برود زوجي عاطفيا يقتلني !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجه من 12 سنه ولدي 3 بنات ، وأعمل من بعد سنه من زواجي جامعية وناجحه في عملي - ولله الحمد - وعلاقاتي الخارجيه والعائلية ، وزوجي جامعي وموظف .. نسعى من بدايه زواجنا ع تلبية احتياجاتنا الأسرية والعنايه بأبنائنا خلقيا وعلميا عن طريق الاتفاق في التوجيه وإدخالهم أفضل المدارس وإعطائهم دورات تدريبيه وتحفيظهم القران.... زوجي بطبعه هاديء وأنا اجتماعيه بعض الشيء وكلانا يتصف بالعقلانيه والاتزان ، ولكن المشكله أني أعاني من صمت زوجي الدائم وعدم بوحه بمشاعره لي ، وقد تحدثت معه كثيرا بهذا الموضوع وكلما تحدثت زاد بُعداً وجفاء لي حتي أنّا أصبحنا منذ سنة نفتقر للعلاقه الزوجيه حتى تكاد أن تكون مره بالشهر وأصبحت لا أسمع منه كلمه ( أحبك ) أبداً رغم أني ألحّ له بالطلب لسماعها لـأشبع احتياجي العاطفي ولكن لا يزداد الأمر إلاّ بُعداً . ذات مره استحلفته بالله اذا كان يحبني ورفض قولها محتجا أن بعد كل هذا العمر لاتعرفين رغم أنه كان يقولها سابقا ، وطبعا حتى اهتمامه بي اختلف وتغير عن السابق تماما إلاّ في جانب الاحتياجات والواجبات المنزليه فهو غير مقصر أبداً . في بدايه فتره الخطوبه كان هناك شيء غريب فمنذ أن ملّك علي لم يتصل أو يسأل حتى استغربت ذلك كثيرا واستنتجت بعد ذلك بأن السبب هدوءه وأدبه وخجله ، أسمع من النساء أن زوجها يشعرها بأنوثتها ولكن لا أعرف معنى هذه العباره ، أسمع أن الرجل يثني على زوجته عندما يرى منها مظهرا جديدا او تغيرا ولكن مع زوجي لا أرى ذلك إلاّ ربما إذا كان تغيرا جذريا تماما .. اهتم بنفسي وبه ولكن ليس بشكل يومي نظرا لانشغالي بين العمل والأبناء والبيت ، كنت كل فتره أعمل تغيير بالبيت وحفله خصوصا عندما يسافر ولكن يقتلني بروده وردّة فعله حتى أني توقفت عن ذك دون أن أعلم ( فاقد الشيء لا يعطيه) بحثت بالامس في الشبكة العنكبوتيه عن أسباب ذلك واستمعت لمقاطع لدكتور خليفه المحرزي واكتشفا أننا نعاني من طلاق عاطفي منذ فتره ، وكانت صدمه كبيره لي فوق صدمتي العاطفية .. أرسلت له المقطع والمقالات للمشاهده والاتعاظ ولكن (صمممممت) !!! لا أستطيع أن أتجاهل مشاعري وأعيش بدون حب وعاطفه أو أعيش مع رجل لدي شك بأنه لايحبني ويعش معي لأجل أبنائه فقط !! فكّرت بأن أطلب الانفصال ولكني أفكّر ببناتي الصغار . إني أتألّم كثيرا من داخلي ولا أستطيع تجاهل مشاعر الألم ، وهذه الأيام أنا جداً منهاره حتى أنّي أبكي طيله اليوم.. فكرت بأن اقول له هيا نذهب لمستشار أسري واذا لم يستجيب أن أذهب لأهلي فتره من الزمن يراجع كل منا فيها نفسه وإذا لم يجدي أن أعيش عند أهلي وأربّي بناتي وله الخيار بتعليقي أو الإنفصال ! أريد حياة أسريّة سعيده مترابطه ممتلئه بالحب ومستعده لعمل كل مايحقق هذا الهدف ولكن من الطرفين فأشيروني جزاكم الله خيرا ماذا أفعل ؟!

21-04-2014

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويصرف عنكماالسوء وأهله . ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة . . . 
 
 أخيّة ..
 دعيني أبدأ معك الحوار من حيث انتهت رسالتك ، تماماً من حيث قلتِ ( فكرت بأن اقول له هيا نذهب لمستشار أسري واذا لم يستجيب أن أذهب لأهلي فتره من الزمن يراجع كل منا فيها نفسه  وإذا لم يجدي أن أعيش عند أهلي وأربّي بناتي وله الخيار بتعليقي  أو الإنفصال ! ) !
 
 هذه النتيجة التي توصّلت لها بعد سرد معاناتك ، وبعد تلخيص حياة عمرها ( 12 ) عاماً وصلتِ لهذه النتيجة التي لخصتيها في ثلاثة اسطر ..
 والنتيجة تقول : أن عندك القدرة على أ ن تتعايشي مع واقعك ، وأن توجدي لنفسك  اتجاه  يُشغلك عن البحث عن اهتمام زوجك بك ..
 أنتِ في النتيجة لا تبالين ( طلّقك أم علّقك ) .. ابنائك عندك أهم ..
 مما يعني أن عندك أمر يمكن أن يملأ عليك حياتك ويعوّضك النقص الذي تشعرين به تجاه زوجك .
 
 أخيّة ..
 ليس بالضرورة ما توصّلت إليه من نتيجة تعتبر نتيجة خاطئة ، بل هي جزء من حل ..
 لكن ..
 في العلاقة الزوجيّة  صحيح أنها علاقة تبادليّة سيما في الأمور العاطفيّة . غير أنه من المهم أن يدرك كل طرف عن الطرف الآخر ( سماته ) و ( طبائعه ) حتى لا يحدث هناك نوع من التصادم والمواجهة .
 الرجل يختلف عن المرأة . . كما قال الله  (  وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى  ) [ آل عمران : 36 ] .
 فكما يختلف الرجل عن المرأة في ( الخِلقة ) فهو يختلف ايضا عنها في كثير من الأمور النفسية وطريقة التفكير والاهتمام والتعبير والتفسير ونحو ذلك .
 معرفة الطبائع تساعد كل طرف ليس بأن يحتفظ بكريزما طبيعته بل ليقترب قليلاً من طبيعة شريكه ، وفي نفس الوقت معرفة الطبائع تساعدنا أن لا نعيش نوع من الصدمة أو الألم حين نجد من شريكنا أنه عكس التوقّع !!
 
 أخيّة ..
 الرجل بطبعه ( قليل ) التعبير عن الحب بـ ( الكلام ) .
 هذا الأمر إمّا ..
 لأنه فعلا لا يحب .
 أو لأنه عاش نوع من التربية أو الثقافة البيئية بأنه من العيب أن يعبّر الرجل عن حبّه ..
 أو لأنه لم يتعوّد ذلك . . 
 أو لأنه يعتقد أنه يعبّر عن حبّه بطريقة أخرى وليس شرطاً أ يعبّر بالكلام .
 
 هنا يجدر التنبيه بالتوجيه النبوي العظيم الذي فيه ( إذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيُخبِرْه أنه يُحبُّه ) هذاالتوجيه مع ألخ والصديق فكيف الشأن مع الزوجة فهي أحق بمثل هذا التعاطف .
 
 لذلك أخيّة ..
 هنا ينبغي عليك أن تلاحظي حب زوجك لك لا أن تطلبيه أو تختصري حبه لك في كلمة ( احبك ) على أهميتها وجميل أثرها . . 
 لكن حين تعيش الزوجة مع زوج لا يقول ( أحبك )  ، وقد صارحته بأنها تحب أن تسمع منه ، وبيّنت له ثم هو لا يهتم لذلك ..
 فإن من الألم وتكريس الألم النفسي أن تبقى الزوجة متطلّعة إلى هذه الصورة فحسب من الحب ..
 بل ينبغي أن تتعامل مع ( الحب ) بطريقة أخرى ..
 وأن تتعامل مع مشاعرها ايضا بطريقة أفضل ..
 
 لاحظي حب زوجك لك ولا تسأليه ..
 اهتمامه ببيته وبالأبناء وبأغراضكم وبالتمويل المادي لكم وعدم تقصيره  - على أن هذا التصرف مادي  بحت - غير أنه مليئ بالمشاعر ..
 فقط حين ننظر للتصرف بفكرة غير الفكرة المادية ستتحسن نظرتنا لكل سلوك ايجابي يقوم به تجاهك .
 
 مارسي أنت الشيء الذي تريدينه منزوجك .. مارسيه معه .
 تكلّمي معه بكلمات دافئة ..
 قولي له ( أحبك ) ( أشتاق لك ) .. ( روحي . عيوني . فديتك ) ومن مثل هذه الكلمات التي فعلا   تحتاجها مشاعرك ..
 لكن مارسيها بطريقة ( المتعة الذاتية ) لا بطريقة ( انتظار الرد ) !
 بمعنى أن تستمتعي بكل ما تقولينه لزوجك دون أن تربطي متعتك بانتظار ردّةفعله أو حتى بردّة فعله الباردة ..
 بعض الأزواج يمكن يكون بارداً في ردّه ويمكن أن يكون جافّاً .. لذلك لا تربطي متعتك بردّ’ الفعل ولا بانتظارها .
 
 صحيح أن  المتعة تختلف في أثرها حين يكون هناك ردّ مقابل جميل أو بأجمل . ولذلك امر الله في آية ( ردّ السلام بقوله : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [ النساء : 86 ] .
 وذلك لما للردّ من اثر على نفسيّة  الطرف الآخر .
 هذا في السلام فكيف الشان بالعبارات الدافئة بين الزوج وزوجته !
 
 والمقصود أخيّة . . 
 أن تتحكّمي بمشاعرك من خلال تحكّمك بطريقة تفكيرك ..
 ذكرتِ في وصف نفسك انك ( عقلانيّة ) وهذا مما يسهّل كثيراً عليك في أن تتحكّمي بمشاعرك من خلال  ضبط اتجاه الفكرة ..
 فقط اضبطي تفكيرك وفكرتك على أن تستمتعي بما تقولين به .. ستكون مشاعرك أجمل مع نفسك .
 
 مارسي هذا الحب مع أبنائك وبناتك ..
 مارسيه مع أخواتك ..
 مع والديك ..
 مع إخوانك ..
 هذه مسارب مشروعة لإشباع هذه الرغبة . فلا تحصري نفسك في اتجاه واحد على أهمية ذلك الاتجاه بالنسبة للزوجة .
 
 لا تكثري على زوجك السؤال : لماذا لا تفعل كذا .. ولماذا فعلت كذا !
 الشخصية العقلانية شخصية تحب التأييد ولا تحب  التحقيق .
 
 نعم .. 
 فكرة الذهاب لمرشد أسري اجتماعي .. فكرة جيّدة إن قبلها .
 فإن لم يقبل بها . . 
 فاستمرّي ما بين فترة واخرى في إرسال بعض المقاطع التي تنمّي عنده التثقيف الزوجي وليس النقد الزوجي .
 وتخيّري المقاطع المناسبة لذلك .
 
 أخيّة . . 
 في القرآن الكريم يعلّمنا الله أن ( الحب ) رزق ومنحة منه سبحانه وتعالى .
 قال الله ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) [ الأنفال : 63 ] .
 فالحب منحة من الله . . 
 لذلك أكثري الدعاء وسؤال اللهتعالى أن يحنّن قلب زوجك عليك ، ويؤلّف بين قلبيكما .. ولا تيأسي أو تتعجّلي واستمتعي بطلبك هذاالأمر من الله .
 
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛ 

21-04-2014

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني