يريد أن يتزوّج علي ويهددني بسوء العشرة !

 

السؤال

متزوجة من عشر سنوات في شقة أم زوجي ليس لي سوى غرفة واحده وليس لي الحرية في التصرف في أي شيء غرفة الخادمة أمام غرفتي تماما لم أكمل دراستي من أجل زوجي وتحملت إهانات أم زوجي من أجله وأستقبل إخوته وأخواته بكل رحابة صدر ساعدته حتى حصل على شهادة الماجستير كل ذلك من أجل رضى ربي ورضى زوجي تركت حقوق كثيرة لي في اللبس والزيارات حتى أهلي من أجله وفي النهاية وأنا في مثل هذه الظروف قال خطبت إبنة عمك ليس نقص فيك بل لتطبيق السنة في البداية دعوت له بالتوفيق ثم رفضوا أهل العروس فثارت ثائرته وقال والله إني لأتزوج وإني سآتي بها مسيار بكل عصبية بعدها ثارت ثائرتي ورفضت أن أعودمعه لمنزل والدته لأنني حتى بعد خطبته لم أخرج من منزلي والآن هو يهدد بأنني لو عدت معه بأن معاملته ستصبح سيئة وأنني لن أجد منه ما كنت أجد من قبل ؟؟؟ سؤالي هل يحق له أن يهددني أم الحق أن يأتي ويترضاني ؟؟؟ وماهي رسالتكمـ له لأنني سأوصلها له بالحرف الواحد علما بأن لديه أخوه لكنني أرى بأنهم لا يحاولون نصحه أو الإصلاح بيننا ؟؟؟ وأنا ما زلت أريد زوجي وأبنائي.. أرجوكم ردوا علي بأسرع وقت لأن رسائله تسبب لي حبااااط شديد وو يقول أن كل يوم أمكثه عند أهلي يزيد الموضوغ سؤا

15-09-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يصلح ما بينك وبين زوجك وان يبارك لك في زوجك وذريتك ويجعل لك فيهم قرّة العين .

 أخيّة ..
 صبر الزوجة وتأقلمها على واقع زوجها بقدر ما هو أرفق بالنفس من أن تتطلّع  وتعيش التطلّع والم التطلّع بقدر ما أن هذا الصبر وهذاالتعايش هو في الواقع فيه لذّة العبوديّة لله تعالى بما تقوم به الزوجة تجاه رضى زوجها فيما أحل الله .
  لكن بعض الزوجات ربما شعرت بالتحسّف والحسرة على ما قدّمت وربما شعرت بالألم وتمنّت لو أنها لم تفعل ما فعلته مع زوجها .. كل ذلك في لحظة غضب عندما  يقوم زوجها بتصرف  في عكس هواها ..
 وهذا الشعور بالألم والتحسّر  إنما ناتج عن عدم الاستشعار ابتداءً بأنها في عبادة لله تعالى بما تقوم به  من سلوك وكلام وتلطّف ..
 غياب هذا الشعور ( التعبّدي ) يحرمنا من لذّة هذه المتعة التي جعلها الله تعالى في عبوديّـه سبحانه وتعالى .
 
 أخيّة  ..
 أهنّئك على حرصك ورغبتك في زوجك وأبنائك . .  وأشدّ على يديك ان تكوني أكثر احتساباًواستشعاراً لمعنى العبودية لله تعالى في حياتك وعلاقتك الزوجية وعلاقتك مع ابنائك ..
 كون أن زوجك  أراد أن يتزوّج  من ابنة عمّك  فهذا شيء مباح له . وقد كان موقفك موقفاً تشكرين عليه في صبرك واحتسابك وعدم  انجرارك مع ردّة الفعل  لتصرّفه .
لكن أن تثور ثائرته فهذا ما لا يُبرر له !
 
 أخيّة . .
 الزوج الذي  ( يُعدّد ) أو يتزوج على زوجته فقط لأجل أن يُغيظ زوجته الأولى في الواقع هو يظلم نفسه ابتداء ثم هو يظلم  تلك التي اختارها بدافع ( الغيظ )  لأنه والحال هذه  سيتركها ويفارقها سيما وأنه - من خلال رسالتك - فهمت أن زوجك قدرته الماديّة محدودة  .
 فياليت لو ان موقفك من تهديه بالزواج ( مسيار ) كان موقفاً هادئاً  حكيماً  لكانت الأمر لم تصل إلى ما وصلت إليه الآن .
 أما وإن الأمر قد حصل فإنّي أُذكّرك .. بقضية التعبّد والعبوديّة لله بما تقومين به  في شأن التودّد لزوجك .
 استمتعي بهذا التودّد لا لذات التودّد  وإنما  لأنك تستشعرين فيه عبوديتك لله وسعيك  إلى رضا الله تعالى في القيام بمسؤوليتك تجاه زوجك .
 ثم إنّي أنبهك أن لا تجعلي من هذاالموقف  نقطة ( تراجع )  في حياتك .. عشت ( عشر سنوات ) صابرة مكافحة وأعتقد أنك كبيرة في عينه وعين أهله مهما كان منهم تجاهك .. فلا تجعلي موقفه منك الان  يجذبك إلى الوراء .. بل اجعلي مواقف الحياة تزيد من صلابتك وحكمتك وهدوءك .

 أمّا الرسالة لزوجك ..
 فإني أذكّره برسالة الله له ..
 وأخوّفه بما خوّفه الله به . .
 فإن البشر مهما تكلّموا أو حذّروا فإن كلامهم لن يكون له سلطان علىالقلوب  كما لكلام الله تعالى على قلوب المؤمنين من سلطان ..
 أخي الكريم . .
 أتمنى عليك فقط أن تقرأ آية القوامة .. التي ذكرها الله تعالى في سورة النساء : " الرجال قوّامون على النساء .. " نعم تدبرها بهدوء ..
 قف هنا حيث قال الله في آخرها : " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً "
 نعم .. إنه يخاطبك أنت .. إذا أطاعتك زوجتك فلا ( تبغي ) عليها سبيلا بالتوبيخ والأذيةِ  : أي فأزيلوا عنهن التعرّضَ واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن فإن التائبَ من الذنب كمن لا ذنب له .
{ إِنَّ الله كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً } فاحذَروه فإنه تعالى أقدرُ عليكم منكم على مَنْ تحت أيديكم أو أنه تعالى على علو شأنِه يتجاوز عن سيئاتكم ويتوبُ عليكم عند توبتِكم فأنتم أحقُّ بالعفو عن أزواجكم عند إطاعتِهن لكم ..
 يقول القرطبي  : فيه إشارة إلى الأزواج بخفض الجناح ولين الجانب؛ أي إن كنتم تقدرون عليهن فتذكروا قدرة الله؛ فيده بالقدرة فوق كل يد. فلا يستعلي أحد على امرأته فالله بالمرصاد فلذلك حسن الاتصاف، هنا بالعلو والكبر.

 رددها بإيمان ويقين ( إن الله كان عليّاً كبيراً ) ..
 إن قوامة الرجل ورجولة الرّجل في أن يكون حيث أمره الله  . وإن الرجل ليفقد من قيمته ورجولته بقدر ما يبعد عن ربه وبقدر ما يتجرّد قلبه عن تعظيم الله .

 الزواج يا أخي .. ( عبوديّة لله ) وليس اتسعباداً للبشر !
 والتعدّد شريعة عظيمة من شرائع الإسلام وحق الشريعة أن تعظّم ، وإن من تعظيم شعيرة ( التعدّد ) و ( الزواج ) أن لا نجعل هذه الشعيرة وسيلة للضرب والتهديد والإغاظة ..
 إذن أين تعظيم شعائر الله ؟!
 والله تعالى يقول : " ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " .
 
 إنّي أحذّرك وأدعوك بدعوة الله لك .. " لا تبغوا عليهن سبيلا " " ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " .
 فأين تجد نفسك من هذا . .  ؟!
 وإن أعظم تطبيق للسنّة هو تعظيم السنّة .. وتحبيب السنّة للناس لا تبغيضهم فيها بسوء التصرّف والسلوك .
 وهذا افمام الحسن البصري يهمس بين يديك بقوله : أن أحب العباد إلى الله ..الذين يحببون ( الله ) إلى عباده
 لاحظ ( يحببون الله إلى عباده ) ... فكيف ترى من يتخذ شريعة من شرائع الإسلام وسيلة  للتهديد والإغاظة هل هو يحبّب الله إلى عباده ؟!

 أخي إنّي أربأ بك أن يستجرّك الشيطان - وهو على ذلك حريص - أن يبغّضك في نظر نفسك وفي نظر الآخرين وقبل ذلك يبغّضك في نظر الله  بما يكون من ردّة فعلك من  امرأة مسكينة شبهها النبي صلى الله عليه وسلم بالأسير فقال : " استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم " ..
 أفلا تحب محمدا صلى الله عليه وسلم وتحب سنّته ؟!
 إنه أوصاك بزوجتك خيراً ..

 استعذ بالله .. وادحر الشيطان ..
 وأنس بزوجة صانتك وحفظتك  ولا تزال تحرص عليك وعلى أبنائك ..
 والله يرعاك .

15-09-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني