أمي لا تفهمني ... وتكرهني !

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا فتاة عمري 17 عاماً وانا الان استعد للدخول لمرحلة الثانوية العامة (التوجيهي )ومتفوقة دراسياً ! اعاني من مشكلة في اسرتي حاولت حلها عدة مرات ولكن بلا جدوى بل بالعكس في كل مرة احاول حلها ينقلب الامر كله علي لذا انا بحاجة ماسة الى مساعدتكم ونصييحتكم !! مشكلتي هي .... امي ... امي هي احد اسباب تعاستي !! ان لم تكن السبب الاكبر فامي تعاملني معاملة جافة جدا حتى اني احيانا لا اشعر انها امي بل اشعر انها انسانة غريبة عني ولم اشعر تجاها باي عاطفة ولم اشعر حتى بعاطفتها تجاهي !! بدأت هذه الحالة تقريبا منذ كنت في العاشرة من عمري !! فامي تغيرت معي واصبحت تعاملني بقسوة وتضربني بشدة حتى بعد ان كبرت لا زالت تضربني وكاني لا زلت طفلة صغييرة مع العلم انها ليست امراة سيئة ولا اماً سيئة حتى بل انها ام مثالية مع كل اخوتي الا انا !! وهي امراه مثالية مع كل النااس الا انا !! انا اكبر اخوتي ولكني لا اشعر بذلك ابدا فهي لم تعودهم على احترامي بل بالعكس فهم سيئوون معي للغاية ولا يحترمونني ابدا بل يشتمونني ويضربوونييي في بعض الاحيان وهي لا تبدي اي اهتمام !! امي امراة عاملة تعمل طبيبة اسنان .. تخرج من منزلها الساعة التاسعة وتعود الساعة الرابعة .. وطبعاً تعود منهكة متعبة غير قادرة على الجلووس معنا بل غالباً تخلد للنوم او تجلس لتدريس اخوتي !! وطبعاً انا لاا اعرف طعم طعام امي بل تعودت على طعام الخادمات الذي لا طعم له وبعض الاحيان يكوون مقرفاً ونحن طبعاً مضطروون لاكله او نمووت جوعاً مثلاً ! لقد تعبت من معاملتها السيئة ليي واسلوبها الجاف معي وكاني لست ابنتها فهي لا تكلف نفسها ان تستمع لي او تحادثني وفي رايها انا دائما المخطئة المذنبة التي استحق العقااب ّ واخوتي هم المظلووميين !! لا اذكر يوماً اني جلست مع امي واخبرتها عن اسراري او عن اي شيء يخصني !! انا حتى لا امتلك صديقة ابوح لها باسراري !! مع العلم اني ناجحة اجتماعية فلدي اصدقاء كثييرون لكني لا ابوح باسراري لاحد ربما لانني لا اثق باحد !! لا يزال لدي الكثيير من الكلام لاقووله لكني تعبت صراحة فليس من السهل ان اكتب ذلك فانا لم ابوح لاحد من قبل ! لكني تعبت ولم اعد استطيع التحمل !! وقد حاولت الانتحار عدة مرات لكن لم تصلح اي منها .. فقد حاولت مرة شنق نفسي ولكنها لم تصلح وحاولت قطع شرياني بالسكين اكثر من مرة لكني خفت بصراحة ليس من المووت ولكن خفت من الله ومن عقاابي بعد الانتحاار !! حتى اني اشعر بان الله لا يشعر بي اعلم بانه لا يجوز ان اقوول ذلك وان الله عالم بكل شي ولكني لجأت له كثيراً وبلا جدوى وحاولت مرة قتل نفسي بشرب كمية كبييرة من الدواء لكني لم افارق الحياة يومها فقط شعرت بالم شدييد استمر معي طواال الليل !!!! مع العلم اني متفوقة جدا في دراستي ومتوقع لي معدل مرتفع في الثانوية العامة لكني اشعر اني بدات اتراجع نفسيا وبالتالي انا متاكدة انه سوف يؤثر علي دراسيا لا اعلم لماذا ازداد اضطرابي النفسي هذه السنة ولكن ربما لان اهلي بدأو بالاهتمام بي خوفاً على معدلي الدراسي مما اشعرني بالتعب نفسياً لشعوري بانهم لم يهتمو بي الا لانهم يرديدون مني معدلا مرتفعاً !! انا بحاجة ماسة لمساعدتكم فلا تبخلوو علي بها ارجووكم !!!!

01-08-2012

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. .
 وأسأل الله العظيم أن ينفع بك ويجعلك قرّة عين لوالديك ..

 صدقيني يا ابنتي . . كلماتك في رسالتك تعطي دلالة فعلا على ( تميّزك ) وتعبيرك العفوي عن مشكلتك وعن ذاتك ولم لم تبوحي بكل ما عندك إلاّ أن عفويتك في التعبير يطي مؤشّرا على شفافية نفسك . .

 يا ابنتي . .
 اسمحي لي أن أرتب معك المشكلة بطريقة ايجابيّة حتى نستطيع أن نعرف أين موقعنا من المشكلة .

 1 - بداية لابد أن تعلمي أن الانتحار أو الإضرار بالنفس ليس ( حلاًّ ) ولا يمكن أن يكون حلاًّ .. فإذا كان ما نشعر به من أذى في الدنيا يؤلمنا مع أن عمر الدنيا قصير مهما بلغنا في العمر .. إلاّ أن عقوبة ( الانتحار ) في الآخرة أشد ألماً وأكثر مما نعانيه من بلاء الدنيا .
 لذلك .. التفكير ( مجرد التفكير ) بالانتحار لا يعطينا حلاًّ بقدر ما يفتح علينا مشكلات أخرى .  وأهم استراتيجيّة في حلول المشكلات هو ( خنق المشكلة ) وتضييقها لا توسيعها  واستجلاب مشاكل أخرى لها !

 2 - كل فتاة - تقريباً - في مثل عمرك .. قد تشتكي  قريبا من شكواك .. وأغلب مشاكل الفتيات في مثل هذا العمر هي مشكلة ( أمي لا تفهمني ) !
 طبيعة المرحلة العمريّة . .
 طبيعة التغيرات النفسيّة التي تحصل للفتاة في مثل هذا العمر يجعلها أكثر ( حساسيّة ) تجاه الآخرين خاصة تجاه والديها .
 طبيعة الفرق ( العمري ) بينك وبين والدتك ..
 طبعية اختلاف الاهتمامات بينك وبينها قد يشكّل نوعا من الفجوة . .
 لكن الفتاة العاقلة التي تشتكي من شكوى ( امي لا تفهمني ) الحل أن  تحرص هي ( على فهم أمها ) .
 معرفة الفتاة بطبيعة أمها . . طبيعة نفسيتها .. طبيعة مزاجها .. يساعد الفتاة كثيرا في أن تتفهم مواقف امها تجاهها .
 لذلك افهمي شخصية أمك وتعاملي معها بما يتناسب مع شخصيتها لا بما تحبين أن تعاملك هي به .

 3 - لا يوجد هناك شيء اسمه ( امي تكرهني ) . .  هي قد تتعامل بقسوة . .  قد تتعامل بنوع من التحقير والتهزيء .. لكن ذلك لا يعني بالضرورة الكره . .  هي ربما نشأت في بيئة كانتتعاملها بنفس هذه الطريقة .. فبعض الأمهات تستنسخ طريقة التربية  التي نشأت عليها لتربّي بها ابناءها وبناتها .
 لذلك .. امسحي من ذهنك شيء اسمه ( أمي تكرهني ) .. هي قد تكون قاسية لكن لا تكرهك .

 4 - اعرفي أن عليك واجبا تجاه ( أمك ) مهما كان سلوكها معك ..
 واجب البر والاحسان .. خاصة الأم ( أمك ثم أمك ثم أمك ) مهما كانت قاسية معك فهذا  هي ستُسأل عنه .. لكن يبقى أنك مسؤولة عن برّ ك وإحسانك لوالدتك ولو قصّرتي فيها تحت أي ظرف فهي مسؤوليتك لا مسؤولية غيرك .

 5 - تعلّمي من المواقف الصعبة في حياتك كيف تخرجي منها بإنجاز .
 المشكلات في حياتنا ( امر حتمي ) ..  والعاقل هو من يتعلّم من المشكلات مهارات جديدة ، وخبرة جديدة في التعامل والتواصل ... اثبتي لنفسك أنك قادرة في ظل هذه الظروف أن تكوني مميزة في دراستك .. في أخلاقك .. في صبرك ..
 كثير من العظماء خرجوا من رحم ( ظروف صعبة جداً ) في بيوتهم أو في مجتمعهم .
 الظروف الصعبة .. تقويّ عزائمنا وتمنحنا التفاؤل . .  لأنها تعلّمنا الصبر .. تعلّمنا كيف نتعلّم مهارات جديدة لنتعايش مع واقع لا حيلة لنا فيه .

 6 - في لحظات هادئة جدا . .
 اجلسي مع والدتك . .  صارحيها بهدوء .. صارحيها بحبك بافتخارك بها . . صارحيها بأنك تفاخرين بها أمام زميلاتك وكل من حولك ..
 ثم فضفضي لها عن مشكلتك لكن بهدوء .. كلميها بروح العاطفة .. استثيري عطفها .. فأمك امرأة متعلمة وستدرك معنى كلامك ..
 لا تقولي ( المصارحة صعبة ) فالأصعب منها أن تجلسي تندبي حظّك وحياتك بلا خطوة في الحل .

 7 - بنيّـتي . .
 الله حين يقدّر على عبده أو أمته مثل هذه الظروف الصعبة .. فليس لأنه ( لا يشعر ) بعباده ...وحاشاه جل وتعالى وهو القائل ( الله لطيف بعباده ) ...
 الراحة  والهدوء لا تعني دائما أنها هي الخير والرحمة . .
 هناك فتيات مثلك يجدون أمهات رائعات يعاملونهنّ برحمة وعطف وحب وتدليل .. لكن هؤلاء الفتيات محرومات من الدين أو الأدب ، أو نعمة العقل أو نعمة الصحة أو أو . .
 المقياس في ( لطف الله ) بعباده ليس فيما يجدونه من الراحة والهدوء ..
 بل قد يبتلي اللهتعالى عبده أو أمته لأنه يحبهم .. نعم يحبهم فيريد أن يطهّرهم ويلقونه وهم طاهرين ..
 يبتليهم ليرفع درجتهم . .
 يبتليهم .. ليصقل نفوسهم ومهاراتهم وتفكيرهم . .
 ليس احد في الخلق كلهم أحب إلى الله من نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك طُرد ، وضرب ، وجُرح ، وأُوذي .. والله قادر على أن يمنع كل ذلك عن حبيبه .. لكنه يعلّمنا أن الحب ليس في الراحة والهدوء ضرورة . .
وقد قال : " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً " .

 الشيطان يحب أن تصلي الى مرحلة اليأس .. إلى مرحلة سوء الظن بالله .. إلى مرحلة عدم الثقة بالله . .  وهذه المرحلة وهذا الشعور أقسى واشد ألماً مما تعانيه من أمك .
 لذلك لا تسمحي للشيطان أن يفتح لك باب مشكلة أخرى لكن مع الله !

 أكثري من الاستغفار . .
 أكثري من الدعاء . .
 أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . .

 وثقي أن الله لن يتركك ، وتعاملي مع واقعك بايجابية وتفاؤل  . .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

01-08-2012

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني