زوجي لا يعطيني مصروفا !

 

السؤال

زوجي لايريد ان يعطيني مصروف يقول انا اصرف عليكي اكل وشرب فقط وعلاج حكومي وليس لك شي اخر!!!! ويطلب مني ان اهتم بالمنزل والاطفال وبأكله وشربه وغسيل ملابسه وقد طلبت خادمة تعينني لاني حاليا اكمل دراستي الجامعية ولكن عن طريق التعليم عن بعد ولكنه رفض دخول خادمة للبيت من اجلي!!! ماالعمل؟؟ مع ان حالته المادية ممتازة ولكن زوجي بخيل

21-12-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يوفقك ويفتح عليك ويرزقك قرّة العين في زوجك وولدك . .

 أخيّة . .
 هل الحياة الزوجية - وبالأخص حياتك مع زوجيّة - فقط قائمة على العلاقة الماليّة ؟!
 ألا تعتقدين أنه سبب في إعفافك ، كما أنك ايضا سبب له في ذلك .
 ألا تعتقدين أن في زوجك صفاتاً ايجابية ومميّزة يمكن معها أن تغمري جملة من سلبياته  التي لا يكاد يخلو منها رجل !
 فليس هناك رجل ( كامل ) ( مثاليّ )  في طبعه وتعامله . .  بل الجميع يدورون في فلك ( البشريّة ) كما فيهم عيوب إلاّ أن فيهم ما يميّزهم .

 أخيّة . .
 ما دام أن زوجك ينفق عليك وعلى أولادك وعلى بيتك ويوفّر لك ما تحتاجينه  من مأكل ومشرب وملبس وربما بعض الكماليات في نفسك وبيتك يوفّرها لك وهو يشعر بمسؤوليته تجاهك وتجاه أولادك في ذلك فهذا  يعني أنه ( زوج ) على إن لم نصفه بالحرص والمسؤوليّة فإننا لا نصفه بالبخل !

 المعاملة بين الناس متى ما قامت على المشاحّة والمطالبة بالحقوق .. متى ما كانت عسيرة كئيبة .
 ومتى ما قامت على المسامحة والتغاضي  .. متى ما كانت أقرب للود والألفة والرحمة . .
 
 لا تطالبي زوجك بمصروف على أنه حق لك . .  لأنه حينئذ لن يكون سهل التجاوب . .
 لكن اطلبيه بروح الدعابة والزوجة ( الأنثى ) . .
 أعتقد أنه وإن لم يلبّي لك طلبك إلاّ أنك لن تجدي منه ردّاً فضّاً غليظاً  . . .
 
 حتى الخادمة . .
 صدقيني أخيّة لو كشفت لك رسائل الزوجات اللاتي يشتكين من مشاكل الخادمات مع الأزواج والأبناء والجيران لحمدت الله تعالى أنك في نعمة وعافية ..
 قيامك بواجبات بيتك وزوجك وولدك . .  يشعرك بالانجاز .. لكن متى ؟!
 حين تقوم الزوجة بدورها وهي تستشعر أنها في عمل  شريف تصنع  من خلاله ( جيلاً ) مؤمنا يحب الله ورسوله . .
 لا تستهوني وقوفك بين الآت الطبخ ومواعينه . .
 أو تستهجني  الوقت بين غسيل الثياب  ..!
 أو تستحقري .. كنس بيتك والاهتمام بترتيب أثاثه . .
 وتتسائلي .. وهل مثل هذاالعمل ( يصنع جيلاً ) ؟!
 نعم . .  أخيّة ..
 يصنع جيلاً  يعرف معنى المسؤوليّة وهو يرى ( ربة البيت ) تقوم بواجبها باتقان وسعادة ..
 وهو يرى ( أمه ) تعلمّهم معنى الاحتساب  والعبوديّ’ لله تعالى بالعمل والقيام بالواجب على وجهه ..

 صدقيني أخيّة .. متعة العمل ليس في كونه عملاً بقدر ما أنه في معنى ( الاحتساب ) ..
 إن امرأة سوداء لا يعرف أحد اسمها .. رُفع ذكرها  لأنها كانت في يوم ما ( تقمّ المسجد ) .. ومع ذلك يسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفتقدها .. حتى إذا قيل له أنها ماتت يقوم صلى الله عليه وسلم ويأتي قبرها ويصلي عليها ويدعو لها . .
 هل تعرفين اسمها ؟!
 حتى رواة الحديث الذين  رووا لنا هذه القصة .. لا يعرفون من هي !
 لكن لا نزال إلى الان نتخذها مثالاً وقدوة في التحفيز للعمل ولو كان العمل  في نظرنا ( مستحقرا هيّناً ) !
 لكن كما قلت لك العبرة في ( الاحتساب ) ..
 
 هي متعة .. وما ألذّها من متعة . . وأنت بعد عمر مديد ترين زهرات عمرك يتخرجن بأعلى المستويات ويشاركون في صياغة التاريخ .. وحينها تقولين .. كرّست عمري ووقتي لأجلكم ..
 ولن تقولي .. كرّست الخادمة وقتها لأجلكم حتى خرجتم بهذاالمستوى .
 لا تنظري للأمور بالعين القريبة . .
 لكن انظري للأمور  بعين المستقبل المزهر ..
 اسألي كل ( أم ) بذلت وضحّت وكرّست كل وقتها وجهدها لبيتها وأولادها .. اسأليها الآن وهي ترى ثمرة غرسها ما هو شعورها ؟!
 وهل كانت تتمنى لو يعود الزمان للوراء  لتتخفف من أعباء مسؤوليتها تجاه أولادها وبيتها ؟!

 أخيّة . .
 ما دام وان الله رزقك الأبناء .. فهي فرصة أن تعلميهم كيف يشعرون بالمسؤولية تجاه بيتهم وأمهم وحاجاتهم . .
 نشأة الأبناء في بيت يعتمدون فيه على عملهم .. هو مناخ مناسب لغرس بعض القيم الهامة لنمو شخصياتهم كقيم الاتقان والمسؤوليّة والاهتمام والحرص والتعاون . .  مثل هذه القيم  يخفّ الداعي لها  ويكاد ينكمش مناخها في وجود الخادمة  !

 أخيّة . .
 لم يكن أحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعزّ عليه من ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها حتى قال : " فاطمة بضعة منّي " . .  ومع ذلك لما سمعت رضي الله عنها بأنه قد وصلت غنائم للنبي صلى الله عليه وسلم ولبيت مال المسلمين ومن ضمن ذلك سبايا وجواري .. فخرجت  يملؤها الأمل .. لتدخل على أبيها لتريه أثر الرّحى في يديها  فلم تجده ..  فأتاهاالنبي صلى الله عليه وسلم  إلى بيتها ويجلس منها مجلس الأب من ابنته  بصفة وصفتها هي بقولها : ( فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري  )  ثم هي تريه يديها  تستعطفه  وتسأله أن يعطيها خادماً يعينها على شأن البيت ..
 ومع ذلك يبتسم صلى الله عليه وسلم وهو الرحيم بها المحب لها المشفق عليها ، وكأنّي والله أكاد  أستحضر الموقف وهو يرى أثر الرّحى على يد ابنته فاطمة وهي التي كانت ترفع عنه الأذى في مكة حين رماه به كفار قريش .. ثم يقول لها ولزوجها . " ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا ثلاثا وثلاثين ، وسبحا ثلاثا وثلاثين ، واحمدا ثلاثا وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم  " .
 إن قيمة هذه الوصيّة .. أنها خرجت من أب حريص محب مشفق رحيم  لابنته التي يحبها ويرى بها سرور الدنيا .. مما يعطي هذه الوصية قيمة ومعنى اليقين في قلب كل مؤمن ومؤمنة . .
 اختمي ليلتك بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فلذة كبده وقرّة عينه ( فاطمة ) . . إنها وصية ( محب )  وهو الصّادق المصدوق .
 
 أحسني التبعّل لزوجك . . وثقي أنك تقومين بعمل صالح هو قربة إلى الله .. متى ما كنت تحتسبين ذلك وتستشعرينه في حياتك . .
 المال .. إن أتى يذهب .. وإن ذهب يعود . .  لكن : إذا ذهب الحب فكيف يعود ؟!
 املئي حياتك مع زوجك حبّاً  ..
 وتخلّصي من  توحّد  تفكيرك تجاه جزء معيّن في حياتكما . .

 أكثري لنفسك من الدعاء . .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

21-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني