صارحني زوجي أنه يريد الزواج بثانية !

 

السؤال

السلام عليكم.. أنا متزوجة من 13 سنة ومعي 5 أطفال فاجاني زوجي برغبته الشديدة بالزواج من اخرى وناقشته في سبب ذلك ولم يوجد لديه مايقول يزعم ان شيء ما يدفعه للتعدد وانه لايطيق البقاء معنا ويحس بالضيق خصوصا من ابنائه حاولت منعه وهددته بتركه ولكن مازال مصراً على رأيه اشعرني بالاهانه فهو من كلامه بدا لايريدني وأنا ارغب فعلا بالانفصال عنه مع انه كان طيبا ومحبا لنا لكني لا احتمل فكرة وجود امراة غيري معه بدون سبب بي افكر بحل لأنسيه هذا الهاجس والرغبة ولاادري كيف

28-12-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يرزقك برد اليقين ويقرّ عينك بزوجك وولدك . .

 أخيّة . .
 في حياتنا نمر بمواقف وأحداث ومشكلات وهذا شيء طبيعي جداً ما دام نحن في هذه الحياة الدنيا .
 الايجابيّة في الحياة ليست هي أن لا تمرّ باي مشكلة .. غنما الايجابية في : كيف تدير المشكلة وتتعامل معها  بحلول أفضل وبأقل ( الخسائر ) - كم يُقال - . ومن اخطائنا في إدارة المشكلة  أن نستخدم  في أول ردّة فعل  ( الحل الأخير ) !
 مثال :
 تقولين أن زوجك عندما صارحك برغبته الزواج من أخرى .. كردّة فعل أنت هددته بتركه !
 ( الترك ) -  لو كان حلاًّ - إلاّ ان مبادرتك بـ ( الحل الأخير ) يزيد من تعقيد المشكلة كما أنه يزيد من عامل الضغط عليك .
 وقد لاحظت كيف  أن ردّة فعله لم تكن كالذي تتوقعينه لذلك أصبت بالشعور بأنه  ( أهانك ) وفي الواقع هو ( لم يهنك ) بقدر ما هي ردّة فعل متشنّجة ايضا في مواجهة ( تهديدك ) !
 لو كان يريد إهانتك لما استمرّ معك ( 13 ) سنة .
 
 تهديدك له بـ ( الترك ) يزيد من عناده حتى لو أنه لم يكن يرد الزواج لربما  تزوّج فقط من باب ( اثبات الذات ) و ( رد الاعتبار ) . التهديد هذا لا يمرّ بسهولة على ( الرجل ) .
 وفي نفس الوقت هذا التهديد يضغط عليك ضغطاً نفسيّاً . فلو افترضنا أنه تزوّج فإنك ستكونين أمام حلّين إمّا ان تستمري على تهديك له  . .  ولربما كان قرارك لحظتها قراراً مشحوناً أكثر من كونه قراراً متعقّلاً . .
 أو أنك لحظتها  ترين أن البقاء معه هو الأسلم لك ولأولادك ولحظتها يضغط عليك الشعور  بالانهزام  والإنكسار .

 أخيّة . .
 في العادة أن الزوج الذي يقدّم بين يدي زواجه بأخرى بمثل هذه المقدمة  والتأفف من حياته مع زوجته الأولى أو إبداء ملاحظات مثل هذا في الواقع اختياره للارتباط بزوجة ثانية هو اختيار  مدفوع بالمصلحة الشخصيّة ، ومثل هذا لو تزوّج سرعان ما يندم ولربما طلّق .
 لذلك نصيحيتي لك :
 - أن لا تتشنّجي وتتوتّري حين يتكلم معك في هذا الموضوع . أظهري له عدم مبالاتك .
 تشنّجك وتوتّرك وعصبيّـك تفتح له فرصة ليزيد من استفزازك لتتصرفي أو تتهوري ببعض التصرفات التي قد يستغلها لحظتها ليبرر ارتباطه بزوجة ثانية .

 - إذا كرر عليك الكلام في شأن التعدّد .. ذكّريه فقط أنك وأبنائك أمانة عنده ، وأن التعدّد شريعة ، ومسؤوليات جديدة . فكون أنه لو تزوج بثانية لا يعفيه من القيام بالحقوق الواجبة لك ولأبنائك .

 - أحسني إليه وكوني هادئة كريمة معه . .  لأني أقول لك - ولو تزوج - فإنه سيعود لك .
 فمن الأفضل أن يعود لك وهو يشعر بفضلك عليه أفضل من أن يعود إليك وهو يشعر بفضله هو عليك .

 أخيّة هو قد يتزوّج فعلا . .
 وكان ماذا ؟!
 ألست تؤمنين بأن ( الحب ) رزق من الله ؟!
 إذا كنت تؤمنين فعلاً بأن ( الحب ) رزق من الله . .  فثقي تماماً أن نصيبك من هذا الرزق قد قسم لك من يوم أن كنت في بطن أمك ، وما كتب لك من رزقك لن يُنقصه وجود شريكة أخرى ، كما لن يزيده عدم وجود الشريكة !
 لن يكون لك من حظّك من حب زوجك لك ) إلاّ بالقدر الذي كتبه الله لك .
 أعتقد ان من الأمور التي تشكّل عليك ضغطاً  في عدم تقبّل فكرة أن يتزوج زوجك عليك هو  همّك من كلام الناس !!
 ماذا سيقولون ؟!
 ماذا ستقول الصديقات والقريبات !!
 ولربما لاح لك أمامك  خيال الشامتين والشّامتات !!
 صدقيني أخيّة . .
 الناس لا يبنون لك أمنا ولا اطمئنانا على أي حال كان حالك .
 فالشامت يشمت بك لو كنت في أهنأ حال  . .
 لذلك لا تجعلي رقابتك لكلام الناس يشكّل عليك منعطفاً في  تحويل حياتك وأطفالك إلى حياة مجهولة  !

 لا تفهمي من كلامي هذا أنّي أشجعه على التعدد .. لكن أريدك أن تتفهمي الأمر بصورة واقعيّة لا بصورة مثاليّة لتبني  قرارك حينها بناء على معطيات واضحة لا على اندفاعات عاطفية أو ردّة فعل متهورة .

 لكل أن تتخيلي لو اختر قرار ( الفراق ) ..
 هل فعلا الفراق  سيقلل من شعورك بالغيرة أم سيزيد شعورك بالحسرة .  سيما  وأنت الآن معك ( 5 ) أطفال يحتاجون إلى عناية ورعاية  الأمر الذي سيشكّل عليك ضغطاً اجتماعيّاً سواء مع أهلك أو مع قراباتك .
 ( الفراق ) ليس حلاًّ .  .
 وكون أنك لا تحتملي فكرة ( وجود امرأة أخرى في حياة زوجك ) ليس حلّه الفراق والطلاق ..
 فغن أم سلمة رضي الله عنها لمّأ خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت له : أنه امرأة غيور ( نفس فكرتك لا تحتمل فكرة وجود امرأة أخرى غيرها في حياة زوجها ) ..
 ومع ذلك دلّهاالنبي صلى الله عليه وسلم على ( الحل ) وقال لها : أما غيرتك فسأدعو الله لك أن يخفف عنك ما تجدين - أو كما قال - .
 فالحل في الدعاء  أن يربط الله على قلبك ويرزقك حسن الصّبر والتبعّل .
 الحل في استحضار أن الرزق  قدر مقسوم ، وما قسم لك فهو لك  كما قُسم لك من غير زيادة أو نقصان .
 الحل في حسن التبعّل له والقيام بواجبك .. لنك في علاقتك الزوجية لا تتعاملين في المقام الأول مع ( زوج ) إنما تتعاملين في المقام الأول مع ( ربك )  فالحياة الزوجية حياة عبوديّة لله تعالى بممارسة هذه الشعيرة شعيرة ( الزواج ) .

 أكثري أخيّة من الدعاء والاستغفار . .
 أسأل الله العظيم أن يربط على قلبك ويكفيك شرّ ما أهمّك .
 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

28-12-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني