زوجي في الظاهر ملاك .. ويخفي الهوايل عنّي !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أنا فتاة ملتزمة متزوجة منذ سبع سنوات وعندي ولدين كنت أثق في زوجي ثقة تامه ، وبعد فترة فتحت جواله لأصاب بصدمة نفسية من هول مافيه من صور للمراقص وللنساء العاريات وللخمور . ووجدته يتحدث مع أصحابه عن تلك الأمور ويسأل عنها وكأنه شئ مباح !! لم أكن أتوقع زوجي بهذا الحال أبداً لأنه كان ينكر هذه الأمور من قبل . زوجي طيب ويحبني كثيرا وأنا كذلك ولكن ماحدث أوجد في نفسي منه ، علماً أني أصبحت أشك فيه وأتوقع منه ماهو أسوأ . هجرته فترة وتناقشت معه وحاول إقناعي بحبه لي وأن هذا مجرد كلام ومزح وأنكر شربه للخمر . مشكلتي ا?ن كيف أصدقه وهو يكذب علي طوال هذه الفترة ويظهر لي شخصاً عاقلا محترما وهو عكس ذلك ، ثم إنني اكتشفت أنه يدخن بعيدا عني منذ 3 أو 4 سنوات وكنت أطلب منه أن يترك هذه الخطيئة وهو يتحجج بأنه يدخن في فترات متباعده وأنه ليس مدمن ولن يدخن أمام أبناءه لعلمه بهذا الخطأ ، ويطلب منّي إعطاءه المجال لممارسة التدخين دون إثارة مشكلة لكون أصحابه يدخنون ونساؤهم يجهزون لهم الشيشة أيضا . أصبحت كثيرة الحزن والهم والقلق وأخاف أن يؤثر هذا في علاقتي به وبأولادي أرشدوني جزاكم الله خيرا وأرجو أن تنصحوه أيضا لعلنا ننتفع بنصحكم وبارك الله فيكم ونفع بكم .

11-07-2014

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصرف عنكم السوء وأهله وأن يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .

 أخيّة ..
 من خلال رسالتك يظهر أن زوجك يقرأ ما سيصلك من رد على استشارتك ..
 لذلك اقول لك وله :

 ( الحب ) نعمة وهبة من الله .
 قال الله تعالى ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ) [ الأنفال : 63 ] .
 وحين هيب الله عبده أو امته نعمة فإنه يريد منهما الشّكر .
 وهناك علاقة بين الشّكر ودوام النّعم .  وبين كفر النّعم والعذاب . قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) [ إبراهيم : 7 ] .
فحين نتساهل في معصية ما ..
 تدخين أو علاقات محرمة ، أو مشاهدات آثمة أو صحبة سيئة .. فحتماً هذاالتساهل  مرة بعد مرّة سيجرّ على الشخص أثر ذلك ولابد !
 اليوم تدخّن  مرات قليلة وبمنأى عن أهلك وولدك ..
 مع الأيام . .  ربما يحصل ما هو أكبر .. لماذا ؟!
 لأن المسألة مسألة إرادة وقرار ..
 إمّأ أن تقرر أن لا تدخّن او تقرر أن تدخّن !
والله تعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) [ النور : 21 ] .

 من كل هذا نُدرك : أن النّعم تدوم بالشّكر ، والشّكر يكون باستخدام النعمة كما يحب الله لا كما نهوى نحن !

 أخيّة . .
 لو سمحت لي أن أقف مع جُمل مهمّ’ في رسالتك ، وهي تعطيك بإذن الله مفاتيح للحل :
 1 - قلتِ (   كيف أصدقه وهو يكذب علي طوال هذه الفترة ويظهر لي  شخصاً عاقلا محترما وهو عكس ذلك ) .
 هنا ماذا لو سألتك : كيف كانت مشاعرك تجاه زوجك في الحال التي كنت ترينه أنه يظهر لك بالاحترام والرجاحة والعقل ؟!
 أعتقد انك ( ربما ) تقولين أن مشاعرك تجاهه كانت جداً رائعة !
 السؤال : ما الذي تغيّر إذن ؟!
 لاحظي هو لم يتغيّر .. هو كان يظهر لك الاحترام وفي نفس الوقت كان يستخفي بأمور غير جيّدة !
 إذن الذي تغيّر  هو : أنتِ !
 أجمل ما يكون في العلاقة بين الزوجين أن يعيش كل طرف مع الآخر بما يظهر له لا بما يخبّئه عنه !
 لا يوجد إنسان بلا تقصير ..
 بلا معصية ..
 بلا ذنب !
 لولا ستر الله لانفضح الخلق .. لكن الله حيي ستّير يحب السّتر .
 من الأخطاء الفادحة والمؤثرة على العلاقة بين الزوجين ..
 التنصّت والتصنّت والتفتيش والتنقيب والبحث وكشف المستور !
 لذلك لا ينبغي لا للزوجة ولا للزوج أن يبحث أو يفتش ليكشف المخبوء !
 كل ما علينا أن نستمتع بشريك حياتنا بما يظهر لنا منه من الخير والحب والاحترام .
 وفي نفس الوقت أن نعين شريك حياتنا على تطوير الشيء الجميل فيه بالتوجيه والنصيحة ورفع مستوى المراقبة الذاتية ومراقبة الله تعالى .

 2 -  قلتِ ( ثم  إنني اكتشفت أنه يدخن بعيدا عني منذ 3 أو 4 سنوات  ) !!
 والسؤال هنا .. هل لاحظت ماذا حصل بعد أن اكتشفت هذاالأمر ؟!
 الذي حصل أن الأمر تطوّر من كون أنه كان شيئا بـ ( السرّ ) إلى أن يطلب منك أن تمنحيه فرصة لإن يدخّن بدون ممانعة منك !
 لاحظي أن الكشف كسر ( حاجزاً ما ) !
 لذلك كان من الأفضل لو أن هذاالحاجز بقي لأنه مع الأيام ربما يكون معيناً له على أن يترك ويبتعد عن التدخين .

 النصيحة لك أخيّة ..
 - أن تتعلّمي من مواقف الحياة ، سيما وان حياتك الزوجية مضى من عمرها ( 7 سنوات ) .. فالأيام بمواقفها تعلّمنا أن نتطوّر  لا أن نبقى ( مكانك سر ) وبنفس طريقة التفكير قبل سبع سنوات !

 - أن تحرصي أشد الحرص على عدم التنقيب أو البحث في المستور مهما يكن السبب !!

 - أن تطردي هواجس الشيطان من الشكّ واعتمدي على اليقين الذي يظهر لك من زوجك وهو ( حبه لك ) .. واليقين لا يزول بالشك !

 - اهتمّي ببناء الجوانب الإيمانية في نفسك وفي نفس زوجك من خلال التركيز على الاهتمام بالصلاة .
 الاهتمام بأن يكون لك وله ورد من القرآن ..
 الاهتمام أن يكون بينك وبينه برامج إيمانية مشتركة مع بعضكما ..

 - أن تتأكدي تماماً أن الزوج حين يخطئ أو يكون على معصية فهو بحاجة إلى من يساعده ليخرج من هذا المستنقع لا من يزيد عليه الولوغ في مستنقع الرذيلة !
 الشعور بالصدمة .. بالشك .. لن يجعلك قادرة على أن تكوني في موقف المساعدة الحريصة على زوجك بقدر ما يجعلك تدورين حول ذاتك أنت !
 لذلك ..
 اخرجي من مشاعر الصدمة بأن تدركي تماماً أن ما وقع فيه زوجك هو شيء ممكن أن يقع من أي إنسان كون أن طبيعة الانسان التقصير والنقص .
 هذا لا يعني التبرير للخطأ إنما يعني تفسير الموقف وبواقعية والتعامل معه بطريقة صحيحة لا بصورة مثالية أو أن نتوقع أنه ينبغي أن يكون الرجل مثالياً في شخصه وشخصيّته !

 واخرجي من مشاعر الشك باليقين .

 أكثري له ولنفسك من الدعاء ..

 والله يرعاك ؛؛ ؛

11-07-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني