زوجي محبط .. لأني ولدت طفلا به إعاقة بسيطة

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تزوجت منذ أكثر من سنة و شاء ربي سبحانه أن أحمل من لية الدخلة، و قبل رمضان وضعت ولله الحمد على خير. لوحظ أن ولدي من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى خفيف و يمكن التعامل معه على أنه طبيعي و ليس صعب. المشكلة لما الدكتور أخب زوجي، زوجي الله يصلحه اهتزت ثقته و قرر أنه يبعدني أنا و الولد على بلد آخر حتى لا يعلم أهله و لا أصحابه أن الولد غير طبيعي. رفضت اقتراحه بالابعاد، وراح يقول لأهله بأنه يريد الزواج من امرأه أخرى بحجة أنني لا أقدر على الانجاب و لأنه يريد أطفالا, علما بأنني قمت بكل الفحوصات اللازمة و أكدت النتائج أنني لا مشكلة لدي و أنني قادرة على انجاب ماشاء الله من الأطفال. في الحقيقة أنا حسيت أن زوجي ظلمني، وقررت أن أطلب الطلاق لأنني في النهاية أعيش لوحدي مع ولدي و هو لا يهتم أبدا بل يكفي أن يرسل لنا المصروف و لا نراه و لا يزورنا ونحن نعيش في بيت أهلي الآن لأن زوجي قرر أن يجلب زوجته الجديد لتعيش في بيتي الذي أسسته. الحمد لله على كل حال. أشير الى أنني تحدثت مرارا مع زوجي على أن هذا الولد يمكن ربنا أراد أن يجعله لنا بابا من أبواب الجنة اذا نحن أحسنا تربيته ومعاملته، أو يمكن هذا ابتلاء من ربنا سبحانه و هو لا يبتلي الا من يحب و عسى أن نكون ممن يحبهم الله, لكن دون جدوى. أخي الكريم أرجو افادتي بنصيحة حتى لا أغضب ربي في علاقتي مع زوجي. جزاكم الله خير و أحسن الجزاء في الدنيا وفي الآخرة.

22-11-2011

الإجابة

 

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .
 وأسأل الله العظيم أن يجعل لكم قرّة العين فيما وهبكم . .

 أخيّة . .
 الأبناء ( رزق ) من الله مقسوم . .  ولا يوجد ( رزق ) وصفه الله في القرآن بصفة ( الهبة ) إلاّ ( الولد ) فقال : " يهب لمن يشاء إناثاُ ويهب لمن يشاء الذّكور " .
 فالأبناء  ( هبة ) والهبة فيها معنى العطاء والكرم واللطف  والجمال . .
 ولله المثل الأعلى حين يهبك أي إنسان شيئا فلن يهبك إلاّ ما يكون جميلاً قيّماً ..
 وهكذا ولله المثل الأعلى حين يهب الله الولد على اي صورة كانت فهو ( هبة ) وهو بالحال التي صوّره عليها فيه معنى الهبة والعطاء  . .
 ولذلك أخيّة . .  استشعري هذا المعنى من ( ربك ) ( الوهاب ) أنه ( وهبك ) . .
 هناك الكثير والكثير من الزوجات لم يرزقهم الله الذريّة . .
 منهنّ المتزوجة من عشر سنوات وبعضهنّ أكثر . .  تتمنى لو ( نصف ولد ) !
 فالحمد لله الذي وهبك . .
 ولئن كان الله ندب المؤمنين إلى أن يدعوه بـ ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذريّاتنا قرّة اعين ) فإن ذلك يدل على ان ( المعاق ) إذا أحسن الأبوان تربيته سيكون لأبويه ( قرّة عين ) . .  وصدقيني الأمثلة في الواقع كثيرة . .
 كم من معاق الجسد تجاوز الكثيرين ممن أعطاهم الله الصحة والعافية . .
 معاق يدير مؤسسة كاملة من بيته وهو لا يتحرك منه غير راسه . .
 ومعاق هدفه أن  يدرّب مليون مخترع ..
 والأعجب من ذلك ( فتاة معاقة بصريّاً وسمعيّاً ) فهي لا ترى ولا تسمع . .
 بالله قولي لي كيف يمكن التعامل معها وبأي ( حرف ) أو ( لغة ) وهي لا ترى ولا تسمع !
 ومع ذلك  حازت شهادة الماجستير  بالهمّة والطموح، ومن خلفها أبوان حريصان مستمتعان بحسن رعايتها غير متضجّران  ..

 أخيّة . .
 هنيئا لك المعونة من الله . .  فإن ( المعونة على قدر المؤونة ) .

 أخيّة . .
 أنت الآن أحوج ما تكونين إلى الاستقرار النفسي والعاطفي  ..
 أنت في غنى عن أن تفتحي على نفسك ابواب أخرى لمسؤوليات جديدة . .
 الطلاق . . بوابة لحياة جديدة بمسؤوليات جديدة .
 ولذلك نصيحتي لك . .
 أن تتكلمي مع زوجك بكل صدق وهدوء وحكمة . .
 ذكّريه أنه لو تزوّج كل نساء العالم لن يأتيه من الولد والذريّة إلاّ على الصورة التي أذن الله بها وخلقها وخلّقها ...
 فقد يتزوج ثانية ويرزقه الله من زوجته الثانية طفلاً معاقاً ..
 وقد يتزوّج ثالثة ورابعة . .  ولن يأتيه إلاّ ما كتب له .
 يعني ليس هناك ( ضمانة ) تضمن له أنه إذا تزوّج ثانية أنه لن يأتيه ( أطفال معاقون ) !
 ماهي الضمانة ..؟!
 قرار الزواج لأجل هذا الغرض . .  قرار ( هروبي ) وسيبقى صاحب القرار الهروبي يهرب من ظرف إلى ظرف آخر .. من قدر إلى قدر !
 ولذلك أفضل ما يكون هو أن يعيش الانسان واقعه كما هو ويتعامل مع واقعه بما يجب وما هو أنسب مع الواقع  ، ولا يتعامل معه بمثاليّة أو بتوقّع أعلى واجمل مما هو عليه الآن ..

 إن لم يستجب ..
 كلّمي بعض أهلك أو اهله  ليتوسّطا في الصلح بينكما وليفتح لك بيت ويهتم بك وبولدك . .
  لا تكلّميه بشأن الزواج بقدر ما يكون همّك هو أن يرعاك وطفلك  بما أمره الله به (  وعاشروهنّ بالمعروف ) . .
 يعني لا تجعلي موقفك موقف المعارض لزواجه من ثانية .. بل اجعلي موقفك وهدفك وهمّك هو ان يرعاك وطفلك .
 فإن حصلت لكما الرعاية والاهتمام بالمعروف . . فلا عليك حينها يتزوّج أو لا يتزوّج فإن الحال سيقنعه وسيعينه على اختيار القرار الصحيح .

 لا تجعلي طلبك للطلاق مرتبط بشيء شخصي بينك وبين زوجك  ..  هناك اشياء في حياتك وحياته أهم وتستحق التغاضي والمرونة . .

 أكثري من الدعاء مع الاستغفار . .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

22-11-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني