أعاني من الخوف والقلق بسبب أحداث قديمة !

 

السؤال

انا اعاني من خوف وقلق ينتابني بين الحين والاخربدايتة منذ سنتين اصابتني ضيقة وتعب لدرجة شعرت اني بموتوكل هذا بسب ظروف عايشتة ومن بعد هذة الحالة وانا اخاف الجلوس وحدي وأخاف من الموت وأخاف من الرجوع لحالتي لدرجة اكون قلقانة بدون سبب بين الحين والاخر يخف واحيانا يزيد وانا الان حامل واخاف يزيد هذا الشعور بعد الولادة وانا احاول التخلص من هذة الافكار واكون ايجابية لكن لم تفلح محاولاتي وتبو ابالفشل ارجو ابدا النصح لي لاني طفشت من هذة الحالة التي لاشعر بلذة السعادة .

10-10-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 واسأل الله العظيم أن يملأ قلبك أمناً وإيماناً ، وحسن ظنا بربّك ..

 أخيّة . .
كل إنسان في حياته يمرّ بمواقف مؤلمة ، وأخرى حزينة وبعضها مخيف .. لكن تبقى هي مواقف وأحداث لها تاريخ كانت وانتهت  . .
 المواقف الصعبة في حياتنا  بقدر ما قست علينا بالألم والخوف والفزع لكن العاقل يتعلّم من هذه المواقف والتجارب .

 أتمنى عليك أن تعودي بذاكرتك لكن بهدوء إلى  ما قبل سنتين إلى حيث لحظة الحدث  ، عند  هذه اللحظة قفي . .
 الآن أنت وصلت بذاكرتك  عند لحظة الحدث لكنك الان تنظرين للحدث من الخارج لا من داخله ..
 الآن اسألي نفسك . .
 ماهي الأسباب  التي أدت لحصول هذه الظروف الصعبة ..
 ماذا كان دورك فيها . .
 ماذا يمكن أن تستفيدي من هذه الظروف ..
 كرري على نفسك .. كيف يمكن أن تستفيدي بإيجابيّة من تلك الحداث ..
 إنه بالتأكيد ما من موقف يمرّ  على الانسان إلاّ ويكسبه خبرة وتجربة .. لكن عندما نكون في وسط الحدث لا نلتفت كثيراً للخبرة المكتسبة لأن هول الحدث يسيطر علينا .. وعندما نخرج من دائرة الحدث نستطيع أن نتأمل الحدث بصورة مختلفة نتلمّس منه العبرة والتجربة  . .

 أخيّة . .
 القلق لن يجرّد الماضي من مآسيه لكنه حتماً يجرّد اليوم من أفراحك . .
 الماضي ذهب ولن يعود . .
 الماضي ذهب .. لكنك تعلّمت منه الكثير . .
 الخوف ايضا لن يمسح أحداث الماضي . .

 الأمور تسير بمقادير الله وأمره وحكمه . . 
 لذلك .. من أهم ما يساعدك على تجاوز هذا القلق وهذا الخوف هو ( حسن الظن بالله ) ..
 الله الذي وصف نفسه بـ ( الرحمة والعلم والحكمة والكريم والواسع والعدل والمؤمن الذي يؤمّن الخائفين )  .. هذا هو الله الذي لا يحصل شيء في الكون إلاّ بأمره واذنه .. ماذا تظنين به ؟!
 هل تظنين أنه يرحمك  ..
 هل تظنين بربّك أنه لطيف بك . .
 هل تظنين بربّك أنه حكيم عليم فيما يقدّره عليك ..

 أم انك تظنين  أن الله غير قادر على رحمتك ورعايتك وحمايتك وكفايتك . .
 إن الله يكون لك كما يكون ظنك به .. يقول الله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء " ..
 من امتلأ قلبه بقينا بأن الله يرحمه ويكفيه ويحميه .. فإن الله يرحمه ويكفيه ويرعاه ويحميه .
 ومن تردد في قلبه الشك في أن الله قد لا يكفيه أو يحميه . .  فإن الأمور تجري عليه بما يزيد من تكريس هذا الشعور عنده وقد يقع عليه ما ظنه بربّه ..

 أخيّة . .
 كلما ساروك الخوف أو القلق .  .افزعي الى ملاذ الخائفين ...
 افزعي إلى الله بالصلاة .  .
 قومي وتوضئي بإيمان .. وارفعي يديك مكبرة بيقين . . واركعي حتى إذا سجدت بثّي حزنك وألمك إلى الله ..
 نعم .. بثّيه باضطرار والحاح وحرقة . . وثقي أن الله قد قال لك في بداية صلاتك " هذا لعبدي ولعبدي ما سأل "
 
 أمّا الموت يا أخيّة . .  فهو حق .. واسألي نفسك أي نفس أعزّ على الله نفسك أم نفس نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم ؟
 ومع ذلك مات النبي العظيم . .  فلماذا الخوف من الموت .
 الموت يا أخيّة .. هو  اللحظة الفاصلة التي تفصل بينك وبين لقاء الله .. أفلا تشتاقين إلى الله ؟!
 أفلا تشتاقين إلى الحياة البدية .. الحياة التي لا ألم فيها ولا خوف ولا نصب في جنة عرضها السماوات والأرض . .
 إنّي لا أدعوك إلى تمنّي الموت . .  لكن كلما خطر لك خاطر الموت  وارتجف فؤادك خوفاً من الموت .. حفّزي نفسك بمثل هذه المعاني التي تجعلك تنظرين للموت بصورة ايجابيّة ..
 صحيح أن الموت يأخذنا من بين أعزّ أهالينا وأولادنا .. لكنه في الواقع كل عزيز وحبيب  لنا سيلحق بنا لنجتمع كلنا مع بعضنا في حياة لا موت فيها أبد الآبدين .
 كل ما عليك فقط أن تحسني العمل وعلاقتك مع الله . .ليكون الموت في إحساسنا  أفضل من الإحساس بالخوف منه ..

 أخيّة . .
 أكثري من قراءة القرآن . .  واستمتعي بتلاوته وتلذّي بمناجاة الله  وأنت تقرئين القرآن ..
 القرآن كلام الله .. وتلاوته مناجاة مع الله .

 أكثري من ذكر الله تعالى ..
 حافظي على أذكار الصباح والمساء .. ولا يفتر لسانك عن الاستغفار والتسبيح فإن الله قال - وقوله الحق - " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " .

 تعوّدي دائماً أن تكوني مبتسمة .
 نعم اجعلي الابتسامة هي رسمة شفتيك  حتى لو كنت مع نفسك كوني مبتسمة . .

 قلّلي من فترات جلوسك بمفردك . .
 واليوم التقنية ووسائل الاتصال تساعد كثيراً في  إضفاء جو  من ( المشاركة المجتمعيّة ) مع الآخرين عبر المشاركة في المنتديات وبرامج الحوار . .  لكن ليكن ذلك بمقدار ما يحفظ عليك أدبك وأخلاقك .
 حاولي أن تلتحقي بدار لتحفيظ القرآن أو مركز 
عوي أو خيري أو دورات تدريبية .. على ما هو ميسور لك .. المقصود أن  تقلّلي من  لحظات  ( الخلوة ) بنفسك .

 شتّتي أي فكرة سلبية تخطر على بالك .. لا تستسرسلي مع الفكرة مهما يكن ..
 كلما راودتك فكرة سلبيّة قومي تحركي  اشتغلي بأي عمل بدني وذهني في نفس الوقت  كان تقومي بتمارين معينة تحتاج إلى حساب أو نحو ذلك ..

 تعوّ>ي أن  تكون وجباتك صحيّة .. خصوصاً  من الفواكه .
 الطعام الصحّي يساعدك على تحسّن النفسيّة .
 
 أكثري لنفسك من الدعاء .. الدعاء .. الدعاء .
  فقد قال الله : " أمن يجيب المضطر إذا دعاه " .

 أخيّة . .
 إذا  عملت بهذه الأمور  بإرادة  وعزيمة .. ثم لم تلاحظي تحسناً .. فمن الأفضل أن تزوري مرشدا أو مرشدة اجتماعية  أو تتحاوري مع مرشد ناصح أو مرشدة ناصحة ثقة أمينة ليساعدك من خلال الحوار ومن خلال بعض تقنيات إزالة الخوف أو القلق .

 والله يرعاك ؛ ؛ ؛

10-10-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 

Get the Flash Player to see this player.

 26-08-2017  |  5220 مشاهدة
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني