في ظل غياب زوجي أعيش في بيت حماتي !

 

السؤال

السلام عليكم .. أنا عندى 21سنه متزوجه عندى بنت 2سنه وبنت 2شهر أنا انطوائيه عصبيه مؤخرا .. أحب الخصوصيه وأكره أن يتدخل أحد فى حيانى أو يطلع عليها . سُجن زوجى ظلما من عدّة أشهر ولا أدري متى يخرج ، فالأمر بيد الله وحده .. سافرت بناءً على طلب أمه إليها لأضع مولودتى عندها وبعد شهر من إقامتي فى بيت أسرته ولدت وفوجئت أن زوجى يقول لى لا تعودى ولتبقى هناك .. المهم علاقتى بأسرته كانت طيبه جدا .. أنا ملتزمه ولا أختلط بإخوانه الرجال لذلك أجلس فى غرفتى طوال الوقت ، ولا أخرج إلاّ قليلاً لأساعد حماتى . في المنزل لزوجى أخ 3سنوات ..وابنتى الكبرى تحبه وتلعب معه وتقلده فى كل شى وتكون طوال اليوم بالخارج معه ، وأنا كنت أثق فحماتى فى أنها ستوجهها وتعتنى بها ، ولكن لاحظت أنها تعلّمت تسب و طريقه كلامها سيئه وتنادينى باسمى وتنادى جدتها ماما . حاولت أن أبقيها عندى في الغرفه فأساءت حماتى الظن واتهمتنى أني أنانيّة أريد ابنتى لنفسى فقط ، وأن فلانه حاولت تعمل كده حماتها طردتها وزوجت ابنها من أخرى ، أخبرتها أنها أساءت الظن بى فأنا أريد أن أربّي ابنتى فقط ولمتها على تهديدها لى ، واخبرتها أننا أسرة واحدة ولا يجب أن نسئ الظن فى بعضنا وقبّلت رأسها وراضيتها ، ولكنى لاحظت أنها تحاول أن يكون بنتى متعلقه بيها أكثر ، وانها تقولها يا ماما وتنادينى أنا باسمى وإذا قال لها ابنها يا جده نهرته ومنعته من ذلك وتتقبلها من ابنتى عادى.... سؤالى كيف أربّي ابنتى فى ظل هذه الظروف وكيف أتصرف مع حماتى فإن أسلوبي وطباعى فى التربيه تختلف معها بشده .. مع العلم أن حماتى بشهادة الجميع تحب السيطره والامتلاك ، وأخشى أنها تريد أن تسيطر على ابنتى وتجعلنى بلا أهمية لها .. ولو تنصحنى بكتاب أقرأه بخصوص ابنتى لأنها أصبحت عصبيه وعنيفه خصوصاً منذ ولادتى وتغار من أختها بشدّة . وأخيراً : لو تنصحنى كيف أتعامل مع ظروفى دون أن تُؤثّر على نفسيتى ، فمؤخّرا أصبحت عصبيه ومتوتره وأخشى على بناتى يضيعو منى

12-11-2014

الإجابة

 
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  . . 
 وأسأل الله العظيم أن يكون لك عوناً وظهيرا ..وأن يفرّج همّ: ، ويعجّل بالفرج لزوجك ، ويلمّ شملكم ..
 
 أخيّة . . 
 الابتلاء سنّة من سنن الحياة . والله تعالى ( لطيف بعباده ) وحين يقدّر الله تعالى على أمته أمراً ،وفي ظاهره المشقة والتّعب لكن الله يجعل في باطنه النعمة واللّطف .
 كانت أم سلمة رضي الله عنها تحب زوجها أبو سلمة رضي الله عنه حباً شديداً وكان يحبها . فابتلاها الله بموت زوجها وفقد حبيبها ..
 لكنها لم تكن تعلم أن من وراء هذا القدر ( المحزن ) الذي أفقدها حبيبها أنها ستكون من وراء هذا القدر ( أمّ المؤمنين ) وزوجة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه .
 
 المقصود أن المرء حين يقدّر الله عليه أمرً يحزنه أو يجد فيه مشقة على نفسه يجدر به أن يسلّي نفسه أن منوراء هذا القدر نعمة ورحمة ولطف .
 
 فإن كان زوجك سُجن ظلماً .. فهذا يعني أن الله تعالى فتح له أبواب السماء ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
 ولعل في بُعده عنكم فرصة لك لتستثمري  غيابه في تطوير ذاتك ومهاراتك في إدارة حياتك . فإن المواقف تصقل المهارة ، وتفتح لك الفرصة للتطوير .
 
 أخيّة . . 
 من أهم ما يُمكن أن نستفيد منه في إدار حياتنا أن نتعلّم كيف ندير ذواتنا ..
 نحن نملك أنفسنا والتغيير فيها ، لكننا لا نملك كثيراً أن نغيّر في الظروف التي نعيشها أو تحيط بنا .
 لذلك ينبغي أن يتجه تركيزك إلى ( نفسك ) لا إلى ظروفك ..
 نفسيّتك .. هي صناعة ( فكرتك ) !
 ما تفكرين به سينعكس أثره على نفسيّـتك ..
 حين تفكرين بطريقة سلبية أو بفكرة سلبيّة بالطبع ستكون مشاعرك ونفسيّتك سلبيّة ومؤلمة ..
 
حين تقولين أو تفكرين مثلا : أن والدة زوجك تحب السيطرة !
 هذه الفكرة بالطبع سيكون لها انعكاس سلبي على نفسيّتك وفي نفس الوقت انعكاس على سلوكك ..
 فسلوكك سيبقى أسيراً لفكرتك ..
 ماذا لو كانت الفكرة : أن والدة زوجك عندها نوع مبالغة في الحرص  بدافع الحب .
 ماذا ستكون نفسيّـك تجاه هذه الفكرة ؟!
 أعتقد ستكون نفسيّـك تجاه الفكرة هو التماس العذر لوالدة زوجك الأمر الذي يجعل من السهل التعايش معها .
 لذلك أي موقف في حياتك ..
 أي فكرة في ترجمة الأشخاص من حولك حاولي أن تترجميها وتفكّري فيها بطريقة أو بأفكار لا تنعكس عليك بأثر سلبي .
 
 عصبيّتك وتوتّرك .. هي مشاعر وسلوكيات مرتبطة بأفكار تفكرين بها ..
 لذلك لا تركّزي على مشاعر التوتّر والعصبيّة .. ركّزي : ماهي الفكرة التي أثارت عصبيّتي أو توتّري .
 وحينها تعاملي مع الفكرة لا مع المشاعر ..
 
 فكرة : ان والدة زوجك تريد أن تسيطر على طفلتك .. هذه الفكرة سلبية وغير صحيحة .
 هي حريصة ، وربما تبالغ في حرصها  سيما وأنها تنظر لها أنها ابنة ابنها ( المظلوم ) لذلك لا تفكّري أو تفسّري موقفها على أنه ضدّك .
 لا يوجد طفلة يمكن أن تفقد ارتباطها الشعوري بأمها ..
 طفلتك مهما تكّلمت أو قالت تبقى طفلة وقلبها مرتبط بك أنت .
 كونها تناديك باسمك هذا أمر طبيعي جدا ..
 كونها تشتم وتسبّ .. أيضا هذا أمر متوقع في ظل التربية في بيئة مفتوحة .
 وهذا فيه جانب إيجابي ..
 فاحتكاك الطفل بالمجتمع حوله يساعده على تنمية مهاراته منذ الصّغر ، ويكوّن له  الرصيد اللغوي والمعرفي ..
 حتى لو كان أنه يتلقّى بعض الكلمات السلبيّة .. هنا يأتي دورك كمربية وموجّهة لطفلتك ..
 بعض الكلمات النابيّة يكون التعامل معها بالتجاهل ، وبعضها بالتنبيه الهادئ اللطيف .
 المقصود أن جوّ ( الأسرة الكبيرة ) جو صحّي بالنسبة لنشأة الطفل حتى ولو كان فيه نوع من الأمور التي لا تتفق مع المثاليّة في التربية .
 
 مما يزيد عصبيّة طفلتك ..
 الحرمان ..
 سواء كان بمنعها من محبوباتها كأن تمنعيها من الخروج عند جدتها أو اللعب مع عمها الصغير ..
 هذا الحرمان يولّد عصبيّة عند الطفل ، لأن في هذا الحرمان تهديد لحاجاته النفسية كطفلة ..
 الحرمان العاطفي أيضاً ..
 الطفلة في مثل هذاالعمر بحاجة إلى الاحتضان الدائم ..
 القُبلة ..
 المصارحة بالحب ..
 البعد عن تعنيفها بالصراخ أو الضرب أو حتى كثرة الانتقاد لسلوكها أو كلامها .
 لذلك عالجي السلوكيات الخاطئة عند طفلتك بطريقة غير مباشرة بـ ( الحب ) و ( القُبلة ) و ( الاحتضان ) والقصّة قبل النوم التي تركّزين فيها على معالجة سلوكيات وتصرفات خاطئة من خلال القصّة .
 وهكذا . امنحي طفلتك ان تتعايش مع حياتها ببراءة الطفولة ، ولا تحاولي أن تستنسخي طفلتك لتكون ( أنت ) !
 اهتمي أن تغرسي فيها القيم النبيلة .. بالقدوة والحب لا بالتعنيف أو المنع والصراخ .
 
 اهتمّي ايضا أن تقتربي كثيراً من والدة زوجك . الآن والدة زوجك هي أحد مفاتيح التربية والعناية بطفلتك ..
 لذلك اهتمي بالقرب  منها .. من عاطفتها ومشاعرها ..
 اهتمي أن يكون لك دور في البيت معها ..
 صارحيها بالحب ..
 احتضنيها ..
 عامليها بالهديّة ..
 كوني معها مرحة ..
 المهم أشعريها بقربك وبحبك .. ستحبّك هي وستقترب منك أكثر وستحترم رغباتك أكثر .
 
 أخيّة . . 
 لا أزال أؤكّد وأكرر عليك ..
 سعادتك وتعايشك مع ظروفك تبدأ من : 
 - حسن ظنك بالله . والتفاؤل مع كل قدر يكتبه الله لك .
 - طريقة تفكيرك وتفسيرك للظروف والمواقف من حولك . تصنع مشاعرك .
 - تعاملي مع طفلتك بما يتناسب مع وضعها كطفلة ولا تفسّري مواقفها بطريقة مثاليّة .
 
 أنصحك بقراءةكتب الدكتور مصطفى أبو سعد 
 التربية الوجدانية للطفل .
 والأطفال المزعجون .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

12-11-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني