زوجي يعيش لنفسه بكل برود !

 

السؤال

السلام عليكم جزاكم الله خير على هذا الموقع المبارك .. كنت أبحث كثيراً عن موقع يقدم استشارات في هذه الناحية بالذات فأحاديث الصديقات ونصائح الأمهات ليست صحيحة دائماً .. أنا زوجي رجل صالح وطيب لكنه يعيش لنفسه فقط بكل برود ! حياته تقتصر على اهتماماته \" عمل + صلاة + كمبيوتر \" لا أجد في يومه متسعاً لي أو لأولاده . كنت أطلب منه دائماً أن يمنحني القليل ولو القليل من وقته نتجاذب أطراف الحديث ونتقرب من بعضنا أكثر ، أحياناً يعترف بتقصيره وأحياناً يهاجمني بصورة عنيفة مدعياً بأن جلوسه معي ليس حق من حقوقي وأن حقوقي الشرعية هي \" النفقة + الجماع \" فققققققط !! فهل يعقل ذلك !! إذا لم أجد من زوجي اهتماماً عاطفياً وإشباعاً لمشاعري فأين أجده أنا لا أتحدث هنا عن الاهتمام الجسدي ! فهو بالمقابل يغدق علي اهتماماً جسدياً ! أنا أقصد العاطفة , الكلام الطيب , الضحك والمداعبات وغيرها كيف أكون زوجة صالحة وأنا أشعر بأني مجرد جارية في المنزل عليها أن تلبي الأوامر وتشبع الرغبات وتربي الأولاد ! بل أدهى من ذلك أشعر أحياناً بأني جمااااااد لا أكثر ! كقطعة الكرسي التي يجلس عليها أثناء جلوسه أمام كمبيوتره ! تمضي الأيام في حياتي متشابهات يأتي من العمل يتغدى يجلس أمام كمبيوتره إلى وقت النوم والمطلوب مني أن أكون وقت نومه متهيئة نفسياً لإشباع حاجات أخرى كيف !!! والأمر من ذلك أنني أحياناً أحتاج إلى وجوده أكثر من أي وقت آخر خصوصاً عندما أكون مريضة أو متعبه أو مرهقة فلا أجد أحداً ! قد قال لي مره أنني أبكي كثيراً وأنني أحب \"الدراما\" وافتعال الحزن فصرت أتحاشى البكاء أمامه ! وقد قال لي مره عندما رآني مريضة لا تبالغين ! كل هذا في كفة وفي الكفة الأخرى أنه يريد زوجة صالحة متكاملة زوجة من الطراز القديم تقدس الحياة الزوجية وتفني عمرها في إرضاء زوجها ! متجاهلاً تقصيره في حقي بدعوى إذا تبيني أعطيك عطيني !! لم أعد أحتمل أكثر ، لم يبقى في نفسي قدره أكثر على العطاء أشعر بأني أدور في حلقة مفرغه جوفاء ! أنا حالياً في بيت أهلي من أسبوعين وهو لم يتصل حتى ليطمئن علي أو على أولاده الشحنات السلبيه قد تراكمت في صدري والطلاق يلوح لي بين حين وأخر فأستعيذ منه ! من أجل أولادي قد حدثت في السابق مشكلة لنا وقال لي بكل برود \" أنا أفكر بالطلاق \" كسر كل المشاعر الجميلة التي أحملها له في صدري وبدأت أشعر بعدم الاستقرار وأشعر بأنه في أي لحظة قد أعود لمنزل والدي كما خرجت منه فكيف مع هذا الشعور الكريه يستطيع الشخص أن يكون معطاءاً !! قلت له مره أن حديثك عن الطلاق آلمني وأنني كي أكون لك كما تريد وتتمنى يجب أن أشعر بتمسكك بي أتعرف بماذا رد علي يادكتور ! قال : إدعي الله أن لا يحدث الطلاق !!! أهذا هو الرد الذي تتنظره زوجه مع أني لا أنكر أن الأمور بيد الله سبحانه أخشى أنني أطلت لكم جزيل الشكر .

29-12-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يصلح لك زوجك ويجعله قرّة عين لك . .
 الحقيقة أعجبني انصافك لزوجك حيث وصفت صلاحه وحسن حفاظه على صلاته .. .

 أخيّة . .
 من نافلة القول أن اقول لك أن طبيعة الحياة ( الكفاح والكدح ) ...
 وحقيقة ليس سرّاً أن أقول لك أن التقنية الحديثة ( الكمبيوتر والانتر نت ) صار  يتدخل كثيراً في صياغة حياتنا الاجتماعية والأسرية والزوجيّة .
 
 النقاط الجميلة في حياتك وعلاقتك مع زوجك أنه غير مقصّر معك في احتاجاتك الماديّة والجسديّة .
 نقطة الخلاف بينكما في الجانب ( العاطفي )  .. هكذا فهمت من رسالتك .

 أخيّة . .
 في الواقع أننا لن نجد شريكا للحياة يخلو من أي صفات أو سلوكيات سلبيّة .
 ووجود صفات أو سلوكيات سلبيّة لا يعني الاستسلام لها بقدر ما يعني أن نتفهم أن اي سلوك أو اعتياد سلبي يحتاج إلى وقت  ليتحسن إلى أفضل مما هو عليه .
 وما دام أن زوجك لا يقصّر معك في احتياجاتك الماديّ’ والجسديّة فهذا يعني أن عنده القابليّة  للتحسّن ، ولا يزال فيه الإحساس بالمسؤولية تجاهك وتجاه ابنائك .
 نمّي هذاالجانب الايجابي بالشكر والتقدير والتحفيز . .
 ومارسي معه أنت الجانب العاطفي   . . .
 ما المشكلة أن تمنحي نفسك الشعور بالمتعة والاستمتاع حين يحتاج إلى قربك  ؟!
 لا تفسّري الأمور على أنك ( زوجة تقليدية ) أو أنه يريدك ( للمتعة فقط ) !!
 لكن افهمي الأمر على أن هذه ( المتعة ) عبادة بالنسبة لك وله .
 ألم تقراي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله أحدهم : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟!
 فقال " ارأيت لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر فكذلك لو وضعها في الحلال " - أو كما قال - .
 نعم عيشي معه هذه اللحظات بمثل هذه النفسيّة التي تستشعر أنها تستمتع بممارسة عمل صالح تبتغي به الأجر وفي نفس الوقت  يتحصّل لها منه المتعة واللذّة وقضاء الوطر .

 نعم أدرك تماماً حاجتك - كأنثى - إلى القرب العاطفي  سيما من زوجك . لكن كون أنه لا يمارس هذاالقرب  فليس الحل هو : إما أن يمارس أو ( الطلاق ) !!
 إمّأ أن يمارس أو أشعر أنّي ( أمة أو رقيقة عنده ) يحتاجني لحاجته !!
 غيّري فكرتك .. ستجدين أن الأمور أبسط مما تتصورينه ، وستجدين أن هناك حلولاً أكثر .
 لكن عندما تغيرين طريقة تفكيرك ، وحيثيات فكرتك .
 لا تربطي بين عطاءك وعطاءه .. لأن العطاء في الحياة الزوجية ليس مرتبطا  بالمقابل إنما مرتبط بـ ( ابتغاء الأجر من الله ) .
 نعم  أدرك أن العلاقة كلما كانت ( تبادليّة ) بين الطرفين كانت أهنا للطرفين .
 لكن حين نفقد جزءا من المتعة فلا يعني أن فقد المتعة كلها . .
 فما لا يدرك كله لا يُترك كله !

 المرأة تحتاج إلى تأكيد ( الحب ) لذلك هي قد تكثر من سؤال زوجها ( هل تحبني )  وتحب أن تسمع منه ذلك .. شعورك بالانكسار حين ذكر لك سيرة الطلاق هو شعور طبيعي  لطبيعة حاجتك وفكرتك عن ( الحب ) .
 لكن في الواقع هو لا يريد ( الطلاق ) هو يريد الإيلام . .  وهو ما يريده ايضا حين يقول لك تفتعلين الدراما بالبكاء .

 أنصحك . .
 أن تُراسلي زوجك ببعض المواضيع الزوجية ، والمواقع التي تعالج  وتطرح قضايا أسرية من مثل موقع ( ناصح ) .
 هناك البوم عنوانه ( مفاتيح النجاح في العلاقة الزوجية ) للدكتور ياسر قارئ .. اقتني هذاالالبوم استمعي إليه ثم اجعليه لزوجك في سيارته ليستمع إليه  .

  تحاوري معه بلغة دافئة راقية ولو كان عن طريق المراسلة . .  فالانسان يعيش مع ما يقرأ ويفكر في الكلمات بعمق أكثر مما لو كان الحوار شفهيّاً مباشرا  سيما وأن شخصية زوجك تتناسب معه هذه الطريقة .
 امدحي صلاحه واهتمامه بصلاته . .
 وذكّريه بحال النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته .
 ذكّريه أنه اليوم ( أب ) لأبناء صغار .. غدا سيكبرون . . وقد يكون له بنت فهل يرضى أن يزوجها رجل يعاملها بتجاهل مشاعرها والقسوة معها في الكلام وعدم احتواء مشاعرها .

 هناك فرص للجلوس مع بعضكما .. كجلوسكما على الطعام ...
 قبل النوم . .
 حينما تكونان في السيارة في مشوار أو نحو ذلك ..
 هذه الفرص استثمريها لا لتعاتبيه ( أنت وانت ) لكن استثمريها لتتجاذبي معه أطراف الحديث  بلغة بعيدة عن العتاب وبعيدة عن اجترار  ( الألم ) في حياتكما .
 أشبعي رغبتك بأن يتجاذب معك أطراف الحديث باستثمار ( أنصاف الفرص )  . .
 أحيانا يكون الرضا بأنصاف الحلول  هو ( الحل ) ..

 اتفقي مع زوجك على عمل ( إيماني ) مشترك كأن تصليا الوتر مع بعضكما كل ليلة قبل النوم .. أو تقرءا جزء من القرآن . .  المقصود ان لا يشعر دائما ( اعطني ) و ( أعطني ) وانما ابتكري له الاعمال المشتركة التي  تشعره بأنه ايضا هو مستفيد من هذ االعمل . وفي نفس الوقت فيه تزكية له ولنفسه .
 
 أخيّة . .
 يقول الله تعالى : " واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " .
 الذي خلق زوجك هو ( الله ) وهو القادر على أن يليّن قلبه ويصلح شانه .. افزعي إلى الصلاة  وانطرحي بين يدي ربك وبثّي إليه شكواك .. فهو الذي خلقك وهو أعلم بحالك وهو الأرحم بك وألطف بك .
 ورتّلي بإيمان : " الله لطيف بعباده " .

 وفقك الله واسعدك .

29-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني