بدأت المشاكل من الشهر الأول

 

السؤال

مضى على زواجنا ثلاثة أشهر... والمشاكل \"الصغيرة\" بدأت من الشهر الأول. أجد صعوبة في إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل معها.. رغم تنويعي الأساليب التي استخدمتها..ففي البداية كنت شديد الود والعطف لها.. ولكن لاحظت عدم اكتراثها وبرودها العاطفي والرومانسي..لدرجة أني شعرت أحيانا بعدم احترامها لي وعدم هيبتها مني.. فغيرت من طريقتي إلى أسلوب أكثر شدة وحزما علما باني عصبي المزاج إلى حد ما... عندها كثرت المشاكل فيما بيننا لدرجة أننا نظل أياما دون أن يكلم أحدنا الآخر... عند ذلك طلبت منها أن نعمل \"جلسة مصارحة\" عن حياتنا بشكل عام وكيف لها أن تسير بدون أن تعصف بها تلك المشاكل...بعد ذلك أصبحت حياتنا أحسن من قبل.. بل زدت في رومانسيتي تجاهها وأسماعها لكلام الحب، مع إنني أحيانا لا اشعر به... وفي احد الليالي حصل موقف أكد لي عدم ودها واحترامها لي.. مما اضطرني وللأسف لضربها لأكسر من عنفوانها ومازلت حتى الآن أتعامل معها بأسوأ الأساليب تكاد تصل لأسلوب التعامل مع \"خادمه\" بل أسوأ...اشعر بأنني اكرهها ولكني أريد الحفاظ على أسرتي فهي الآن حامل... أرجو سرعة الرد ولك خالص تقديري...

10-03-2011

الإجابة

الأخ الكريم...

أسأل الله أن يبارك ولك وعليك ويجمع بينكما على خير..
أخي..
الحياة الزوجية تحتاج إلى فهم أدق من أن تُفهم على أنها حياة تقوم فقط على إعطاء حقوق وأخذ حقوق.
الحياة الزوجية مبنية على أمرين:
الأول: الحقوق المتبادلة بين الزوجين.
وهي حقوق قائمة على العدل لخّصها الله تعالى في قوله: "ولهنّ مثل الذي عليهن بالمعروف" فحق الرجل على زوجته عشرته بالمعروف، وحق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف، بل (وللرجال عليهن درجة) أي مزيداً من المعروف عليه لزوجته كون أن الرجل هو الأقدر على أن يتحمّل ظروف الحياة الزوجية على اختلاف ظروفها.
الثاني: المعاملة.
وهي الترجمة السلوكية لهذه الحقوق، والمعاملة الزوجية ينبغي أن تقوم على أساسين مهمين هما:
" المودة والرحمة " قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم:21).
فالمودّة: يعظم جانبها حال أداء الحقوق التي عليك أو عليها، فإنك لا تؤدي الحق الذي عليك لزوجتك تخلّصاً من حمل ثقيل أو هروباً من اللوم، إنما تؤديه وتعطيه مودّة وتودّداً تستلذّ بما تعطي.
والرحمة: يعظم جانبها ويظهر في موقفك من الحقوق التي على زوجتك لك..
فأنت لا تعاملها هنا بالمشاحّة والمطالبة والمحاصصة واحدة بواحدة، إنما تعاملها في هذا الجانب بالرحمة تغفر لها تقصيرها وتغضّ الطرف عن خطأها.. وهكذا
تعطي (مودّة) وتأخذ (رحمة)!!
وهكذا لتبقى الحياة الزوجية حصناً منيعاً من التفكك والتفرّق والتصدّع.
ثم يا أخي:
ينبغي عليك أن تلاحظ أن فترة زواجك (ثلاثة أشهر) لا تزال فترة قصيرة جداً!!
ومعنى ذلك أنه من الغلط أن تحكم على زوجتك بسوء العشرة والمعاملة فقط من خلال هذه الأيام!!
ولذلك أخي اسمح لي ببعض الوصايا أهمس بها إليك:

- توازن في المنع والعطاء.
فلربما أنك في أحيان تغرق في اللين والسهولة والعطف إلى درجة تفسد بها زوجتك على نفسك!!
وأحياناً ربما أنك تفرط في استخدام العنف والشدّة والقسوة مع زوجتك!!
هنا اسأل نفسك: خطأ من هذا؟!
هل هو خطأ الزوجة التي تركن وتستعظم حال العطف واللين (المفرط)!!
أو هو خطأك حين تفتقد هذا التوازن في العطاء والمنع؟!
الزوجة تحتاج منك إلى عطف ورعاية وحنان وحب يشبع عاطفتها وغريزتها وأنثويتها، وهي في نفس الوقت بحاجة إلى حزم وشدّة يهذّب سلوكها وتشعر من خلاله بقوامة رجلها عليها ومسئوليته عنها.
فلذلك أخي:
كن عطوفاً مع زوجتك في نظرتك وبسمتك وعبارتك..
كن عطوفاً بهديتك، بنزهتك، برسالة جوالك..
أشبع عاطفتها الأنثوية وأمنحها الحب وصارحها به..
ومع كل هذا كن حازماً فيما يستحق الحزم..
فمن الحزم أن تمنع لكن بعطاء..
وأن تمنع وأنت تنظر إليها نظرة حب وحرص وإشفاق!!
وأن تقول (لا) وعلى شفتيك ترتسم بسمة الحب حانية دافئة..
إن الحزم والشدّة لا يعني التجهّم، وتقطيب الوجه، والصراخ والضرب!!
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أغضبه شيء (تبسّمَ تبسُّم المغضب)!!
فما أبهى هذه الابتسامة عند الغضب!!
فكن حازماً.. لكن بهدوء!!

- تذكر أنك بقدر ما تمنح من الحب يعود عليك!!
فالحب عملية تفاعلية..
لا تنتظر من زوجتك أن تبدأ هي بالحب واللطف في المعاملة..
لكن كن أنت الأول في ذلك وابدأ معها باللطف في كل شأنك وأمرك..
وستأتيك ردّة الفعل دافئة حانية كما خرجت منك..
الأمر قد يستغرق منك وقتاً - طويلاً أو قصيراً - أهم شيء أنك لا تستعجل النتائج..
فحين تعطي بسمة الحب..
وكلمة الحب لزوجتك فلا تنتظر ردة فعل سريعة تترجم لطفك وحبك لها..!!
لكن سيأتيك ذلك كلّما كنت أحرص على الحب بينكما غير يائس ولا مستعجل.

- تذكّر التاريخ!!
تاريخ زوجتك اليوم تقول: أنها حامل!!
إذن تذكّر أن الزوجة في هذه الفترة تمر بحالة نفسية متغيّرة، تحتاج معها إلى رعاية خاصة وتفهّم لطبيعة هذه المرحلة..
في هذه المرحلة يتغير مزاج المرأة..
ويضيق صدرها..
وربما كثر تأففها وضجرها..!!
هنا لا تتعجّل.. وكن صبوراً لطيفاً..
وفي أحيانٍ أخرى قد يكون التّاريخ هو يوم (دورتها الشهرية)..
ففي هذه المرحلة أيضا تحتاج الزوجة إلى فهم خاص ورعاية خاصّة من غير تشنّج..
ولا بأس أن تطّلع وتفتش وتزيد ثقافتك في معرفة خصوصية هذه المراحل الزمنية والتغيرات النفسية التي تحيط بها حتى تكون أقدر على تصوّر هذه المراحل والتغيّرات وحسن التعامل معها.

- المصارحة!!
جميل منك ومن زوجتك أنكما تجلسان على سرير نومكما لتتصارحا.. بهدوء!!
المصارحة تحتاج منكما إلى شفافية في الحوار والمشاعر!!
لا تجعلوا مصارحتكما يعلوها الصياح والصراخ والاتهام!!
لكن لتكن المصارحة مصارحة عملية إيجابية..
كأن تقول. يا زوجتي يعجبني أن أراك مبتسمة!!
ولا تقل: أنت لا تتبسمين في وجهي!!
المقصود أيها الفاضل أن تتجنّب اللغة السلبيّة في المصارحة وهي اللغة التي تعتمد على اللوم والاتهام، ولتكن المصارحة بلغة إيجابية تفوح بالتشجيع والتفاؤل.

- لا تتخيّل حياة بدون مشاكل!!
فملح الحياة الزوجية ما يقع في خلالها من مشكلات!!
فلا تتخيّل أن الحياة الزوجية هي حياة (أهل الجنة) لا نصب فيها ولا تعب ولا لغب!!
إنما تلك هي نفوس أهل الجنة ينزع الله ما في قلوبهم من حسد وغل وشحناء وضعف ونقص وتقصير!!
لكن في الدنيا.. كل نفس فيها ما فيها من الخطأ والعيب والنقص..
ولذلك ينبغي أن تراعي هذا الجانب في طبيعة النفس البشرية.. فالمشكلات تُحلّ بالمرونة والتفاهم والعفو والاعتذار والتغاضي!!

- تفهّم طبيعة المرأة.
أخبر صلى الله عليه وسلم أن المرأة خُلقت من ضلع أعوج، فإذا أردت أن تقيم العوج كسرته!!
وقمّة المتعة بها هو أن تتمتع بها على عوجها!!
هذه طبيعة رئيسية في المرأة أن عوجها لا يستقيم إلا بالمداراة والتغاضي والتوجيه والتهذيب والصبر.

أخي الكريم أوصيك أخيراً بأمر مهم وهو:
- أن تكثر من الدعاء واللجأ بين يدي الله عز وجل فإن الله هو المانع وهو المعطي فاسأله لنفسك ولزوجتك السعادة، والله قد وصف أن من دعاء المؤمنين أنهم يدعون ربهم بقولهم: { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} (الفرقان: من الآية74).
فتعلّم أنت وعلّم زوجتك كيف تلجئون وتنطرحون بين يدي الله تسألونه السعادة والتوفيق وقرة العين.

أسأل الله العظيم أن يقرّ عينك بزوجتك وأن يرزقك وإياها الذرية الصالحة.

10-03-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني