - إن شاءالله - ما دمت ترى في زوجتك أنها صالحة طيّبة كريمة في طبعها فيما يغلب عليها .
  
 وتواصل معها ما بين فترة وأخرى ، ولا تفتح معها سيرة الرّجوع  . فقط اجعل تواصلك معهاللإطمئنان عليها وتحريك مشاعرها بالشوق .
 
 ليس هناك حسد ولا عين ، كل ما في الأمر أنه اختلاف في نمط التفكير بينك وبينها ، وتأخّر في التأقلم النفسي على الغربة وما فيها .
 
 استمر في الدّعاء ، فإنك بهذا طرقت الباب الأعظم للفرج .
 والله تعالى يقول : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  ) [ غافر : 60 ] .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

17-11-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني