زوجي . مزّق قلبي ثم بكى !

 
  • المستشير : الامل الجريح
  • الرقم : 2896
  • المستشار : أ. منير بن فرحان الصالح
  • القسم : استشارات فقه الأسرة
  • عدد الزيارات : 14237

السؤال

زوجي... مزق قلبي ثم بكى  هأنا اكمل السنه الثالثة عشر من زواجي.. ولدي اطفال ولله الحمد , وزوج كريم وحنون لكنه عصبي واحيانا الى درجة الجنون  لقد اكتشفت ان زوجي المحترم ..الذي يخاف الله ..ويواظب على الصلاة..تعرف على فتاة من دوله عربية عن طريق الفيس بوك.. واستمرت علاقتهما الاثمه.. من حب .. و رومانسية ..وارسال صورها القذرة وكلام بذئ يخجل الشخص من ذكره ..  وانا اتابع من بعيد واحترق .. لعلها سحابة نزوة و تنجلي .. فقررت ان استرجع زوجي.. ليس حبا وعشقا في شخصه ..لاوالله فقد سقط من اعلى برجه الذي اسكنته اياه في قلبي .. ولكن خوفا من عقاب الله ..وغَيرةً على محارمه  فبدأت باسلوب الوعظ والمناصحه الغير مباشرة حتى لا يشعر بانني على علم بعلاقته ..واخذت احكي له قصصا لنساء تعرضن لخيانة ازواجهن ..فانتهى زواجهم اما بالانفصال  او خيانات الزوجات عقابا لازواجهم .. وارسل اليه مسجات فيها تذكير وتحذير من ادمان معصية الله .. ثم قررت ان انشئ لي حسابا على الفيس بوك باسم يوحي بانني زوجته ووجهت له دعوة..لتعلم تلك الحقيرة..فكانت الصدمه والطامه الكبرى لزوجي .. فقام بحجبها..ورفض دعوتي  خوفا من افتضاح امره لكلينا..فشعرت بذلك..واصبحت تطارده بالمسجات..وجن جنونها وقررت الانتقام ..فنشرت اسمه ورقم جواله وايميله وعلاقته بها ..وهددته بارسالها الى قائمة اصدقائه .. التي للاسف لم اكن من ضمنها ..فقررت حتى تنجح الخطه ان اقوم بدعوتها وقبلت..واكتشفت علاقتي القريبة به..فعادت الخبيثة الى زوجي وهددته بفضح علاقتهما وارسال مايثبت ذلك الي .. واخذت ترسل الي نسخا من محادثاتهم الاثمه  ورسائل الايميل بينهما..وعرفت انها تريد تحطيم حياته من خلالي وتدمير زواجنا ..فأهديتهاقنبلة لتحرق قلبها.."انني حبيبته وعشيقته الجديده ..وانتي قد انتهت صلاحيتك" في هذه الفترة قطع زوجي علاقته بها..وقام بحذف حسابه كلياً..و انهااااااارت اعصابه .. واصبح لا يستطيع النوم و لا الاكل .. وكل ماحادثته اجده مرتبكا..متخوفا من  ان اواجهه..لانه عرف ان امره افتضح ولايستطيع اخفاءه.. وانا اراقبه..حزين مهموم واشفقت على حاله..ولكنني وقتها قررت الانفصال بعد ان مزق قلبي..وكرهت العيش مع شخص  اعطيته كل مالدي بلا حدود .. لاجد الطعن والخيانه .. فاصبت بحالة اكتئاب وبكاااء مستمر..واخذت اجازة من عملي.. وذهب بي اهلي لشخص يرقيني..ظنا منهم انها عين اصابتني..وزوجي حزين على حالي..ويسألني ماسبب هذا الحزن..ولم استطيع مواجهته..ربما حفاظا على ماتبقى من كرامته وكبرياءه امامي..حتى جاء يوم انهرت فيه تماما واعلنت له انني لااستطيع العيش معه.. ففزع واخذ يبرر بدون سبب انه يحبني ولم يحب احدا غيري..وان هناك امر لم يخبرني به..فتمنيت ان يصمت..وذكر ان نسي حسابه وايميله مفتوح فقام صديقه بالدخول والتعرف على فتاة ومراسلتها.. واخذ يقسم بالله انه صادق ..وانا انظر اليه وابكي (ياالهي زوجي خائن و يحلف بالله كذباً) .. كيف استطيع ان اصدقه بعد ذلك ,وكرهته في هذه اللحظه  و طلبت الانفصاااااال .......... فأمسك بي وضمني الى صدره ..وبعدها اجهش بالبكاااااء!!! واخذ يحلف بالله بانه يحبني ولا يستطيع العيش بدوني..! ووعدني انه سيكون الزوج الذي اريده انا..وان حياتنا ستكون الى الافضل . لقد مر علينا الان 3 اشهر بعد هذه الواقعه المريرة.. وانا لم اجد منه والله الا كما وعدني ..وكما اريد انا .. لكن المشكله الان تكمن فيني انا ..لقد تغيرت شخصيتي ونفسيتي بتغير حياتي ..اصبحت عديمه الثقة بنفسي ..وبمن حولي ..عصبيه لا احتمل اي موقف ..سريعه الانهيار كثيرة البكاء من اتفه سبب..حتى اطفالي اعنفهم بدون سبب يذكر .. اصبحت انسانه شكاكه و مشوشه عقليا و متعبه جسديا. وقد عرض علي مرة ان يذهب بي الى طبيب نفسي (وانا احترق في داخلي كيف هو يذنب وانا من يعاني تبعات جريمته)! لقد تغيرت مقاييس الامور لدي..فاصبح الانسان الفاضل في هذا الزمان تعيسا فاشلا..والانسان السئ الخائن الكاذب  هو من يعيش سعيدا وناجحا .. كرهت عالم الرجال المحترمين ..فكلهم في نظري سواء.. والان فقدت الشعور بالامان معه تماماً .. والثقه به وبالاخرين .. صرت في هاجس انه على علاقه خفيه جديده !! او يحادث فتاة اخرى !! او متزوج بالسر !!    واظل افسر واحلل اي موقف او كلمه منه على انه دليل اخر على شئ يخفيه!! وهكذا حتى اكاد اصاب بالجنون.....  احيانا تراودني الافكااااار الى ان افعل كما فعل بي..حتى نصبح طرفين متعادلين في كل شي!! ونفسي تحدثني ان شعور العلاقة بين رجل وامرأة غريبين  ليس كما بين الزوجين ..فهي تجربه جديدة ولذيذة.. مثل تجربة اصناف متنوعه جديدة من الطعام .. وانا اجزم في نفسي ستكون علاقة ولكن بحدود !!!!!!!!!!!!!!! ولا البث ان اعود الى بكائي وارتمي على سجادتي ..وادعوا الله ان يثبتني ويثبت علي عقلي ويربط على قلبي .. فلم اعد اشعر بشخصيتي السابقة.. المتزنه والمستقيمه.. المحافظه على دينها واخلاقها ..بشهااادة الجميع .. واجد في داخلي حنقا على زوجي..فما ارتكبه من خطأ جسيم في حقه وحقي..ادفع ثمنه من صحتي و عقلي واعصابي .. فيما اجده ينام قرير العين مرتاح البال.. واتسأل ..هل هذه من اثار توبته واقلاعه عن ذنبه..ام من صفات الخائن الذي اعتاد الخيانه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل سيعود الى خيانتي مرة اخرى ؟ وماذا سأفعل وقتها ؟ ان طلبت الطلاق فانا اولا واخيرا من سيخسر ..بيتي واطفالي وحياتي التي بنيتها بجهدي و مشاعري وحاربت من اجلها بدمي ودموعي .. وان بقيت معه فسأخسر صحتي و عقلي ..فحديثه مع تلك الساقطه يعذبني.. فلم يغيب لحظه عن تفكيري ..حرفاً حرفا وكلمةً كلمه  ************************************ هذه حكايتي ..التي لم استطيع البوح بها الى احد ..فلا يعلم مدى معاناتي الا الله .. واعتذر عن الاطاله ..

29-03-2012

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينكما ، ويصرف عنكما السوء والفحشاء ، ويزيّن الايمان في قلوبكما ويكرّه إليكماالكفر والفسوق والعصيان ويجعلكما من الصالحين الراشدين . . .

 أخيّة .  .. .
 في رسالتك لفتات ( رائعة ) وفي نفس القوت ( ملفتة ) . . .
 دعيني ابدأ معك من حيث انتهت رسالتك ...
 ماذا لو طلقك زوجك ..؟!
 هل سيرتاح بالك ويطمئن ضميرك ؟
 يعني هل ستخرجين من هذه الحالة النفسيّة التي تضغطين بها على نفسك ؟!
 لا أعتقد أن ( الطلاق ) هو ( الحل ) ..
 لأني أعتقد ( جازماً ) أنك ( تحبين ) زوجك وهو ( يحبك ) .
 نعم ما تصفينه مجرد ( صدمة ) لا أكثر . .

 لذلك اسمحي لي لو قلت لك أن هذه الصدمة سببها ( أنت ) . .
 بداية :
 - لأنك تتصوّرين أن الذي يواضب على الصلاة ويهتم بأمور دينه أنه ينبغي أن يكون ( ملاكاً ) يمشي على الأرض . . .
 هذا التصوّر المثالي هو الذي سبب  لك هذه الصدمة بل ( ضخّم ) الصدمة في حسّك وشعورك . .
 لماذا نتصوّر أنه ينبغي أن لا يخطئ شريك حياتنا ؟!
 يا أختي .. النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل ابن آدم خطّأء وخير الخطّأئين التوّابون  "
 يا أختي . .  الصحابة هم أشرف الخلق بعد الأنبياء ومع ذلك وقع من بعضهم شرب الخمر والزنا ، ومع ذلك لم يسلبهم هذا الخطأ ( مرتبة الصحبة ) ولا فضلها . ..
 إذن لماذا نحن نتعامل مع من نحب  ( بصورة مثالية عالية جدا ) . .
 التعامل مع من نحب بواقعيّة يساعدنا على أن ننظر للأمور في حدودها وإطارها ، ويساعدنا على أن نعالج ونحل المشكلات بطريقة ايجابيّة . .  وبنفس مطمئنة .

 الأمر الآخر . .  الذي أثر على نفسيّتك . .
 تتبّعك لزوجك و( تجسّسك ) عليه . ..
 أعجبتني كلمتك يوم أن قلت ( غيرة على محارم الله ) . .
 لأن من محارم الله ( تحريم التجسّس ) حتى بين الزوجين ..
 فإن الله نهى المؤمنين والمؤمنات عن التجسس . .
 نعم . . أدرك أنها طبيعة النفس البشريّة تحب أن تكتشف المخبوء عنها . ..
 لكن الله علمنا : " لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم "
 ونبّه إلى أن من أخصّ صفات المؤمنات أنهن ( غافلات ) يعني لا يتتتبعن مواطن الريب ، ولا يبتغين الريبة في أزواجهنّ . . .
 
 لغفلة في المرأة ( محمودة ) . . وليس معنى ذلك كما يقولون ( تدسّي رأسك في التراب ) وإنما المعنى أن لا تتبّع المرأة عورة زوجها . . .  وزلله وخطأه . .  لأن كل إنسان مهما بلغ في تقوه إلاّ أنه غير محمي من الخطأ والضعف والنقص والتقصير والوقوع في الذنب والمعصية . .
 
 ثم لو سألتك .. حين كنت تتبّ‘ين زوجك على الفيس وعلى حاسبه .. هل كنت تتبعين بروح البحث عن (  شيء جميل في زوجك ) أم بروح البحث ( عن الزلة ) ؟!

 نعم لو أن الزوجة علمت بشيء من هذا على سبيل المصادفة كان الأجدر بها أن تمنع نفسها عن التوغّل في البحث وفي نفس الوقت تجتهد في المعالجة بالنصيحة والتوجيه غير المباشر ..
 والهداية من الله ..

 أخيّة . . .
 حين نحب ينبغي أن نحب على ( الحلوة ) و ( المرّة ) . . .
 زوجك حين يقع في خطأ وفي ذنب فهذا يعني أنه أحوج ما يكون إلى من يساعده على نفسه وينتشله مما هو فيه . . .
 كما قال ذلك الصحابي لما رأى قوماً يشتمون صاحبهم الذي يشرب الخمر . .  فسألهم قال لهم أرأيتم لو رأيتموه في حفرة هل كنتم تساعدوه على الخروج منها ؟!
 قالوا : نعم . .
 قال إذن ساعدوا أخاكم على أن يترك الخمرة ولا تعينوا الشيطان عليه .
 هل تتوقعي أن تعاملك مع زوجك بمثل هذاالجفاء أن ذلك قد يمنعه من أن يقع في الخطأ مرة أخرى ؟!
 هو ربما يتعلّم من الدرس . . وقد لا يقع في الخطا مرة أخرى . . .
 لكنه مع طول الجفاء ربما تستفزين عناده ومكابرته فيبحث عن غيرك ( بالحلال ) ويعيش معها الاطمئنان والتقبّل  النفسي .

 الرجل صعب عليه أن يشعر بالإدانة عند زوجته . .وألأصعب أن لا يجد منزوجته عفوا ومسامحة  حين ينكسر . . .
 انكسار الرجل صعب . .  لذلك ربما ينقل هذا الانكسار إلى ( عناد ) و ( معاندة ) . . سيما وأن الشيطان حريص على التفريق . . .
 فنصيحتي لك :
 - لا تمنحي الشيطان فرصة عليك وعلى زوجك فيفرق بينكما .
 لأنه وكما قلت لك ( لا يزال الحب باق ) بينكما . . .  لا تقولي (حلف كذبا ) هو حلف كذبا لأنه لا يريد أن يخسرك وليس لأنه يريد أن يضحك عليك . . .
 صدقيني أي رجل في موقف زوجك ( حين ينكشف أمره ) قد يتصرف برعونة ويتصرف بمبدأ ( خربانة خربانة ) يعني عجبك أو بيت أهلك ينتظرك . .
 أنا أكلمك عن شخصية ( موجودة ) في الرجل ..
 لذلك لما أنه ( بكى ) و ( ندم ) و ( حاول أن يبرر فعلته بطريقة ملتوية ) .. كل هذا فقط ليس ليبرّأ نفسه فهو يعرف نفسه تماما . .  هو فعل هذا فقط لأنه لا يريد ان يجرحك أو يزيد في جرحك .
 لكنك فهمتِ الأمر على عكس ما يتمناه هو . .
 افهمي زوجك وافهمي أنه يحبك .. ولا تعطِ الشيطان فرصة .

 -  لا تقولي هل سيخونني مرة أخرى . . .
 إنسِ الماضي بما فيه . . .  ثقي في زوجك . .  امنحيه حبك تقبّلك له . . واحرصي على عدم تتبّعه او النظر إليه بنظر الريبة . .
 سترتاحين أنت وستجدين معه المتعة وتجدين منه التحسّن .
 
- احسني التبعّل له . .
 الاغراء . .
 التجمّل ..
 الاهتمام الرعاية . .

 مع كثرة الدعاء . . .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

29-03-2012

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني