والدة زوجي .. تغار مني وتريد أن تتحكم بحياتي

 

السؤال

السلام عليكم يا شيخ اولا وقبل كل شيئ اشكرك على الاهتمام والوقت الذي ستوفره من اجل نصحي في مشكلتي انا يا فضيلة الشيخ متزوجة منذ 5 سنوات زوجي والحمد لله يعاملني بما يرضي الله في بداية زواجنا واجهنا مشاكل طفيفة مع امه لانه الولد البكر لها تقبلت تحسسها الزائد من زواجنا وتعليقها الدائم على تصرفاتنا ورفضها استقرارنا في بيتنا ولكي نرضيها ونخفف من مشاكلنا كنت اذهب اليها كل يوم من الصباح الي حد عودت زوجي من العمل فتصر علينا بان ياكل عندها ونذهب الى بيتنا فقط لنوم واذا لاحظت انزعاج زوجي او محاولته التلميح لي بالذهاب خلقت مشكلة ليس لها نهاية بصراحة وليس لتعظيم ما فعلت لكني حاولت بشتى الطرق الغاء غيرتها من وجودي في حياة ابنها حتى اني اهملت واجبي المنزلي واصبح زوجي يغضب مني لكن كل ذلك للاسف لم ياتي بنتيجة بل بالعكس تفاقمت حساسية ام زوجي من جهتي تلومني وتغضب علي في اي شيء فعله زوجي لي . والذي جعلني - بصراحة شديدة - انفجر واخرج من كل صمتي وتنازلاتي لهم انهم بدأوا بنقل كلام عني وعن اهلي ليس له اساس من الصحة ويقولون لزوجي يجب ان تاخذ حذرك من زوجتك ولا تخالط اهلها ولا تجعلها تخالطهم وهذا كله ادى الي مشكلة كبيرة بيني وبين زوجي لولا ستر الله لكنا انفصلنا . المهم يا فضيلة الشيخ مشاكل كثيرة مرت علينا لا يمكنني ان اسردها الان لطولها وتعقيدها لكي أ}كد لك اني كنت اتقي الله في معاملتهم وابتغي من ذلك رضا الله ثم زوجي وربي شاهد على ما اقول وعلى اني عاماتهم كامي و ابي ومشكلتي الان ليست أساءتهم لي المشكل هو انى زوجي تعب من تصرف والديه معه بتلك الطريقة واكتشافه مرارا وتكرارا ان كل ما يقولونه ويفعلونه غير صحيح ومخطئين فيه لكن كان بارا بهم يعتذر رغم عدم اخطائه ويتسامح معهم الى ان حصلت المشكلة الاخيرة التي بصددها منعونا من زيارتهم ان لم نعترف بخطأنا و نمشي على قوانينيهم الجبرية وهذا كله بسب ان زوجي قرر اخذي لأصل رحمي مع خالتي واهله طبعا لايحبون اهلي رغم عدم إساءتهم لهم ورغم ذلك بعد عودتنا من الزيارة اتصلنا بهم ورفضو الرد وقاطعونا حاولت بشتى الطرق ان استفسر عن سبب مقاطعتهم اتصلت مرار وهاجمتني ام زوجي بكلام جارح جدا رفضت الاستماع الي وبعد مدة قصيرة اشترى زوجي هدايا اضافة الى الهدية التي اشتريتها لها وذهب اليها وسحبها إلى مكان هادئ بنية ان يتحدثا ويصفيا كل المنغصات بينهما رفضت كل ذلك وقالت له يجب ان تربي زوجتك وسترا ماذا سياتيك منها من شر ولن اتنازل عن شروطي اما ان اتدخل في حياتك كما اريد اما لا اريد معرفتكم ورغم ذلك ذهبنا لزيارتهم يوم العيد وحاولنا ان تستقر الحياة رغم كل شيئ . وعزمناهم الى بيتنا وقبل يوم العزومة اتصلت بها فصدمتني برفضهم المجيئ بحجت انه لم يتغير شيء وانهم لازالو غاضبين وزوجي انذاك كلمهم واعادو عليه نفس الكلام وخيروه ثانية وأدى ذلك الى المقاطعة بينهم وللاسف لم يكفهم ذلك منعو اخوته ايضا من الاختلاط به وحاولت امه ان تشاجرني انا وزوجة ابنها الثاني بنقلها كلام غير صحيح عن لساني لولا ان علاقتي معها طيبة لكانت صدقت ذلك ولازلنا في نفس المشكل وزوجي يؤلمني كثيرا احساسه بالتخلي عنه وانكارهم له احاول مساعدته فكرت كثيرا ان اذهب من غير علمه اليهم لكي احاول تلطيف قلبهم على ابنهم لكن لا اعرف ان كان هذا سيجدي أم لا وان كان صحيحا ؟؟ اسفة فضيلة الشيخ اطلت عليك بسردي لكن احاول ان اقرب لك واقعنا لكي تمنحني النصيحة الشافية باذن الله واشكرك مرة اخري على مجهودك وجزاك الله عنا الف خير . السلام عليكم ورحمة الله

07-01-2011

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 واسأل الله العظيم أن يديم بينك وبين زوجك حياة الودّ والرحمة ، وان يصلح ما بينك وبين أهل زوجك .

 أخيّة . .
 طبيعة الحياة ( الكدح ) و ( الكفاح ) . .  والعلاقة الزوجية هي جزء من منظومة الحياة على وجه هذه الأرض ، وكما أن هناك منغّصات في الحياة إلاّ أنه لا تخلوا من الأشياء الجميلة واللحظات السعيدة .
 إن الله أخبرنا أن ( مع العسر يسرا ) إنه يقول ( مع ) ولم يقل ( بعد العسر ) .. مما يدل أن كل عسر  اليسر مصاحب له .. وما علينا إلاّ أن نتأمل  الاشياء الجميلة في حياتنا  لتمنحنا روح الأمل والتفاؤل في التعاطي مع المشكلات والمنغّصات التي هي من طبيعة الحياة ( الدنيا ) .

 أخيّة  ..
 غيرة الأم من زوجة ( ابنها ) هو شعور طبيعي  ..
 فإن الأم تغار من زوجة ابنها سيما لو كان هو البكر . .  لذلك الموقف موقف ( حسّاس ) ولأنه أمر طبيعي فالحل ليس هو في ( إلغاء ) غيرة الأم .. بقدر ما يكون في التعامل مع غيرتها بالمداراة والمسايسة . لأن محاولتنا  ( الغاء ) هذه الغيرة يجعلنا نشعر بالإحباط مع الأيام حين نلاحظ أن ( الغيرة ) لم تتغيّر !
 لذلك أخيّة .. بالفعل لا يكن تفكيرك هو  ( كيف تلغي غيرة والدة زوجك  ) .
 لكن فكّري : كيف تتعاملي مع غيرة والدة زوجك ؟!

 وهنا أنصحك :
 1 - معرفتك أن هذه الغيرة هي طبيعة ( كل أم ) - تقريبا - تجاه زوجة الابن مع اختلاف في السلوكيات .
 لكن ( الغيرة ) شيء يكاد يكون يشمل الأكثر .. هذه المعرفة تعطينا مناعة ضد ( التضجّر ) و ( التسخّط ) لما قد نواجهه من ( والدة الزوج ) .. فالأمر لا يعدو أن نتعامل معها على أن هذه هي طبيعتها . .

 2 - لا تكثري من الشكوى لزوجك من أمه أو من تصرفاتها معك . واحتسبي على الله ( صبرك )  .
 3 - اشعري زوجك دائما باهتمامك بأهله . وتذكيره الدائم بأن والديه بابان من ابواب الجنة  ، وان واجبكما كزوجين أن يعين كل طرف منكما على إكرام والديه لأن والديك هما بالنسبة لك ( بابين من أبواب الجنة ) كما أن والديه بالنسبة له بابان من أبواب الجنة .
 دائما حفّزي فيه الصبر . . والبر بوالديه حتى ولو أنهما قاطعاه لكن اطلبي منه أن لا يقاطعهما هو .

 4 - اقترحي عليه  أن يحرص على احتواء بعضا من إخوانه واخواته في صفّه ، سيما ممن يكون لهم أثر على والدته في التفاهم معها واقناعها . بمعنى أن يحرص زوجك على أن تكون علاقته بإخوانه واخواته علاقة متينة لأن هذه العلاقة مدخل من مداخل الاصلاح .

 5 - حين تحسني إلى أهل زوجك .. لا تحسني وأنت تستشعري رضا زوجك .. بل استشعري ابتداء ( رضا الله ) فأنت في عمل صالح . وغن أساؤوا إليك حاولي دفع السيئة بالمعاملة الحسنة .
 فإن الله يقول : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم " . فتأملي هذا وعد الله أن المعاملة الحسنة نتيجتها ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) فكيف والحال أن الذي بينك وبين أهل زوجك علاقة قرابة وليست ( عداوة ) . .

 6 - اقترحي على زوجك أن يكثر من الصدقة عن والدته . كنوع من البرّ بها . فإن العمل الصالح من ثمرته أن الله يكتب  لعبده القبول عند الآخرين .

 7 - اقترحي على زوجك أن تحرصي أنت وإيّاه على الصدق في الدعاء لوالدته واستثمار أوقات اجابة الدعاء  لسؤال الله تعالى أن يحنّن الله قلب والدته عليه وأن يرزقكما حسن البر ..
 أكثرا من الدعاء . .  فإن القلوب بيد الرحمن .. وهو الذي قال : " وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم " .

 8 - بين فترة وأخرى لا تقطعي  تواصلك مع والدته لو بالاتصال .. ولو أغلظت عليك .. تذكّري أنك في عمل صالح .

 9 - اعملا لها عملاً مفاجئا . . كأن يكون من أهدافك أنت وزوجك .. أن تأخذا والدته في رحلة عمرة وزيارة للديار المقدّسة . .  فإن لم يتيسّر  فاقترحي على زوجك أن يأخذك ووالدته في سفر  كرحلة لتغيير الجو لمدة يويمن أو ثلاثة في إحدى المناطق أو المدن عندكم والتي تقصد للاستجمام ونحو ذلك .

 10 - احرصي على أن تُدخلي المعرفة ( والتثقيف الفكري ) إلى بيت أهل زوجك عن طريق إهداءهم بعض الكتب والأشرطة التي تحوي مواضيع ومواداً في تعظيم الله وحبه ، وبعض التثقيف فيالعلاقات الاجتماعيّة .

 11 - من الأمور التي قد تذيب الجليد بينك وبين والدة زوجك .. إشعارها بالاهتمام سيما بـ ( الاستشارة ) استشيرها في بعض أمورك ، اتصلي عليها خصوصاً فقط لتستشيرها في أمر ما .. لو حتى في طريقة عمل  وجبة غذائية أو نحو ذلك .. المقصود أن للاستشارة  أثر في تأليف القلوب .
 فإن الله لما قال لنبيّه " ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك " أوصاه بقوله " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر " .
 أمره بـ ( العفو ) الذي من لازمه التسامح والتغاضي .
 و ( الاستغفار ) والذي من لازمه الدعاء لهم .
 و ( المشاورة ) فهذه أمور ثلاثة أوصى الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم لتأليف القلوب .

 اسأل الله العظيم أن يصلح الشأن ويقرّ عينك بزوجك وأهله وأهلك .
 والله يرعاك ؛؛ ؛

07-01-2011

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني